بتـــــاريخ : 7/28/2008 6:56:20 PM
الفــــــــئة
  • التقـنيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1673 0


    الفيس بوك.. جيل رابع للإنترنت

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : وسام فؤاد | المصدر : www.islamonline.net

    كلمات مفتاحية  :
    الفيس بوك

     
    التعارف معلم بارز من معالم الجيل الرابع
    التعارف معلم بارز من معالم الجيل الرابع

    ليس المقصود حرفيا أننا بصدد جيل رابع من أجيال الإنترنت التي لا تزال تعايش جيلها الثاني Web 2.0 وحسب؛ برغم أن الشائع أن ثمة جيلا ثالثا لها يمثله مصطلح Web 3.0، لكن المقصود أننا بصدد جيل جديد من مرحلة ما بعد التفاعلية للإنترنت.

     

    وما بعد التفاعلية مرحلة جديدة دخل إليها الإنترنت منذ 2004م، وأمكن فيها لكل متصفحي الإنترنت أن يكونوا بمثابة منتجين للمحتوى الإعلامي (نص – صوت – صورة – فيديو – تطبيقات اجتماعية)، وذلك بفضل التطور التقني، وترجمته في وسائل مثل الخوادم أو السيرفرات الضخمة، وقواعد البيانات المتطورة، وتقدم لغات تطبيقات الويب، كما صار بإمكان مستخدمي الإنترنت التحكم فيمن يطالع هذا المحتوى بدءا من التعامل الخاص جدا وحتى التداول المفتوح؛ فيما عرف باسم التشبيك Networking.

     

    مراحل الويب 2.0

     

    ذلك التعريف لما بعد التفاعلية مفتاح لفهم تطورات ويب 2.0 التي مرت بعدة مراحل حتى وصلت بنا لنموذج Face Book.

     

    كانت المرحلة الأولى تتمثل في تلك الحالة التي عرفناها باسم التدوين، الذي بدأت معه ويب 2.0 تأخذ شكل منصة يحتل فيها مستخدم الإنترنت موضع المركز والبؤرة، وتدور حوله كل الأنشطة، وأصبحت كل المواقع ذات الترتيب العالمي المعتبر تهتم بمنح مساحات للمستخدم، وتطورت في 2004 لتأخذ شكل مدونات (نص – صورة).

     

    أعقب هذه المرحلة مرحلة ثانية اتجه فيها المستخدم لمواقع مثل My Space وFlickr وOrkut وغيرها، وكانت هذه المواقع تقدم عددا من الخدمات البارزة في مجال التشبيك والنشر، لكنها كانت خدمات منفصلة برغم كونها مجمعة.

     

    وفي مرحلة ثالثة بدأت المدونات في الاستفادة من تطورات لغات تطبيقات الويب الجديدة؛ فبدأت تتيح لمستخدميها إمكانات أكبر فيما يتعلق بإدماج ألبومات، وأنظمة تصنيف، وأرشفة، وبرمجيات صغيرة مثل الاستطلاع، ومساحات النص الحر لمدوناتها، وكان موقع Blogger سباقا في هذا الصدد.

     

    وأخيرا انتقلت الإنترنت ما بعد التفاعلية إلى مرحلة إنتاج مواقع مثل Face Book، وأبرز خصائصها هو:

     

    • التجدد المستديم:

     

    فأهم سمة من سمات الجيل الرابع من المواقع ما بعد التفاعلية -وبخاصة موقع Face Book- يتمثل في كونه أشبه بمنصة Platform لإنتاج تطبيقات تفاعلية تشبيكية صغيرة الحجم من ناحية، وإتاحة المجال لمطوري البرامج من مستخدمي الموقع لإضافة تطبيقات تشبيكية من إنتاجهم، وأيضا إتاحة المجال للمستخدمين غير المتخصصين لإنتاج برامجهم التشبيكية الخاصة عبر إيجاد عدة أشكال من التطبيقات القابلة "للتقييف" Customization.

