| 
             لحََى اللهُ بُعـداً حَـالَ بينـي وبينَكُـمْ     وشتَّتْ أحلامي وأقصـى  مَطامحـي 
             | 
        
        
            | 
             وكنتُ قريبا يقرَعُ الهَجْـسُ مَسمَعِـي    فبِتُّ بـأرضِ البَيـنِ أشـأمَ  نـازحِ 
             | 
        
        
            | 
             وما كنتُ أرضى من صَباكـم  بهبّـةٍ      فكان سَمومُ القيـظِ باليـأسِ لافحـي 
             | 
        
        
            | 
             ولم يُغنِ من دُنياي عِلمـي  بمكرِهـا   وقد رُزْتُهـا رَوْزَ القريـنِ المُناطِـحِ 
             | 
        
        
            | 
             فلمـا حبَتْنـي بالوصـال سُويـعـةً    نَسِيتُ لتَهيامي بها نُصـحَ  ناصحـي 
             | 
        
        
            | 
             فهل نقضَ الهجـرانُ غـزلا نسجتُـهُ   وأنساكـمُ ليـلُ البعـاد ملامـحـي؟ 
             | 
        
        
            | 
             وهل حـلَّ بالقلـبِ العنيـدِ  مُزاحِـمٌ   وما عـاد قلبـي للغـرام بصالـحِ؟! 
             | 
        
        
            | 
             سقـى اللهُ أيـامَ الوصـالِ وعهدَهـا    إذِ الدّهرُ سِلْمَي والحبيـب مُصالحـي 
             | 
        
        
            | 
             فلا تحسَبـي أنّـي نَسيـتُ غرامَكـم    فقلبـي سَماكـم والدّيـارُ  جَوانحـي 
             | 
        
        
            | 
             أجاذِبُـهُ ثـوبَ الـوقـارِ  مُغالِـبـا    فيَهتِـكُ أستـاري نَزيـفُ  القرائـحِ 
             | 
        
        
            | 
             وكيف يغيبُ الحُسنُ عن عينِ خاطري    ومن سحرِهِ يَنثـالُ فيـضُ سوانحـي 
             | 
        
        
            | 
             إليكِ مَضَى رَكْبُ القوافـي  بِمُهجَتـي   وليس عنِ البـابِ العَصِـيِّ  بِرائـحِ 
             | 
        
        
            | 
             أهاجرَتـي والحـالُ يَشهَـدُ أنّـنـي     على رَمْسِ أمسي لا أكُفُّ  سَوافحـي 
             | 
        
        
            | 
             لعلَّ دموعي تبعَثُ الرُّوحَ فـي البِلـى   كما تَنشرُ القَطْراتُ مَيْتَ الصَّحاصِـح 
             | 
        
        
            | 
             وما كلُّ مَن يشكـو الغـرامَ بِعاشـقٍ     ولا كلَّ مَـنْ هَـلَّ الدّمـوعَ  بِنائـحِ 
             | 
        
        
            | 
             ولكنّهـا زَفْـراتُ قلـبٍ  تَدافـعـتْ    تَدافُعَ سَيـلٍ فـوقَ سُـودِ  الصَّفائـحِ 
             | 
        
        
            | 
             فما أبرَدَتْ وَجْدًا ولا أبـرأتْ  جَـوىً    ولا لامَسَتْ كفَّ الحَبيـبِ  المُصافِـحِ 
             |