بتـــــاريخ : 7/29/2010 3:29:20 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1227 0


    فلسفة التعامل بين الرجل والمرأة

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : HERA | المصدر : www.olympic13.com

    كلمات مفتاحية  :
    من الفروق الواضحة بين الجنسين، أن كلاً من الرجل والمرأة له طريقته الخاصة في طبيعة المساعدة التي يحتاج أو يقدم للطرف الآخر،فالرجل يحتاج أولاً أن يشعر أن هناك مَن يحتاجه ويطلب خدماته.

    وعندما يحس الرجل بأنه لا حاجة إليه في علاقة ما، فإنه يصبح سلبياً وقليل النشاط، ولا يعود يقدم لهذه العلاقة إلا القليل. وعلى العكس، يصبح أكثر قدرة وحيوية عندما يشعر بأن المرأة تثقفي قدرته على القيام بالعمل، وأنها تقدر جهوده وما يبذله، وأنها تدعوه ليقدم خدماته لها.

    بينما تحتاج المرأة ن تشعر بأن هناك مَن يرعاها ويحبها ويخدمها. وعندماتحسّ المرأة بأنها لا تتلقى الرعاية في علاقة ما، فإنها تصبح شديدة الإرهاق مماتقدمه وتبذله في هذه العلاقة، بينما تمتلئ حيوية وعطاءً عندما تشعر بأن الرجل يرعاها، ويحرص عليها وعلى مشاعرها.

    عندما يلعب الرجل مع رجال آخرين لعبة منالألعاب التي يلعبها الرجال عادة كالمصارعة أو التنس،فإن فلسفة الرجل في هذهالمواقف هي أن يحرص على فوزه هو، وعلى فشل خصمه الآخر (فوز/خسارة). وهكذا تقريباًعالم الرجل. إلا أن مثل هذه الفلسفة لا تناسب العلاقة التي يبنيها الرجل مع المرأة. ففي هذه العلاقة لا يريد الرجل أن يربح على حساب خسارة الطرف الآخر، وإنما أن يربح الطرفان (فوز/ فوز). وهذا هو سرّ الزواج السعيد.

    عندما يحب الرجل المرأة :

    يتوق الرجل أن يكون في علاقة حب، ولذلك فهو يقدم أفضل ما عنده من إمكانات للحصول عليه،وهذا ما يحدث للرجل عادة عندما يشعر بالحب وقت تعرفه الأول على زوجته، فيشعر بأنها في حاجة إلى رعايته وخدمته، مما يولد عنده القدرة والإمكانات.
    إن الرجل ينسى أنانيته الأولى (فوز/ خسارة)عندما يكون في حب، ولا يعوج إلى هذه الأنانية ورغبة الانتصار على حساب خسارة الطرف الآخر،إلا عندما يشعر بأنه غير محبوب، أو أنه لا يستطيع تقديم ما لديه. وإذا كان في علاقة محبة ناجحة،فإنه يشعر بالرغبة القوية للتقديم والعطاء، ليس من أجل التلقي بالمقابل، وإنما لمجرد العطاء من دافع الرعاية. ونجده يتحمل الصعاب والمشقات من أجل البذل وخدمة زوجته، ومن أجل سعادتها،ونراه يشعر بسعادة عظيمة لسعادتها،وكأن الذي يحركه ويدفعه أهداف كبيرة سامية.

    ربما كان في صغره أو شبابه يسعد ويبتهج من خلال إرضاء رغباته الخاصة فقط، بينما هو الآن أقل أنانية وأكثر رغبة في إرضاء رغبات الآخرين، إلا أنه إذا شعر بأنه غير محبوب، أو لا يُحتاج إليه، فإنه يصاب بالاكتئاب والحزن، ويقف عن تقديم الرعاية لأحد، والتضحية للآخرين، وقد لا يدرك هو نفسه سبب اكتئابه وحزنه، فعدم الحاجة إلى الرجل تعني بالنسبة له الموت البطيء. ولكي يبدأ الحياة والعطاء من جديد، فعليه أن يشعر مجدداً أن هناك مَن يطلبه ويحتاج إليه ويقدره ويثق به.