     

    • التشبيك جنبا إلى جنب مع الخدمة:

     

    تهتم مواقع ما بعد التفاعلية ببناء المجتمع أون لاين Community، مع تزويد الخدمة التفاعلية جنبا إلى جنب، وليس المقصود ببناء المجتمع هنا أن الجيل الرابع يعمل كما الجيل الثاني عن طريق توفير مساحة أو بند للمجموعات البريدية، بل باعتباره خدمة بينية بين كل الخدمات الأخرى، ففي هذه المساحة يمكن للمستخدم ومن يشاركونه التجمع Community أن يتصفحوا كل المواد التي بين أيديهم، وتتاح لهم تحتها ومعها مساحات للنقاش، وأدوات تعبيرية مختلفة.

     

    • للمشاعر والوجدان مساحة لابد منها:

     

    جزء مهم من ثقافة الجيل الرابع لمرحلة ما بعد التفاعلية أنها أولت للمشاعر والأحاسيس أهمية لا تقل أهمية عن تلك الأهمية المعتبرة للأفكار والآراء؛ ففي المدونات، ولعل أبرزها قوة وقدرة مدونة بلوجر التي اشتراها موقع جوجل من قبل، نجد هذه المدونات المثالية تخلو من المساحات التعبيرية الوجدانية، بينما مواقع مثل Face Book وHi5 تملك هذه الأدوات، ويميل الزوار لاستخدامها؛ لأنها تكون أحيانا أبلغ وأشد فاعلية في التعبير عن المشاعر والوجدان من عشرات العبارات.

     

    واستخدام هذه التطبيقات الرسومية التعبيرية Graphic يكون على مستويين: أولهما أنها وسيلة للتعبير عن موقف من مادة منشورة في أوساط التجمع، وثانيهما: حيث تكون المشاعر هنا قيمة في ذاتها، كتعبير أحد أعضاء التجمع عن سعادته أو إحباطه، أو أي من المشاعر التي لا علاقة لها بالتعبير عن رأيه في محتوى متاح للتجمع.

     

    • مواقع الاهتمام بالتعقيبات:

     

    تتحلى المرحلة الرابعة ما بعد التفاعلية بخاصية مهمة تتمثل في إيلاء العناية والاهتمام الكبيرين بعملية التعقيب على المحتوى.

    لقد بدأت هذه الخاصية حضورها انطلاقا من توجه الإنترنت بصورة أساسية لمتلقي المادة الاتصالية وليس منتجها؛ في محاولة لجعله الطرف الأكثر قدرة على الإفادة وإنتاج المحتوى البديل.

     

    فهذه العملية ينظر إليها المطورون ما بعد التفاعليين باعتبارها عملية إضافة مبدعة للمحتوى المنشور، وليست مجرد رد لا يؤبه له، وأصبحت بعض المواقع تضيف للتعقيب إمكانات الفيديو، والصوت والصورة، والرسوم التعبيرية، بالإضافة طبعا لإمكانيات التعقيب النصي.

     

    • التواصل والتكامل مع المواقع ما بعد التفاعلية البارزة:

     

    من اللافت للنظر أن المواقع ما بعد التفاعلية أصبحت تهتم كثيرا بالتكامل فيما بينها، وقد اتضح من المتابعة أن مواقع الجيل الرابع لا تكترث بأن توسع سيرفراتها لاستضافة ملفات فيديو، بل تنتج برنامجا صغيرا يجعل بإمكان المستخدم أن ينشر الفيديو الذي يهتم به على موقع You Tube من خلال وضع الكود الذي يزوده به هذا الموقع، أو حتى من خلال رابط الفيديو.

     

    وخلال مراقبة هذه المواقع وجد أن المواقع التي انتشرت في المرحلة الثالثة بدأت تنتج بنفسها تطبيقات لأجل المواقع المنتمية للجيل الرابع، فوجدت تطبيقات للربط APIs على موقع Face Book تربطه بمواقع مثل Flickr أو del.icio.us.

     

    والمحصلة النهائية أن الإنترنت عبر هذا الجيل بدأ يستشعر أن الاقتراب الشديد من مستخدم الإنترنت والذهاب إليه صار هو الوسيلة الأكثر فاعلية في الاستحواذ على حصة من سوق الإنترنت.

