في السنوات الأخيرة خرجت أصوات تطالب بإعلان الحرب علي شيخوخة المسئولين عن الرياضة المصرية وضرورة منح الفرصة لجيل جديد من الشباب, وساعتها قالوا إن أوروبا كلها تفعل ذلك
وبالفعل تحول الموضوع الي مايشبه الموضة, وتم إسناد المهام في الأندية وحتي في اتحاد كرة القدم الي مجموعة من جيل النجوم وكان ذلك بالطبع عن طريق التعيين بحكم أن أباطرة الانتخابات ما كانوا يسمحون بمرور أحد, ومن سوء الطالع أن معظم هذه التجارب انتهت بالفشل فلا الذين دخلوا اللجنة الخماسية باتحاد كرة القدم نجحوا ولا الذين تولوا منتخب مصر الأول حققوا النتائج المطلوبة وصعدوا لكأس العالم, ولا الذي تولي مسئولية الإسماعيلي ترك بصمة, وكان هذا بمثابة انتكاسة كبري وردة الي الجيل الذي حكم ومازال يحكم الرياضة المصرية حتي الآن إلا قليلا!
وليس هناك أحد يمكن أن يقف ضد منح الفرصة للأجيال الجديدة حتي تؤدي دورها وتتم رسالتها, ولكن الذي يأتي بنتائج سلبية أن يكون الاندفاع نحو التجديد عشوائيا, وبلا أسس أو قواعد, وإنما يقوم علي مبدأ تنفيذ الأوامر ولا يراعي إلا المصالح الخاصة, بالقدر نفسه الذي يجب أن يكون فيه التحول الي المدرب المحلي أو الوطني مدروسا وقائما علي ثوابت حتي لا يحدث ما نراه الآن من فوضي تؤكد أن العملية حسب المزاج, فإذا وجد المدرب الوطني قلنا إنه الأفضل, وإذا استقال أو ذهب الي ناد آخر أكدنا أن الأجنبي هو الحل!
وفي ظل هذه الموجة صمد الأهلي والزمالك وقال المسئولون ساعتها إن المدير الفني لفريق كرة القدم في هذين الناديين يجب أن يكون أجنبيا لاعتبارات جماهيرية ـ وأزيد عليها لاعتبارات انتخابية ـ ولكن الناديين الكبيرين قررا في الفترة الأخيرة أن يكون المدير الفني وطنيا ومساعدوه من الوطنيين, ويحاولان إقناع الناس بأن ذلك هو الأفضل طالما أنهما عاجزان عن التعاقد مع مدرب أجنبي علي مستوي عال بالرغم من أن طريق الناديين الي المدرب الوطني كان بالصدفة, وهذا ليس مربط الفرس, وإنما الأهم أن تقييم التجربة لا يقوم علي أسباب منطقية, وإنما حجج واهية كتلك التي يبررون بها اسناد تدريب الأهلي الي حسام البدري ومن معه رغم أن الأهلي كان سيفوز بالدوري في الموسم المنتهي حتي لو بقي مكان فينجادا ومن قبله جوزيه شاغرا!