    عندما تحب المرأة الرجل:

    لا يعرف كثير من الرجال كم هو هام بالنسبة للمرأة أن تشعر بأن هناك مَن يدعمها ويشجعها ويرعاها.
    وتسعد المرأة عادة عندما تعلم أن حاجاتها ستُحقق، وإذا كانت منزعجة أو واقعة تحت ضغط أو مشكلة،فكل الذي تريده هو صحبة أحد يطمئنها، ويقدم لها الرعاية ويشعرها بعدم الوحدة.
    وقد لا يدرك الرجل كم هي المرأة بحاجة إلى التعاطف والتفهم والتأييد،لأنه يميل بطبعه إلى الوحدة عندما يكون منزعجاً أو تحت تأثير ضغط أو مشكلة، ولذلك لا يقدر أهمية هذه المعاني، ولذلك نجد الرجل إذا رأى المرأة منزعجة، فإنه احتراماً لها يتركها لنفسها، ظناً منه أن هذا هو ما تريده، أسوة بحاله عندما ينزعج ويريد أن ينعزل بنفسه.
    والخطأ الثاني الذي يمكن أن يرتكبه هو محاولته حل مشكلاتها بأسلوبه المعتاد، وهو لا يدرك بالفطرة كم هي محتاجة للشعور بالودّ والعاطفة والاقتراب منه،ومشاركته مشاعرها وأفكارها، وأن أكثر ما تحتاجه هو وجود أحد يستمع إليها.
    ومن خلال مشاركتها زوجها مشاعرها وأفكارها، تتذكر المرأة بأنها تستحق المحبة، وبأن احتياجاتها سوف تتحقق. ويزول عندها الشك وانعدام الثقة، وعندها فقط تسترخي وتشعربالاطمئنان.

    وتميل المرأة عادة إلى فلسفة (أخسر أنا لتفوز أنت) إلا أنها بعد فترة من الزمن قد تصاب بالتعب حيث أنها تبذل للآخرين من حولها طوال الوقت. ولذلك فهي ترتاح عندما تدخل علاقة حب بحيث يمكنها الآن الدخول في هذه العلاقة بفلسفة (أفوز أنا وتفوز أنت) حيث تشعر بأن هناك مَن يرعاها ويعطف عليها ويحبها. وتحتاج المرأة لبعض الوقت لنفسها لكي تسترخي فيه وترعى مصالحها الخاصة،ومن غير أن ترعى أحداً آخر في هذا الوقت، وهذا ما يقدمه إليها زوجها عندما يتفهم ضرورة رعايتها وخدمتها.

    وعلى الرجل أن يتعلم كيف يعطي ويقدم، وعلى المرأة أن تتعلم كيف تأخذ وتتقبل، وهذا ما يحدث مع الرجل والمرأة عندما ينضجا وتنمو علاقتهما بشكل متكامل وإيجابي، فالمرأة تكون في صغرها تقلد نموذج أمها في التقديم والبذل والتضحية، بينما يكون الرجل في صغره منغمساً في رعاية نفسه وغير مدرك لحاجات الآخرين من حوله.
    وعندما تنضج المرأة فإن عليها أن تتغير لتتعلم كيف ترعى نفسها
    فلا تهملها، وكيف تستقبل رعاية زوجها لها.
    وأن يتعلم الرجل كيف يقدم خدمته ورعايته لزوجته ويلبي حاجاتها

    في الإعتذار :

    الاعتذار سلوك حضاري بين الناس عامة والزوجين خاصة،
    لكن القليلين فقط يجدون الشجاعة للاعتذار عن أخطائهم للآخرين
    وخاصة إذا كان الآخر هو الزوجة، بدعوى المحافظة على الكرامة والرجولة.
    ومع أن الخلافات قد تصل بين الزوجين إلى حد مغادرة الزوجة بيت
    الزوجية كوسيلة من وسائل التعبير عن غضبها واحتجاجها على معاملة
    زوجها، كما أن الطلاق قد يقع بسبب التمادي في الإساءة، لا يدرك الرجل
    بأن المرأة ترضيها الكلمة الطيبة البسيطة، وأن فلسفة الاعتذار قد تمنع دمار بيوت كثيرة.
    ويجب أن يدرك الرجل والمرأة على السواء أن إعادة العلاقة الزوجية
    إلى سابق عهدها يستلزم تحقق حالة من الصفح والمسامحة وبذل
    المجهود النفسي المطلوب لنسيان الإساءة السابقة.
    وعلى المرأة أن لا تطلب اعتذارا صريحا من الرجل، فبعض الرجال يعتذرون
    بابتسامة وبعضهم يعتذر بالترتيب على كتف زوجته بحنان، وبعضهم يعتذر
    بتقديم هدية ما، وعلى حواء أن تدرك أن الاعتذار الصريح من قبل
    الرجل أمر نادر الحدوث بسبب موروثات وتقاليد من الصعب
    على الرجل الشرقي تجاوزها أو تخطيها.
    كذلك على الرجل أن لا يقصر اعتذاره مهما كان أسلوبه على فضاءات
    وأوقات معينة، حتى لا يتسلل إلى المرأة شعور مفاده أن رغبة
    الرجل وحاجته لها وراء هذا الاعتذار.
    وأخيرا، إذا كان التسامح والصفح والمغفرة مع الآخرين من مميزات
    ديننا السمح، فإن كل هذا مع الزوجة أو الزوج أولى وأوجب.

    __________________


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()