بتـــــاريخ : 7/26/2010 4:10:41 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1170 0


    العمارة الإسلامية في الهند، مزيج من الإيمان والروعة

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : مجدي إبراهيم | المصدر : www.altareekh.com

    كلمات مفتاحية  :

     
    الهند هي موطن ثاني أكبر تعداد للمسلمين في العالم، وهم جزءأساسي وفاعل في تركيبة المجتمع الهندي، وقد ضرب المسلمون الهنود بوصفهم جزءاً منالأمة الإسلامية مثالاً للتعايش السلمي مع الأغلبية غير المسلمة، بينما قدمواإسهامات هائلة في دراسة مبادئ الإسلام وعلومه·
     
    ويعود تاريخ الإسلام في الهند إلىبداية تاريخ الإسلام في العالم، ويشهد كل فصل من فصول هذا التاريخ الذي امتد علىمدار الخمسة عشر قرناً الأخيرة على إسهامهم البارز في الحياة السياسية والاقتصاديةوالثقافية في الهند·
     
    عرفت الهند الإسلام مع نزول الرسالة، وكان ذلك من خلالالتجار العرب الذين كانوا يفدون إلى المناطق الساحلية ، ونظراً لأن هؤلاء التجاركانوا يتمتعون بصيت جيد بفضل تعاملاتهم التجارية النزيهة فقد قوبلت رسالة الإسلامالتي جلبوها بكل الاحترام من جانب طبقات المجتمع الهندي كافة، أما الحكام فقد وجدوافي بسالة العرب الحربية سبيلاً لتوسيع ممالكهم·· وقد كان أبناء مالبار وجوجرات أولمن أسلموا في الهند، ونظراً لأنهم كانوا يرتبطون بعلاقات تجارية وثيقة مع أوروبالذلك أضافوا قوة إلى قوة المسلمين الاقتصادية·
    وقد خلفت فترة السلاطين تراثاًهائلاً من التحف الأثرية، مثل: قطب مينا، طريق الجراند ترانك·· وغيرها، كما يعودأيضاً إلى تلك الفترة ظهور أفكار ومبادئ مهمة ساهمت في تطور المجتمع مثل تقنينالقانون وإرساء المؤسسات الإدارية ، وتنظيم توريد الغذاء·
     
     وتعد مزارات معين الدينشيشتي ونظام الدين عليا، وبابا فريد بعض الأمثلة لجهود المتصوفة المسلمين في تلكالفترة في نشر رسالة المساواة والأخوة الإنسانية والتي كسبت القبول من الجميع بغضالنظر عن حدود الديانة ، ثم جاء المغول فواصلوا مسيرة التكامل التي بدأها أسلافهمووصلوا بها إلى آفاق أكثر رحابة، فبعد مملكة أشوك وسلالة جوبتا العظيمة استطاعالمغول أن يقيموا إمبراطورية شاسعة كانت محل إعجاب العالم أجمع لما تتمتع به من قوةومكانة ورفاهية، وقد خلف المغول بعضاً من أهم وأجمل الآثار على مستوى العالم، ففيعهد شاه جهان وحده تم بناء بعض من التحف الأثرية والمعمارية التي لا تزال تدهشالعالم، مثل تاج محل والقلعة الحمراء والمسجد الجامع التي وقفت لتتحدي بجمالهاعمارة المعابد التي تفردت بها الهند·
     
    البدائعالمعمارية الفنية في الهند:
     
    تضم الهند آلافا من المساجد التي لعبت دوراًهاماً في نشر الإشعاع الديني والثقافي للمسلمين في داخل البلاد وخارجها ، وكانت محطآمال طلاب العلوم الإنسانية الإسلامية واللغة العربية إلى جانب كونها مثلاً حياًلروائع الفن المعماري المستمد من الصبغة المحلية الهندية والإسلامية·
     
    بناء المساجد في الهند:
     
