بتـــــاريخ : 7/31/2010 12:58:19 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1129 0


    عشاء مع الخاطفين

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : مؤلف عراقي | المصدر : majdah.maktoob.com

    كلمات مفتاحية  :
    ادب قصة عشاء مع الخاطفين

    عشــــــــــــــــــاء مـــــــــع الخـــــــــــاطفين


    صباح جميل ... بغاية الروعة
    سماء صافية كصفار حبة اللؤلؤ والبلور .. لا غيوم تتوشح بها ولا رياح تزعج دفئ شمسها .. يوم ليس مثل باقي الايام
    اشعر اني في عالم اخر بل في كوكب اخر غير الارض ... اه على هذا الصباح الساحر ما اجمله
    اخرج الى السوق ... اجلب بعض الخضار واعدها للغداء لم استطع ان اكمل طريقي الى السوق .. كل دقيقة تمر بي فاقطعها بالنظر الى فوق حيث السماء الزرقاء ثم اكمل مسيري من جديد واعيد ذات الكرة من جديد فارفع رأسي صوب السماء فاكتشف اني غارقا في لجة بحرا لا حدود له .. يالروعة من والجمال ( اتسال متعجبا )
    اكمل مسيري الى السوق ... اصل السوق فأجده يعج بالناس اتوجه الى بائع الخضار فاشتري منه الخيار والطماطم والباذنجان وبعدها اسير الى القصاب فاشتري كمية لا بأس بها من اللحم الاحمر الشهي فلم تكن يداي بخيلتان
    قوة داخلية مفعمة بالسحر والخيال جعلتني اتسوق بهذا المقدار .. اقرر العودة لبيتي الصغير والذي لم يكن يبعد كثيرا عن السوق ..
    ماذا سيحصل لو كان الجو هكذا كل يوم حيث لا غيوم في السماء ولا مطر ؟ ( تسالت في نفسي قائلا )
    جعلت السوق خلفي واكملت مسيري في طريقي الى بيتي الجميل ومعي اغراضي فيدي اليمنى تحمل اللحم ويدي اليسرى تحمل الخضروات كيف اختصر الطريق واصل لبيتي رغم قصر المسافة ولكني كنت احلم بالسفر عبر الزمن فاصل لداري خلال ثواني .. خطرت لي فكرة .. سأغني وادمدم مع نفسي ؟
    اخذت اغني مع نفسي
    صوت كصوت الريح العاتية يقترب مني
    يا الهي ... ماذا يجري ( قلت بتعجب )
    ارى غبرة من التراب تقترب شيء فشيء زوبعة ترابية كبيرة بدات بالاقتراب مني .. نعم .. انها تتجه نحوي مباشرة
    اخذت دقات قلبي بالازدياد .. لون وجهي الاعتيادي غادر على الفور فبدوت شاحب اللون .
    لم يكن الطقس يبعث على القلق فما هذا اذا ؟
    اعصـــــــــار .. لربما يكون اعصار .. لا لا .. لا يمكن ان يكون اعصار ( قلتها منذهلا )
    مالعمل الان وهذا الشيء يتجه نحوي هل ارمي ما تسوقته وافر هاربا ( سألت نفسي )
    انتظرت لحظات .. شيء اسود اللون اقترب مني .. اخذ الشيء الاسود بالاقتراب مني كثيرا وسط الزوبعة الترابية
    يا الهي .. هل حقا ما ارى .. غير معقول .. سيارة . نعم بالفعل انها سيارة سوداء اللون .. هل هي من احدث هذا الرعب كله .. لكن ماذا تفعل سيارة بالقرب مني ( قلتها وانتابني الرعب في اداخلي )
    فتحت ابواب السيارة واذا بثلاث رجال يتجهون نحوي .. يرتدون السواد كاللون سيارتهم .. وملثمين .. وكل واحدا منهم كان يحمل في يده سلاح ناري ... اثنان منهم اتجهوا نحوي فيما بقي الثالث عند السيارة يراقب .. امسكوا بي عملت جاهدا مع نفسي ان لا تسقط الاكياس التي اخملها من يدي .. اجبروني على الركوب معهم .. فبدأت بالصراخ طلبا للنجدة .. فلم اجد سوى تعصيب عيناي واغلاق فمي بقطعة قماش .. لم استطع ترك الاكياس رغم الهول الذي اتعرض اليه.. تسير بنا السيارة الى المجهول .. اعتقد ان زمن طويل من الوقت مضى ونحن نسير .. اسمع صوت الاطارات يسير بسرعة ولكن لا اسمع احدا يتكلم في السيارة وكأن الجميع .. فقد القدرة على النطق .
    فجأة اسمع صوت الاطارات وقد توقف .. علمت انهم وصلوا الى المكان الذي سيحتجزوني فيه . سمعت احدا منهم يقول انزلوه بسرعة .. وبعدها احسست اني قد رميت من مكان عالي الارتفاع .. قام احدهم بازالة القماش عن عيني وفمي ..
    ماذا تريدون .. ومن انتم .. واين انا ؟ ( سألتهم على الفور .. ولكن بلا جدوى )
