شبكة النبأ: يعتمد الطب في مسيرته واكتشافاته الحديثه على صنع آلة طبية بديلة عن آلة المعالجة الكيميائية أو غيرها، ذلك عبر مجسات نفسية، تخلق من حالة اللاوعي طريقة مثلى في تقصي الامراض، عبر ابرازها في حالات واعية تكون فيها الذوات الانسانية متجلية على حقيقة معينة، لتساعد الاطباء في عملية تقصي الحقائق لمعرفة المزيد عن الذات البشرية وطرق علاجها بالطب النفسي.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على أهم وآخر المستجدات والمكتشفات في مجال الطب النفسي:
توجهات الشخص السياسية تكشفها دراسة نفسية طبية
يبدو ان التوجه السياسي مرتبط بردود الفعل الجسدية كما يفيد باحثون اميركيون اكدوا في دراسة نشرت ان الاشخاص المتسمين بالهدوء يصوتون لليسار اما القلقون فيصوتون لليمين.
فقد قام باحثون من عدة جامعات اميركية باخضاع 46 شخصا لهم انتماء سياسي واضح لاختبار لدراسة رد فعلهم على ضجيج مفاجىء او صور مثيرة للقلق: مثل صورة عنكبوت على وجه شخص مصاب بالهلع او جرح مغطى بالديدان او وجه مغطى بالدم.
ثم قاسوا ردود فعل هؤلاء الاشخاص الجسدية مثل رفة الجفون والتعرق ثم قارنوها مع توجهاتهم السياسية بناء على استمارة قاموا بملئها. بحسب فرانس برس.
وكانت النتيجة ان الاشخاص الذين يتبنون مواقف المحافظين اي يؤيدون عقوبة الاعدام والحرب على العراق والانفاق الحربي ولديهم شعور قومي قوي كانت ردود افعالهم الجسدية اقوى بصورة واضحة من اولئك المقربين من القيم اليسارية التقليدية: الدعوة الى السلام ومراقبة الاسلحة والحق في الاجهاض وزواج مثليي الجنس. لكن الباحثين ما كانوا قادرين على تحديد ان كان الموقف السياسي وراء رد الفعل الجسدي ام العكس.
ونشرت مجلة ساينس الاميركية الدراسة التي اجراها باحثون من جامعات رايس في تكساس ونبراسكا لنكولن وايلينوي ومعهد فيرجينيا للامراض النفسية وعلم وراثة السلوك.
توصل أخصائيون في علم النفس في جامعة تورنتو إلى أن العزلة الاجتماعية تجعل الناس يشعرون بالبرد.
ووجد فريق البحث ان الأشخاص الذين يشعرون بأنهم معزولون يعبرون عن الشعور بالبرد في الغرفة التي يكونون فيها أكثر من غيرهم.
كما ان مثل هؤلاء الأشخاص يختارون لطعامهم الشوربة الساخنة بدلا من تفاحة أو عصير بارد. وأجريت الدراسة على 65 من المتطوعين قسموا إلى مجموعتين.
استعادت المجموعة الأولى تجارب شخصية كانوا يشعرون فيها بأنهم مستبعدون اجتماعيا وشعروا بالعزلة او الوحدة كتجربة رفض السماح لهم بدخول ناد.
بينما استعاد أفراد المجموعة الأخرى تجارب شعروا فيها بأنهم مقبولون. ثم طلب الباحثون بعد ذلك من كل فرد منهم تقدير درجة حرارة الغرفة.
وتراوحت تقديراتهم بين 12ـ40 درجة مئوية، حيث أعطى الذين تذكروا تجارب انعزالية تقديرات أقل لدرجة الحرارة.
وفي التجربة التالية طلب الباحثون من 52 متطوعا المشاركة في لعبة بالكرة تنظم بالكمبيوتر. وصممت اللعبة بحيث ترسل الكرة إلى البعض عدد مرات أكبر من البعض الآخر.
وبعد ذلك سئل المتطوعون عن مدى رغبتهم في الحصول على قهوة ساخنة أو قطع من البسكويت أو شراب مثلج أو تفاحة أو شوربة ساخنة.
ويقول دكتور تشين بو زونج رئيس فريق البحث المنشور في مجلة علم النفس: لقد وجدنا أن تجربة العزلة الاجتماعية تجعل الناس يشعرون بالبرد فعلا. ويضيف، ربما لذلك تستخدم مفردات عن البرد والدفء لوصف العزلة والاندماج الاجتماعي.
كما يقترح الباحثون فكرة أن رفع درجة حرارة المكان قد يساعد في تخفيف الشعور بالاكتئاب بنفس الطريقة التي يتم فيها علاج المصابين بمرض الاضطراب العاطفي الموسمي أو ساد اختصارا بالضوء.
مشاعر الكراهية في مناطق المخ يحددها العلماء
أعلن فريق من العلماء في جامعة لندن كوليدج البريطانية، التوصل إلى اكتشاف المراكز المسؤولة عن ظهور مشاعر الكراهية في مخ الإنسان، والتي تنعكس بالتالي على سلوكياته تجاه الأشخاص الذين يضمرون لهم تلك المشاعر.