    حينما تمكن نفوذ المسلمين فيشمال الهند في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي كانت الهند تتبع أنذاك أسلوباًراقياً في فن البناء، وقد عرف المسلمون فن البناء الذي كان متبعاً في بلاد مصروفارس وتركيا، ولم يكن بين هذه الفنون والفن المعماري الهندي كثير من أوجه الشبهلأن المساجد كانت عبارة عن مبان تقام لتغطية مكان فسيح مفتوح ، وتنقسم إلى قاعات وغرفمتسعة في بعض الأحيان ، بينما كانت المباني الهندية ذات تشكيلات بنائية وزخارف فنيةمليئة بالصور الآدمية والأشكال الرمزية·
     
    وبفضل الاتصالات بين الفنيين نشأ مزيجعجيب من هذين الأسلوبين في البناء ، وأتت إلى الوجود في أحضان الهند الفسيحة الأرجاءمساجد ضخمة تمثل خير ما حققته البدائع المعمارية الفنية في الهند ، وأصبحت شاهد عيانعلى التراث الثقافي الإسلامي فيها وجمال الفن الهندي - الإسلامي المشترك ، وفيما يلينتناول بعض نماذج مساجد الهند التاريخية·
     
    أولمسجد:
    شيد أول مسجد في شبه القارة الهندية بمدينة كدنجلورالعاصمة القديمة لولاية كيرالا الواقعة على شاطئ بحر العرب في ساحل الهند الغربيالمواجه لجزيرة العرب في عام 701م ويقول المؤرخون : إن رسالة من الرسول صلى الله عليه وسلم قد وصلتإلى ملك كدنجلور" شيرمان برومال" في عام 8 هـ وأن هذا الملك سافر إلى مكةللقاء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، لكن كتب السيرة لم تذكر حصول هذا اللقاء ، ثم وصلت جماعة منالمسلمين العرب تحت زعامة "مالك بن دينار"  إلى بلاد كيرالا التي كان يطلقعليها المؤرخون العرب اسم - ملابار- لنشر الدعوة الإسلامية، ونزلت هذه الجماعة فيكدنجلور أولاً ثم طافت بأنحاء البلاد تدعو إلى الإسلام وتنشر مبادئه، وتعاليمه بينالناس ، وتبني المساجد والمعاهد الدينية، وقد بنى مالك بن دينار أحد عشر مسجداً فيأنحاء كيرالا في ذلك الزمن ، وهي طليعة المساجد في شبه القارة الهندية وأولها مسجدكدنجلور المعروف الآن باسم مسجد شيرمان، ولا يزال عامراً بالمصلين والزائرين ومحطأنظار الباحثين والسياح ، وقد أجمع المؤرخون على أن أول بقعة أشرقت بنور الإسلام فيالقارة الهندية هي منطقة كيرالا ، فلا بد أن تقع المجموعة الأولى من المساجد في تلكالبقاع.
    وأقدم مساجد دلهي هو مسجد"قوة الإسلام" الواقع في حرم"منارقطب"وتم تشييده بين عام 1191-1196 وقد بني طبقاً لأسلوب فن البناء الهنديالإسلامي ، وهو عبارة عن مبنى مربع يتكون من قاعة كبيرة للصلاة في الجهة الغربية ومنسلسلة من الأعمدة والأقواس، وقد أجريت فيه بعض التوسعات في عام 1230 في عهد السلطانالطمشي ، ولم يبق منه الآن إلا الهيكل الرئيسي وبعض الأعمدة والجدران مع زخارفهاونحوتها الرائعة من الآيات القرآنية وغيرها، وفي عام 1310 شيد مسجد ضخم على مقربةمن ضريح الشيخ خاجة نظام الدين الداعية الإسلامي، وهو يستوفي جميع نواحي الفنالمعماري الإسلامي ، ويشتمل على ثلاث غرف ذات قباب عالية ومنبر مرتفع ومحراب في الجهةالغربية ولايزال محتفظاً بأبهته وعظمته.
     