     

    • التعارف.. الخاصية الأكثر أهمية:

     

    من أهم سمات الجيل الرابع ذي النزوع التشبيكي أنه يجعل من عملية التعارف معلما بارزا من معالمه؛ فلم تعد هذه الوظيفة من مختصات برامج الزواج وإيجاد الرفيق التي باتت تاريخا، وإن كان -عمليا- لا يزال ثمة إقبال على ما تقدمه من خدمة.

     

    والتطبيقات العاملة في هذه المساحة تضع إمكانيات متعددة لتوفير التعارف، وتعتمد مفاهيم حيوية في هذه المساحة، ولعل أهم هذه المفاهيم مفهوم Network الذي ينبه المنتمين إلى شبكة ربط معينة (بلد أو مدرسة أو جامعة أو عمل) أن يلتقوا بعضهم البعض ويتعارفوا، ومنها مفهوم Match الذي يتيح للعزاب أن يتعارفوا، أو مفهوم Group وهو أقل هذه التطبيقات استخداما وشيوعا ويتيح الالتقاء على هدف ما للنشطاء، أو مفهوم Fan الذي يتيح تشكيل رابطة للإعجاب بشخص ما أو ظاهرة ما، أو مفهوم User الذي يتيح لمستخدم تطبيق معين أن يتعرف على أنشط مستخدمي هذا التطبيق، أو مفهوم Birthday لمواليد نفس اليوم... إلخ.

     

    • الخصوصية:

     

    من المفاهيم المهمة جدا في صدد إنشاء أي موقع تشبيكي هو الخصوصية، وهو مفهوم يعني حماية أي بيانات تخص مستخدم الموقع؛ سواء أكانت بياناته الشخصية أو بيانات أصدقائه أو أنشطته.

     

    والشائع في مواقع الجيل الرابع تضمنها ثلاثة مستويات للخصوصية؛ أولها الخصوصية في مواجهة التطبيقات بما يحدد مستوى تعامل التطبيقات مع معلومات المستخدم.

     

    وهناك أيضا الخصوصية في مواجهة الأعضاء؛ فقد يكون المستخدم عضوا في أكثر من دائرة تشبيك، وليكن العائلة من ناحية، والأصدقاء من ناحية ثانية، وما يحدث في دائرة تشبيك لا تطلع عليه الدوائر الأخرى.

     

    ثالث مستوى هو الخصوصية في مواجهة الموقع ورغباته الاقتصادية (الإعلانات)؛ حيث يمنح الموقع حصانة لبياناته من الاستخدام التجاري، وبخاصة الإعلاني، باستثناء تلك الإعلانات التي تتبع الآي بي الخاص بكل جهاز.

     

    • إمكانيات النشاط الاقتصادي للمستخدمين:

     

    تتسم مواقع هذا الجيل بصفة عامة بممارسة أشكال مختلفة من النشاط الاقتصادي، وأحد أهم النماذج الاقتصادية التي يعتمدها هذا النمط من المواقع بخلاف الإعلانات ما يتمثل في الاعتماد على رغبات المستخدم في التوسع في استخدام تطبيقات بعينها، بل يمكن للمستخدمين الذين ينتجون التطبيقات التي يستخدمها زوار ومستخدمو الموقع للترفيه أو للتعلم أو للتواصل، أن يضمنوا التطبيقات التي ينتجونها نشاطا تسويقيا لبرمجياتهم، ويحصل الموقع على نسبة من عوائدهم.

     

    قد تكون رحلتنا انتهت مع الجيل الرابع لمرحلة ما بعد التفاعلية، غير أن هذا الجيل ليس منتهى التطور، ونحن نكتب هذه السطور هناك بالفعل تطبيقات ثلاثية الأبعاد تمثل إرهاصة الجيل الخامس، الذي سيكون ضيف هذه الصفحة خلال فترة ليست بالطويلة.

    كلمات مفتاحية  :
    الفيس بوك

    تعليقات الزوار ()