شبكة النبأ: إن مجتمعنا مبني على مبدأ (المقارنة) كل شيء في الحياة يحكم عليه بالمقارنة مع شيء آخر. ابتداء من علم النفس الى الطب والهندسة. أنا أطول منك وأقصر منه. لديك سيارة اجمل، لكنك لا تقود بالكفاءة التي أقود أنا بها. أقوم بعمل أفضل في يوم جيد، لكنه أكثر انتظاما مني. لا يمكنني أن احكي النكات بشكل جيد، لكن لدي روح الفكاهة أفضل. تطول القائمة أكثر وأكثر.
تشكل المقارنة الأساس لتقييم كل شيء- جميع الناس، الأماكن، الأشياء. نحكم على كل شيء ابتداء من سلوكنا، نجاحنا، أوزاننا، أطوالنا الى مظهرنا الخارجي- بحسب مبدأ راسخ ودائم التغيير.
لذا عندما يتعلق الأمر بالناس، فلا عجب في أنك تتسرع في تقديم مقارنة كأساس للحكم. توفر المقارنات لك فرصة لتشعر أفضل نحو نفسك دون الاضطرار لتحسين ذاتك. فلست مضطرا لقياس تقدمك بالاعتماد على الإنجاز. بالرغم من أنك تتسرع في مقارنة نفسك بالآخرين، فإنك تفضل أن لا تتنافس معهم. فربما تكون المنافسة مهينة ومؤذية للأنا العليا خاصتك.
أنت تحتاج لأن تكون قادرا على اختيار مقابل من تتم مقارنتك بهم وبماذا؟ بهذه الطريقة يمكنك أن تضمن النتيجة التي تريدها. فإذا كنت تريد أن تشعر شعورا جيدا نحو نفسك، فإنك تحتاج فقط الى أن تجد شخصا في حال أسوأ منك. إذا رغبت أن تشعر أنك مستخف بذاتك، ابحث عن شخص يعمل بشكل أفضل منك.
المقارنة تتيح لك أيضا، أن تبرر سلوكك، الذي، لولاه لكان من الممكن أن تجد صعوبة في تبريره لنفسك.
عندما تشعر بحالة الاستخفاف بذاتك، فإنك تحتاج فقط الى النظر الى إنجازات شخص آخر لتعزز مشاعرك بالنقص. ستبدأ بالتمتع بالفوائد التي تجنيها من تدمير نفسك دون الاضطرار لفعل أي شيء نهائيا.
1ـ حالما تقارن نفسك بشخص آخر.. كفَّ عن ذلك
اسأل نفسك: هل أقوم بعمل هذه المقارنة لأجعل نفسي اشعر أفضل أم أسوأ نحو سلوكي؟ إذا كان الجواب أفضل، لديه سيارة اجمل، لكنني سائق أفضل. اسأل نفسك ما هي الرغبة وراء هذه المقارنة. معظم الناس يقومون بهذا النوع من المقارنات لأنهم يحتاجون لأن يشعروا بالتفوق على الآخرين. في الغالب، هذا الأمر يخفي نقصا ضمنيا، أو تبريرا لسلوك لم تكن لتتغاضى عنه لولا المقارنة. إن الخطوة الأولى لمعالجة نزعة المقارنة هي أن تظهر الحاجة العاطفية التي تكمن وراءها.
2ـ ما الذي يملكه الشخص الآخر
إذا كان الشعور الذي تكشفه هو النقص، خذ دقيقة لتقدر بدون إصدار حكم ما الذي يملكه الشخص الآخر. استمتع بحقيقة أنه يمتلك سيارة اجمل، أو لديه جسم رائع . ثم فكر بالجزء الثاني من المقارنة. الجزء الذي يتعامل مباشرة مع صفاتك أو ممتلكاتك الشخصية. نمي شعورا بالامتنان للنعم والصفات التي تمتلكها في حياتك. فعندما تشعر بالامتنان، فمن الأصعب أن تكون حسودا للآخرين أو أن تشعر بالتفوق أو النقص.
إذا اكتشفت أنك تستخدم المقارنة لتبرر سلوكا غير مقبول، فقد حان الوقت لكي تأخذ نظرة قاسية الى نفسك. اسأل، بغض النظر عن الآخرين، هل هذه هي الطريقة التي أريد أن أتصرف بها؟ هل هذه الطريقة التي اخترتها لكي اعيش حياتي؟ إن الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يضع لك مقاييس هو أنت. أنت الشخص الوحيد الذي يستطيع في النهاية أن يبقى ملازما وأمينا على هذه المقاييس.
3ـ انظر الى دوافعك
إذا كان الجواب على السؤال، هل أقوم بهذه المقارنة لأجعل نفسي اشعر أفضل أم أسوأ نحو سلوكي؟ هو أسوأ، عندها فإن الشعور الذي تعاني منه هو بالتأكيد الشعور بالنقص والافتقار الى التقدير الذاتي. إن دافعك هو أن تدمر نفسك وليس أن تبني نفسك. يمكنك أن تعالج هذا الأمر على مرحلتين:
الأولى: عندما تقارن نفسك بما يسبب الأذى لك، اقلب المقارنة بإضافة، الشيء الرائع لدي هو، على سبيل المثال، إذا كانت مقارنتك هي، إنه يكون صداقات بسهولة جدا، وانا لا استطيع أن أتكلم مع الناس، يمكنك إضافة، والشيء الرائع الذي لدي هو أنني أعتز حقا بأصدقائي. إذا قلت: إنهم ناجحون جدا، وأنا كنت فاشلا في كل شيء أحاول عمله، يمكنك أن تضيف، والشيء الرائع الذي لدي هو أنني استمر بالمحاولة، بصرف النظر عن العمل الذي أقوم به. إن إيجاد شيء رائع فيك يساعد في تبديد المشاعر السلبية للمقارنة، يجعلك مستعدا للتغيير.
الثانية: ادرُس الشخص الذي تقارن نفسك به، اسأل ما هو الشيء الذي يمكنني أن أتعلمه من هذا الشخص وسيساعدني لكي أحسن نفسي الآن؟ يمكنك أن تتعلم شيئا من كل شخص لكي تطبقه على حياتك الشخصية. إذا كان هو جميل الأناقة وأنك تشعر ليس كذلك، فما هو الشيء الذي يعجبك فيه حقا وماذا يمكنك أن تتعلم منه؟ الأناقة؟ الطريقة التي تقدر نفسك بها؟ الطريقة التي تتواصل بها مع الناس؟ إذا كان شخص ما ناجحا وأنت تشعر أنك كنت دائما فاشلا، فمن أفضل من شخص يفعل ما تريد أن تفعله لكي تقلده؟ يجب عليك، في الواقع، أن تأخذ نظرة على ذلك الشخص وتكتشف ما الذي يفعله، يمكنك أن تكرره، ثم قم بممارسة هذه الأعمال في حياتك الشخصية.