    لم يجبني احدا .. نظرت يمينا ويسارا فوجدت نفسي في غرفة صغيرة .. بها نافذة من الحديد ولها باب من الحديد ... العجيب في هذه الغرفة انها كانت تقع في بستان كبير ومهجور كأنه يقع على اطراف المدينة .. ذهبت على الفور الى الباب لكي احاول كسره او فتحه .. فوجئت انه مقفل بقفل رأسه كرأس الغول .. لم اجد في الغرفة شيء سوى الاكياس التي كنت احملها ..
    يا الهي ما تسوقته معي .. صحيح فانا لم ارمي به .. ( قلت مبتسما )
    حاولت ان اجد سببا واحدا لوجودي هنا فلم استطع .. فانا لست بمجرم .. ولا برجل غني .. اذا لماذا انا هنا .. ومن هؤلاء الرجال . وماذا يريدون .. يالهي اشعر ان رأسي اصبح قنبلة موقوتة على وشك الانفجار ؟ ( هذا ما شعرت به )
    اصبت بالعطش فلقد مضى وقت كثير ولم يأتي احدا لي .. اين ذهب الجميع .. لا اعلم ؟
    لحظات واذا بالباب يفتح .. يدخل الرجال في الغرفة .. سارعت بالسؤال اليهم ..
    من انتم .. ماذا تريدون مني .. هل اعرفكم ؟ ( حاولت سؤالهم )
    اجاب احدهم وكان يبدوا زعيمهم قائلا .. لا تكثر من الاسئلة فلا يحق لك ذلك .. هل هذا مفهوم ؟
    نعم .. بالتاكيد .. لا اسئلة بعد الان ( اجبته بصوت هادئ )
    اخرج الرجل سكين كبيرة كان يحملها .. ارتعبت من هذا المنظر .. فصرخت له قائلا
    ارجوك .. لا تذبحني .. اطلب ما شئت .. لكن لا تذبحني ..
    قال الرجل .. اذبحك .. وبداء يقهقه من الضحك .. ثم قال لصاحبه .. خذ الاكياس منه وقطع اللحم الذي جلبه معه
    عادت الحياة من جديد الى قلبي بعدما اوشكت على الهلاك من شدة هول ما رأيت
    داهم الليل المكان .. وعم السكون في كل مكان .. سمعت احدهم يقول انه وقت العشاء .. خذ الخضار واللحم وجهز لنا العشاء .. سارع الرجل باخذ الاكياس مني ..
    قلت للرجل .. لكن هذا الطعام لي ؟
    اجابني بصوت مرعب .. هل جننت .. هذا الطعام لنا وكل شيء هو ملكنا .
    تعجبت مما سمعت فقلت له .. هل افهم انكم اختطفتموني من اجل الطعام .. ؟
    بالتاكيد لا .. لكن غدا ستعرف لماذا ؟
    ياترى لماذا ؟ ( تسالت في نفسي )
    بداء الرجال يجتمعون فيما بينهم بعدما اعدوا طاولة للطعام اللذيذ والذي هو طعامي ..
    قال احدهم .ز يا رجال ما رأيكم ان دعوناه ليأكل معنا ..
    الرجال .. لا مانع من ذلك .
    قال احدهم .. تعال وكل معنا ولا تخف
    اسرعت بالانظمام لهم من شدة الجوع.. فبدأنا ناكل اللحم الذيذ معا وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن بعيد
    قال زعيمهم وكان يأكل معنا ..
    هل تريد ان تعرف لماذا انت هنا ؟ ( الزعيم قائلا )
    اتوسل اليك اخبرني ليطمئن قلبي . ( اجبته متوسلا )
    الست انت الصحفي الذي نشر مقالات تسيء الى مجموعتنا ؟ ( الزعيم وبدى غاضبا جدا )
    من .. انا .. لا يمكن فانا اعمل حداد وليس لي علاقة بمجال الاعلام قطعا ( اجبته فورا )
    كيف هذا .. اذا كنت تكذب سنقتلك يوم غد صباحا .. والان سنتاكد من هويتك ( الزعيم قائلا )
    نهض الرجل وترك المائدة فسارع بالاتصال وبعد حديث طويل عاد لي وهو مبستم
    هل تصدق اننا خطفنا الرجل الخطاء .. تطابق في الاسماء جعلك ضحيتنا ( الزعيم قائلا لي )
    ضحية لماذا .. الحمدلله لم اكن انا المقصود فاتركوني اذهب ؟ ( اجبته متوسلا )
    تذهب .. كيف ذلك .. وكيف نأمن بانك لم تخبر احدا عن مكان تواجدنا ؟ ( الزعيم قائلا )
    واين انا اصلا ويكف اعرف المكان ( اجبته مبتسما )
    صحيح .. اذا سنعصب عينيك من جديد صباح يوم غد وسنرجعك لدارك ( الزعيم قائلا لي )
    عم الفرح والسرور في قلبي لانني نجوت من هذا المأزق بعدما يأست من حياتي
    ويأتي الصباح فيسارع الرجال بتكتيفي من جديد وتعصيب عيوني في قطعة قماش وبعد رحلة شاقة اجد نفسي عند باب بيتي الصغير
    افتح الباب واجلس في بيتي متأملا لما حدث
    هل حقا انني اكلت مع الخاطفين .. ونتيجة العشاء انقذت حياتي .. ماذا سيكون لو لم يكن هناك عشاء .. بالتاكيد سيقتلوني لانهم كانوا معتقدين بانني ذلك الشخص .. حقا ما انقذني هو .. عشاء مع الخاطفين

    الكاتب العراقي علي عدنان السوداني
    هل اعجبتك القصة .. تمنياتي ان تكتب رأيك في القصة

    كلمات مفتاحية  :
    ادب قصة عشاء مع الخاطفين

    تعليقات الزوار ()