وتوصلت دراسة علمية، تركزت حول الأساس البيولوجي لمشاعر الحب والكراهية، إلى أن هناك ارتباط وثيق بين هذين الشعورين المتناقضين، حيث اتضح للباحثين أن الدوائر العصبية المسؤولة عن الكراهية، هي ذاتها المستخدمة للتعبير عن مشاعر الحب، رغم التناقض الكبير بينهما. بحسب (CNN).
وأشارت الدراسة إلى أن مركزين في المخ، يُطلق عليهما بوتامن وأنسولا، ينشطان عندما يساور الإنسان شعور بالحب أو الكراهية، حيث يقوم المركز الأول بتنبيه المخ عندما تنتابه عاطفة ما، فيما ينشط الثاني كرد فعل على الإثارة المقلقة، التي تنشأ عند مقابلة شخص ما يكن له مشاعر عدائية.
وذكرت الدراسة، التي نُشرت نتائجها بصحيفة بلوس وان الأمريكية، في موقعها الإلكتروني السبت، أن الذين يرون صور أشخاص يكرهونهم، يظهرون نشاطاً في مناطق محددة من المخ، يُعتقد أنها تمثل دائرة الكراهية.
اعتمدت الدراسة، التي جرت بإشراف كل من سمير زكى، وجون رومايا، على دراسة مناطق المخ التي تربطها صلة بمشاعر الكراهية، حيث أظهرت أن "دائرة الكراهية" تختلف عن الخلايا المتعلقة بالعواطف الأخرى، مثل الخوف والخطر، رغم اشتراكها في الجزء من المخ المتعلق بالعدوان.
وقام الباحثون بمقارنة نتائج الدراسة مع نتائج دراسات سابقة، تتعلق بمراكز الحب، من خلال إجراء مسح بالأشعة على مخ 17 رجلاً وامرأة من المتطوعين، خلال رؤيتهم لأناس يضمرون لهم مشاعر الكراهية، وأناس محايدين آخرين يألفون رؤيتهم.
وجد الباحثون أن دائرة الكراهية تشمل هياكل في القشرة الخارجية، والقشرة الفرعية للمخ. كما تحوي مكونات مهمة في إثارة سلوك العنف، وترجمة ذلك إلى أفعال، من خلال تخطيط محرك، كما لو كان المخ أصبح معبأ للقيام ببعض الأفعال.
ونقلت بلوس وان عن زكي قوله: إنه أمر مذهل، أن نجد الكراهية أيضاً تتضمن الكثير من المشاعر التي يمكنها أن تستحوذ على الإنسان مثل مشاعر الحب.
ولكنه أضاف قائلاً: ورغم أن الإنسان في حالة الحب عادة ما يتجنب توجيه انتقادات تجاه من يحب، نجد أنه في حالة الكراهية، ينصب تفكيره على كيفية إلحاق الضرر أو الأذى أو الثأر، من الأشخاص الذين يضمر مشاعر الكره تجاههم.
تغيّر الجنون في دول المنظومة الاشتراكية والتعرف على الله
قالت دراسة علمية إن عوارض الجنون وتعبيرات المصابين بأمراض نفسية وعقلية، تتأثر بالفترة الزمنية التي يعيشون فيها والثقافة السائدة، وهي بالتالي تتبدل لتعكس الحقبات المختلفة، وخلصت إلى أن الجنون لم يكن عبر التاريخ يحمل دائماً المعنى عينه.
ووفقاً للدراسة، التي عمل عليها ثلاثة أطباء نفس من مستشفى ليوبليانا في سلوفينيا، وشملت حالات 120 مصاباً بانفصام الشخصية، خلال الفترة ما بين عامي 1881 و2000، فإن ما كان يتخيله المريض قبل أكثر من قرن من أصوات غامضة تتحدث إليهم، بات في العقد الخامس من القرن الماضي، رسائل راديو سوفيتية، قبل أن يتحول إلى ذبذبات يبثها إرهابيون في السنوات الأخيرة. بحسب (CNN).
ويشير الأطباء الذين عملوا على الدراسة إلى أن حالات الجنون المرتبطة بهلوسات متصلة بالدين أو الشعوذة في سلوفينيا، كانت محدودة للغاية خلال الفترة ما بين عامي 1941 و1980، عندما كانت البلاد جزءاً من يوغوسلافيا الشيوعية، وذلك بسبب حظر الدولة للنشاطات الروحية والدينية وقلة تفكير الناس بها.
غير أن انهيار النظام الشيوعي، وعودة ظاهرة التعرف على الله، في دول المنظومة الاشتراكية السابقة، زاد بشكل كبير التقارير الواردة عن أشخاص يقولون إنهم أصيبوا بمس شيطاني، أو هجوم من أرواح شريرة، وفقاً لمجلة تايم.
