قالت منظمة الصحة العالمية الخميس إن واحدة من كل ست سيدات في انحاء العالم تعاني من العنف المنزلي، وبعضهن يتعرضن للضرب خلال فترة الحمل، ومع ذلك تظل الكثيرات صامتات تجاه هذه الاعتداءات.
وفي اول دراسة عالمية لها، قالت المنظمة ان النساء اللاتي تساء معاملتهن جسديا او جنسيا من المرجح اكثر ان يعانين من مشاكل صحية طويلة المدى، بما في ذلك الحزن الشديد ومحاولات الانتحار.
ودعت المنظمة التابعة للامم المتحدة الى تغيير اساليب السلوك، من خلال برامج التعليم وتدريب المزيد من موظفي الصحة والشرطة على التحقيق في علامات اساءة المعاملة.
قال لي جونج ووك، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي "النساء يتعرضن للخطر من العنف من جانب اشخاص معروفين لهن داخل المنزل اكثر من الغرباء في الشارع. وهناك شعور بان المنزل هو ملجأ آمن، وان الحمل فترة محمية جدا، لكن ليس هذا هو الحال. فالعنف المنزلي يظل مستترا الى درجة كبيرة."
وتستند الدراسة المسماة "صحة المرأة والعنف المنزلي ضد المرأة" الى مقابلات مع اكثر من 24 الف امرأة في عشر دول، تراوحت بين اليابان وتايلاند الى اثيوبيا وبيرو.
وترسم الدراسة صورة مروعة من العظام المكسورة والكدمات والحروق والرؤوس المشجوجة والفكاك المخلوعة والاغتصاب والخوف.
ويكون الازواج او الشركاء الوثيقين هم الجناة الرئيسيون.
ووفقا للتقرير، فقدت امرأة من بيرو توأمين بعد أن ضربها والد طفليها اللذين لم يولدا على بطنها، وتنام امرأة برازيلية في غرفة نوم بعد أن تغلق بابها لتحمي نفسها من شريكها الذي هددها بأن يطلق النار عليها.
وقالت وزيرة الصحة الاسبانية، الينا سالجادو الرئيس الحالي للتجمع الصحي السنوي للمنظمة "كل 18 ثانية في مكان ما تعاني امرأة من العنف او اساءة المعاملة، وينبغي ان نضع حدا لهذه الممارسة المخجلة."
وقال التقرير، إن العنف المنزلي يمكن ان تنطلق شرارته من تأخير وجبة العشاء، او عدم انهاء العمل المنزلي في الوقت المحدد، او عدم الطاعة او رفض ممارسة الجنس. وفي كثير من الحالات توافق نساء على أنه من المبرر أن يضرب الرجل زوجته في ظروف معينة.
ووفقا لكلوديا غارسيا مورينو، منسقة هذه الدراسة، فانه من ناحية الاعراض المرضية مثل الالم والدوخان والحزن والاجهاض، فان النتائج عبر 15 تجمع حضري وريفي "متقاربة بشكل ملحوظ".
وقالت لصحفيين "سواء كانت المرأة تعيش في الحضر في ساوباولو او في البرازيل او اليابان، او ريفية في اثيوبيا او بيرو، فان العلاقة بين العنف وضعف الصحة تظل كما هي."
واضافت "الشيء الملفت للنظر هو درجة استمرار هذا العنف مستترا. ولم يسبق لما بين الخمس والثلثين من النساء اللاتي اجريت المقابلات معهن التحدث مع اي شخص عن تجربتهن مع العنف من جانب شركائهن."
وقالت إن هذا الشعور بالعجز هو "تعذيب في حد ذاته".
والدول الاخرى التي شملتها هذه الدراسة، التي استمرت سبع سنوات، وصدرت عشية احتفال الامم المتحدة باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، هي ساموا وبنجلادش وناميبيا وتنزانيا وصربيا والجبل الاسود.
وطبقا للتقرير فان ما بين 4 في المائة و12 في المائة من النساء اللاتي كن حوامل، شكين من تعرضهن للضرب اثناء الحمل، وأن أكثر من 90 بالمائة تعرضن للضرب على يد أب الاطفال الذين لم يولدوا.
وقالت لوري هيس، عضو فريق البحث من جماعة (باث) في واشنطن " معظم العنف الذي تعانيه النساء الحوامل هو استمرار للعنف الذي كان موجودا من قبل."
وفقدت امرأة توأمين بعد أن ضربها والد طفليها اللذين لم يولدا على بطنها وتنام امرأة أحرى في غرفة نوم بعد أن تغلق بابها لتحمي نفسها من شريكها الذي هددها بأن يطلق النار عليها.
انهما اثنتان من بين النساء اللاتي يتعرضن للعنف في البيت في انحاء العالم بواقع امرأة من كل ست سيدات. وفي بعض المجتمعات فان امرأتين من كل ثلاث سيدات يتعرضن لاذى أزواجهن أو شركائهن المقيمين معهن أو اصدقائهن حسبما تشير دراسة لمنظمة الصحة العالمية.
ولا تبلغ نساء كثيرات عن العنف في البيت لانهن يعتبرنه مسالة عادية. وتخشى أخريات من أنهن قد يحرمن من ابنائهن أو يتعرضن للفضيحة. وفي حالات كثيرة ترى السلطات أنه شأن خاص وترفض التدخل.
وطبقا للتقرير فإن ما بين 4 في المئة و12 في المئة من النساء اللاتي كن حوامل اشتكين من تعرضهن للضرب اثناء الحمل وأن أكثر من 90 بالمئة يتعرضن للضرب على يد أب الاطفال الذين لم يولدوا.
وقالت فومافي "ليس أمامهن مكان يذهبن اليه. جميع الابواب موصدة. ويشعر كثير من النساء بأنهن محاصرات ويعانين من اضطرابات عقلية. وينتهي الحال بكثير منهن بمحاولة الانتحار وبعضهن ينجحن."
وأظهر التقربر أنه من المحتمل أن معاناة ضحايا العنف المنزلي من اعتلال الصحة يعادل مرتين معاناة الاخريات.
قالت فومافي "هذا عبء صحي عالمي هائل."
وطبقا للتقرير فإن العنف المنزلي منتشر أكثر بين السكان المتعلمين تعليما محدودا وفي البلدان منخفضة الدخل رغم انه ظاهرة عالمية.
وفي كثير من الحالات توافق نساء على أنه من المبرر أن يضرب الرجل زوجته في ظروف معينة وقالت فومافي ان الحكومات في حاجة للاعتراف بأن العنف في البيت مشكلة وأن تقر قوانين مشددة لمكافحته.