ذكرت دراسة نشرت يوم الثلاثاء ان 90 في المئة من الامريكيين يعرفون ان معظم سكان البلاد يعانون من زيادة الوزن لكن 40 في المئة فقط يعتقدون انهم بدناء.
وتوضح احصائيات حكومية ان اكثر من 60 في المئة من الشعب الامريكي لديهم زيادة في الوزن وأن نصفهم بدناء مما يعني انهم معرضون لاخطار صحية جسيمة بفعل الوزن الزائد.
لكن دراسة عبر الهاتف اجراها مركز بيو للابحاث على اكثر من 2000 من البالغين اكتشفت ان الكثيرين يبالغون في طولهم ويقللون وزنهم وبالتالي لا يعتبرون انفسهم يعانون زيادة في الوزن.
وقال تقرير المركز الذي نشر في موقعه على الانترنت "اكتشفت الدراسة ان معظم الامريكيين ومنهم هؤلاء الذين يقولون انهم لديهم زيادة في الوزن يتفقون على ان السلوك الشخصي وليس التكوين الجيني او السياسة التسويقية لشركات الطعام هو السبب الرئيسي لزيادة وزن الناس.
"وعلى وجه التحديد فان عامة الناس يقولون ان عدم ممارسة تدريبات كافية هو سبب مهم يليه نقص الارادة في تحديد الطعام الذي يأكله المرء. والنصف تقريبا يقولون ان انواع الطعام في المطاعم ومحال البقالة هي سبب مهم جدا وحوالي الثلث يقولون الشيء نفسه عن التأثير الجيني والوراثة."
واكتشفت الدراسة ان بعض الناس على الاقل لم يستطيعوا الاستمرار في اتباع نظام غذائي من اجل السيطرة على اوزانهم.
وقالت "يقول واحد بين كل اربعة من الذين شملتهم الدراسة انهم ملتزمون بنظام غذائي في الوقت الحالي وحوالي النصف (52 في المئة) يقولون انهم التزموا بنظام غذائي في وقت ما. وفي استطلاع منذ 15 عاما كانت نسبة البالغين الذين التزموا بنظام غذائي اكثر ارتفاعا قليلا اذ بلغت 57 في المئة."
واتفق الاشخاص الذين شملتهم الدراسة على أنه من المهم ان يتمتع المرء بوزن صحي.
وقالت الدراسة "اتفق جميع من خضعوا للدراسة تقريبا على ان وزن المرء يلعب دورا في فرصه لان يحيا حياة مديدة وصحية.
"واكثر من تسعة بين كل عشرة (91 في المئة) يعتقدون ان الوزن له تأثير على الجاذبية سواء قليل (35 في المئة) أو كبير (56 في المئة)."
وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة شمال كاليفورنيا على 104 شخص بدين تتراوح أعمارهم بين 45- 64 عاما أن 15 في المائة فقط من بين هؤلاء يرون أنفسهم كذلك.
وفي المقابل فإن 71 في المائة ممن يتمتعون بوزن طبيعي و73 في المائة ممن يعدون من أصحاب الوزن الزائد، كان تقييمهم لحالتهم دقيقاً.
ويحذر الباحثون من خطورة هذا الوعي الزائف على صحة البدناء، حيث تشير كيم تروسدال، الباحثة في شؤون التغذية بجامعة كاليفورينا والمشرفة على الدراسة، إلى أنه "إذا لم يدرك هؤلاء الاشخاص أنهم بدناء، فإنهم على الأرجح لن يلتفتوا إلى معلومات الصحة العامة التي تحذر من عواقب البدانة."
وتشمل هذه العواقب خطر الأمراض القلبية والإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم والتهاب المفاصل.
وترجع الباحثة سبب ذلك إلى الصورة الكلية التي تحويها أذهان الناس عن معنى "البدانة".
تقول تروسيدال، التي قدمت نتائج بحثها في مؤتمر عقد في سان فرانسيسكو "إن الناس ترى الشخص الذي يزن 400 رطل باعتباره بدينا للغاية، لكنهم لا يفكرون في أن الشخص الذي يبلغ طوله 5.10 قدم ويزن 209 رطل باعتباره بدينا، بينما هو كذلك فعلياً.. ولنا أن نتخيل كم من الرجال الذين يبلغون ذلك الطول وتزيد أوزانهم على مئتي رطل."
وطبقاً للمراكز الأمريكية للتحكم والوقاية من الأمراض، يعتبر الشخص الذي يصل طوله إلى 5 أقدام وعشرة بوصات، رجلاً كان أم أمراة، ذا وزن زائد عندما يكون وزنه 174 رطلاً وبدينا عندما يصل الى 209 رطلاً.
وكان استطلاع سابق، نفذته شبكة CNN بالتعاون مع معهد "غالوب" وصحيفة "يو أس توداي" قد أظهر أن غالبية الأمريكيين لديهم رغبة في إنقاص أوزانهم واعتماد نظام غذاء صحي.
وأعربت أغلبية العينة التي شملت 1000 شخص تم استطلاع آرائهم، عن مخاوفها من خطورة مشكلة البدانة بين فئة الصغار من الأمريكيين.