ولفتت الدراسة أيضاً إلى أن مرض جنون الارتياب، الذي يدفع الناس للشعور دائماً بأنهم عرضة للملاحقة أو القتل أو الاضطهاد، مرتبط بالقرن العشرين حصراً، حيث أنه مرافق لنشوء المدن العملاقة، وظهور المجمعات الصناعية الكبيرة، والتطور التكنولوجي.
وحددت الفترة اللاحقة لاختراع المذياع والتلفاز، على أنها المرحلة التي بدأت تشهد ظهور عوارض جنون تكنولوجي، حيث بات المرضى يدَعون أنهم يتلقون موجات راديو، أو أصوات، أو صور تُبث إليهم من أماكن أخرى، وهي ظواهر لم تُكن تُسجل لدى مجانين العصور السابقة.
وأشار فريق الأطباء إلى أن الاستنتاج الأبرز هو أن أسباب الجنون والأمراض النفسية تبقى واحدة على اختلاف الفترات الزمنية في تاريخ البشر، غير أن العوارض تختلف باختلاف الثقافات، الأمر الذي قد يطرح فكرة دراسة مسار التقدم البشري من وجهة نظر المجانين، الذين هم بدورهم جزء من نتاج مجتمعاتهم.
احكامنا التي نطلقها على الآخرين تتأثر بالظروف والمناخ
يمكن لحكمنا على الآخرين ان يتأثر بحرارة فنجان قهوة نمسكه بيدنا كما يقول علماء نفس اميركيون من جامعة يال في ولاية كنتيكت شرق الولايات المتحدة استنادا الى نتائج ابحاثهم.
وبينت التجارب التي اجريت ان الاشخاص يعتبرون الآخرين اكثر سخاء وانتباها ان كانوا يحملون فنجان قهوة ساخنا منه عندما يمسكون فنجانا فيه مشروب بارد.
وبينت تجربة ثانية ان الاشخاص يكونون اكثر قابلية للعطاء ان كانوا يمسكون شيئا حارا بين ايديهم منه عندما يمسكون شيئا باردا. بحسب فرانس برس.
وتأتي هذه الابحاث بعد ابحاث اخرى اجراها الباحثون انفسهم وكشفت ان المسافة الجسدية بين الاشخاص تؤثر على حكمهم على الآخرين.
وبينت هذه التجارب ان اعتبار شخص ما دافئا او القول باننا نشعر باننا بعيدون بالنسبة لصديق او قريب ليست مجرد تعابير مجازية. فهذا يعبر تماما عن المشاعر كما بالنسبة للثقة التي تختبر للمرة الاولى في العلاقة الحميمة بين الام والطفل كما يقول جون بارغ استاذ علم النفس في جامعة يال واحد معدي البحوث المنشورة في مجلة ساينس.
وقال الباحث: عندما يسأل شخص ان كان شخصا ما دافئا ام باردا فان الاثنين لديهما حرارة جسدية واحدة هي 37 درجة مئوية لكن هذه الانطباعات مصدرها تجربتهما الفطرية لما يعنيه ان يكون الشخص دافئا او باردا.
ويؤكد علماء النفس منذ فترة طويلة على اهمية الاحتكاك الجسدي الدافىء بين الام والاب مع الاطفال لكي يتمكنوا من اقامة علاقات سليمة مع الاخرين عندما يكبرون.
وقال الباحث: يبدو ان تأثير حرارة الجسد لا يقتصر فقط على طريقة احساسنا بالاخرين وانما كذلك على سلوكنا حيث يجعلنا ذلك اكثر دفئا واكثر قابلية للثقة بالاخرين.
وجرب الباحثون الفرضية على طلاب طلبوا منهم ان يحملوا فنجان قهوة حارا او فنجان قهوة باردا. ثم اعطوهم معلومات عن شخص وطلبوا منهم تحديد صفاته الشخصية.
واعتبر المشاركون الذين حملوا فنجانا حارا ان الشخص "اكثر دفئا" من الذين حملوا فنجان قهوة باردا. ولم تظهر فروق بالنسبة للمعالم الشخصية الاخرى.
وفي التجربة الثانية لتحديد العلاقة بين حرارة الجسد والكرم كان على المشاركين ان يحملوا كمادة ساخنة او حارة.
وسئلوا بعدها ان كانوا يفضلون تلقي هدية لصديق او لانفسهم. فكان عدد افراد المجموعة التي حملت الكمادة الساخنة الذين اختاروا اعطاء الهدية لصديق اكبر بشكل واضح في حين فضل افراد المجموعة الثانية الاحتفاظ بالهدية لانفسهم.
وبينت صور الدماغ كذلك ان الاحتكاك بالحرارة او البرودة ينشط منطقة صغيرة في الدماغ تسمى انسيلا. وهذه المنطقة نفسها تعتبر موطنا لاضطرابات الشخصية التي تتمثل في عدم القدرة على التعاون وتحديد الاشخاص الذين يمكن الوثوق بهم.