بتـــــاريخ : 7/31/2010 1:32:34 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1202 0


    الوريثة ......بقلمى.

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : nanaaly | المصدر : majdah.maktoob.com

    كلمات مفتاحية  :
    ادب قصة الوريثة

    كم هى محظوظه ،جميله مثقفه غنيه ،من عائلة ذات أصل عريق،
    هذا ما كان يقال دوما حين تتواجد فى اى مكان ومن النساء قبل الرجال
    ،وكانت نظرات الاعجاب والحسد دوما مقترنتان فالجميع يظنها أسعد إنسانه فى الوجود، منزل أنيق بحديقه رائعه وسيارة فارهة وثروة طائله تركها لها والديها ،وحتى عملها مميز جدا ،ولكن لم يكن أحد يتخيل انها لا ترى ما يرونه فى حياتها البائسه من وجهة نظرها
    فحين كانت تغلق باب منزلها ليلا ، و يلف السكون المكان حولها، يبدأ صوت الماضى يناديها فى وحدتها ويعيد عليها تفاصيل ما يفقدها رغبتها فى الخروج او مقابله الناس او حتى لمس اى شىء فى المنزل والتمتع به كما يعتقد الاخرون انها ترفل فى النعيم ، فالحقيقه التى لا يعلمها سواها الان
    أن كل ما يجعلها مميزة باستثناء جمالها، هو من أصل مال حرام فوالدها المسئول الكبير سابقا كان فاسدا مرتشيا متعديا على المال العام ،وصولى استطاع فى الخفاء تكوين ثروة بل ومركز اجتماعى مرموق دون ان يشعر به أحد ،حتى تمكن من الزواج من والدتها ذات النسب الراقى ليكمل الاطار الذى طالما حلم به،ولم يرزق بغير هذه الابنه التى تربت احسن تربيه وتعلمت افضل تعليم
    وكم كانت الحياه ورديه امامها طوال فترة طفولتها ومراهقتها وشبابها المبكر، حلمت كثيرا بفارس الاحلام الذى ستكمل معه حياتها المثاليه كما اعتقدت،ولكن جاء موت والدتها المفاجىء فهز ممكلتها وزرع الحزن فى ارجاء كيانها ،ثم اكمل مرض والدها المؤلم على البقيه الباقيه من احساسها بالامان فكانت بجانبه فى كل لحظات مرضه حتى ساعاته الاخيرة وليتها لم تحضرها... فقد اخبرها بما لم تكن تتخيل يوما حدوثه ، فالمرض والالم جعلاه يتذكر ما قام به ،وأراد ان يعترف لها عل الله يغفر له ،وليته ما فعل ، فها هو بكلماته يسلبها كل ماكانت تفخر به وتعتز بامتلاكه، الاصل العريق والثروة الطائله واحترام الذات والزهو بنفسها
    وبعد وفاته ،وجدت نفسها بلا اهل ولا مال ولا شرف، فهذه الثروة ليست من حقها، انها نار ستأكل ماأنبتته ومن يقترب منها، وكان موت والدتها و والدها بداية انتقام الله ،فكيف لها ان تتصرف.....
    ولكن ما ذنبها، انها لم ترتشى او تسرق لقد حصلت على الثروة بالوراثه وليست جانيه، لما عليها تحمل هذه الهموم......

    لن تتخلى عن ثروتها مهما حدث أنه حقها الشرعى ولن تتنازل عنه
    من يرضى بهذا ؟ ومن يجبرها عليه ؟
    وظلت لفترة طويله فى حيرة من أمرها ،أتقتل ضميرها وتتناسى ماعلمت وتستمتع بما لديها ؟ ، أم تضحى بما ينفق الناس الاعمار الطوال لتحصيل ربعه وتشترى راحة بالها ؟
    كم لامت على والدها ما أجرمه فى حقها اولا وأخرا، كانت تتمنى ان تخبر حاسديها انها تتمنى الا يشعرو بما تشعر به من ضياع و انكسار وحزن وخوف من الله ،وان يرو ليلها الطويل الملىء بالحيرة والتخبط فليس لها شغل شاغل الا كيفية التصرف فى هذا المال ، و كيف تخفف عن والدها عذاب ما اقترفه
    ليتها تعرف ،ظلت أيام و ليال طويله تفكر وتدعو الله أن يرشدها للصواب
    واخيرا عقدت العزم على التبرع بكل ثروتها واملاكها ومجوهراتها بل وملابسها القيمة للجمعيات الخيريه و أن تكتفى بعملها ،وانتقلت لشقه صغيرة جدا فى حى متواضع لا يعرفها فيه احد، وباعت سيارتها....

    وعندما أغلقت باب شقتها الجديده لاول مرة ، شعرت بالراحه والسكينه اللتين افتقدتهما لمده طويله يعودان لروحها، وترحمت على والديها واستغرقت فى نوم عميق .


    كلمات مفتاحية  :
    ادب قصة الوريثة

    تعليقات الزوار ()