|
التغيير بين الحلم والامر الواقع
كثر الكلام فى الفترة الراهنة عن التغيير والانتقال السلمى للسلطة وقيام احزاب ومعارضين وحركات ومحاولات للتنسيق بين المعارضة من اجل تكوين جبهة موحدة للتغيير ومحاولة تحقيق الانتقال السلمى المزعوم ، وانتشرت الكثير من الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية من اجل توصيل رساة للنظام الحالى بوجوب التغيير واتاحة الفرصة من اجل تحقيق الديموقراطية وكل عناصر الوحدة تحقق ما تبغية من كل هذا الحراك ، ولكن ينتابني تساؤل دوما حينما اسمع عن اعتصام او اسمع عن وقفة احتجاجية او انشاء حزب معارض او اتحاد وتنسيق حركات كل هذا الحراك من اجل ماذا ؟ هل الجميع يعيش فى بلد اخر ؟ هل الجميع يتناسي الحقائق لهذه الدرجة ؟!منذ متى ودول العالم الثالث من الممكن ان يكون بها ديموقراطية ؟ ان دول هذا العالم وخاصة العالم العربي ليس من الممكن ان يتم بها انتقال سلمي ان كل انتقال للسطة كان مصاحبا له مدافع ودبابات ثورة يوليو التى وصفت بالثورة الببيضاء لم تكن سلمية وانما كانت عسكرية ومن قام بها عسكريون بصرف النظر عن الجماهير او الشعب المصري وحينما استتب الوضع داخل الدولة بعد ذلك استمر حكم العسكر لها وبالتالى لم تشهد مصر هذا الانتقال السلمي للسلطة الذى يتحدثون عنه ، وقبل ذلك من كان يحكم انها اسرة محمد على التى جاءت ايضا فى ظل وجود عسكري عثمانى وتولى محمد على حكمها تحت راية الحكم العثمانى كل فترات الحكم بمصر كانت عسكرية وليست مدنية وبالتالى اى نوع من التغيير لن يحدث دون وجود قوة عسكرية او شبة عسكرية كى تقوم بالتغيير الفعلى وليس بضعة مظاهر فقط ان النظام الذى جاء عسكريا لن يذهب دون قوة عسكرية تطيح به والدليل على ذلك فى كثير من دول عالمنا العربي مثل سوريا ، العراق ، ليبيا ،لبنان (على من ان لبنان بها مظاهر الحياة الديموقراطية الا انها اثبتت الفشل خاصة لوجود قوى عسكرية وشبه عسكرية داخل الدولة وبالتالى تؤثر على عملية الديموقراطية وبالتالى لا تحسب كدولة بها نظام ديموقراطي) ، اليمن ،والممالك ( السعودية حيث الدولة نفسها قامت بعد وجوود انقلاب من آل سعود ) ، الاردن شهدت الكثير من الانقلابات داخل العائلة نفسها والحكم عسكري الطابع ، الكويت وان كانت بها برلمان ومظاهر ديموقراطية الا انه الكلمة الاخيرة للعائلة المالكة وبالتالى لغة العسكر تتسم بها ، جميع دول العالم العربي او دول العالم الثالث هى دول عسكرية الحكم ذات سلطات واسعة ولا يتم تداول السلطات بها سلميا وانما عسكريا او انقلابيا داخل العائلات المالكة كما فى حالة الاردن ( الملك طلال) وعزله وتولى زوجته وابنه الملك حسين الحكم ، وبالتالى ليس من الجائز ان تكون مصر الاستثناء الوحيد فى القاعدة ان مصر لم تشهد هذا النوع من الانتقالات ، لقد شهدت مصر الكثير من الحركات والمنظمات والحركات منذ حكم عبد الناصر ومرورا بالسادات وانتهاءا بمبارك لم يهتز نظام اى منهم حيث ان اللغة الوحيدة المعروفة فى التتغير هى القوة وبالتالى طالما جميع هذه الحركات والمنظمات او احزاب الدمى لم تتكلم بنفس اللغة بالتالى لن يصيب النظام شئ كل هذا الحراك الموجود الان ليس له معنى فى شئ البرادعى يريد التغيير الديموقراطية السلمي وكذلك يعلن شروطة للترشح اى تكون نزيهة وديموقراطية وممن يطلب ذلك هو ام الشعب ام النظام ام الاحزاب ام من دول خارج مصر ؟ ايمن نور انشئ حزب وحده واعلن ترشحه للرئاسة من قبل وماذا حدث ؟ لا شئ فقط سوف يعيدها مرة اخرى وهو يعلم تمام العلم باستحالة حدوث هذا ان يصبح رئيسا لمصر وغيره الكثير الذين اعلنوا ترشحهم للرئاسة ولكنهم جميعا يعلمون جيدا ان اي منهم لن ينال هذا المنصب وحتى حينما تحالف ايمن نور او اعلن ذلك مع البرادعى اشك انه لن يدع البرادعى يستحوذ على الصورة كلها الجميع يتحدث عن التتغير دونما اى تصور حقيقى عن تحقيق ما يريدونه او عدم حدوثه ، متى يعلمون كيفية لعب هذه اللعبة انها كالشطرنج وليست مجرد صياح ودعوات واحتماء بالخارج وغيره ، ان الخارج راض عن النظام ولن يقف معكم حيث انتم مجتمعين لستم بديل لهذا النظام ، ولنر العراق كانوا راضين عن اداءه فى فترات معينه وحينما ارادوا ان يهنوا هذا النظام انهوا وايضا لن يأتوا الا بمن يؤمن مصالحم بالمنطقة متى يفيقوا ويعلموا ان التغيير لم ولن يحث بهذه الطرق التى لن يتم تطبيقها فى هذه البقعة من العالم ولتنظروا لحركة حماس وتجربة الاخوان فى مجلس الشعب ولسوف تعرفون جيدا ان اى مظهر او خطوه نحو الديموقراطية تأتى بالاسلاميون للحكم وهذا هو الدرس الذى تعلمته الولايات المتحدة منها ولن تكررها ثانية انها قاعدة الامر الواقع فدعو الحلم ولتفكروا بالامر الواقع وقواعد اللعبة كي تستطيعوا التغيير ان كنت تريدون هذا حقا وحتى لا تظلم فئات الشعب معكم آملين فى هذا التغيير الحلم …
|