    ويعتبر المسجد الذي بناه السلطان شيرشاه في عام 1541 داخل القلعة القديمة في دلهي أفخم المساجد في الهند قبل العهدالمغولي ، ويمتاز هذا المسجد بجمال زخرفي ومعماري مع وقاره في هيكله العام، وقد شيدفي دلهي في تلك الفترة عدد من المساجد الرائعة ومنها"كالي مسجد"و"كهركيمسجد"وكلها ذات بوابات متعددة وقباب وأبراج كثيرة وأبواب مقوسة ومنافذ للنوروالهواء، ومازالت هذه المساجد باقية وعامرة·
     
    مسجدشاه جهان التاريخي:
     
    بنى الإمبراطور المغولي شاه جهان صاحب ضريح تاج محلمسجداً فخماً في دلهي أمام قلعته وقصره في 1656 ولعله أفخم وأجمل المساجد في الهندكلها وأحد المساجد الكبرى في العالم ، وقد بني على قاعدة مرتفعة ، ويقال : إنه أراد أنيكون مسطح أساس مسجده متساوياً لسطح قصره ليكون بناء بيت الله أرفع من بناء بيته، ولكي يرى المسجد من جميع جوانب عاصمته ، وقد أنشئت على جوانبه الثلاثة مدرجات عديدةتؤدي إلى أبواب الدخول إلى ساحة المسجد ، وأقيمت على سطحه الغربي ثلاث قباب مرمريةومنارتان عاليتان تشاهدان من كل ضواحي العاصمة، وفي الجانب الشرقي تقع البوابةالرئيسية المواجهة للقلعة الحمراء التي كانت قصراً للإمبراطور ومقراً لدولته ، وكانيحضر مع حاشيته من هذه البوابة ولذا سميت "شاهي دروازة" أي الباب الملكيالخاص، وقد بني أيضاً مسجداً صغيراً فخماً من المرمر الخالص في داخل قلعته ، ولا يزالمحتفظاً بجماله وبهائه ويسمى مسجد اللؤلؤ·
     
    مساجدحيدر أباد وكشمير:
    وتمتلئ مدينة حيدر أباد بعدد كبير من المساجدالتاريخية الجميلة التي تدل على روعة الفن الإسلامي في بناء المساجد في الهند فيمختلف العصور، منها مسجد كولبركة المشيد في 1367م وله قباب مستطيلة وأبواب مقوسةويغلب عليه الفن المعماري الفارسي أكثر من الفن العربي أو الهندي ، وهو مسقف كله ليسفيه أي جزء مكشوف ، كما أن قوائمه وأعمدته منخفضة بدرجة ملحوظة، ومنها مساجد مدنكولكندا وسكندر أباد وحيدر أباد·
     وتمتاز مساجد كشمير بفنها البنائى الخشبي الذياشتهرت به كشمير دون سائر المدن الأخرى، ونجد مسجد شاه همران في سير ينجار عاصمةكشمير ، وكذلك المسجد الجامع فيها وغيرها عشرات المساجد المنتشرة في أنحاء كشميرالجميلة ، وقد أقيمت على أعمدة مصنوعة من الخشب الخالص بمختلف الأحجام والأشكال، ومنالمدن الأخرى الشهيرة بالمساجد التاريخية بومباي وكلكتا والبنجاب وأجرا ولكناووجوجرات وغيرها.
     
     سمات عمارة المساجد الهنديةالتاريخية:
     
    نستطيع تقسيم المساجد الأثرية في الهند إلى ستة طرز·· هي:
     
    الطراز الأول: مساجد تتكون من صحن وأربع ظلات·
     
    الطراز الثاني : مساجدتتكون من صحن وثلاث ظلات·
     
    الطراز الثالث: مساجد تتكون من صحن وظلتين·
     
    الطرازالرابع: مساجد تتكون من صحن وظلة واحدة·
     
    الطراز الخامس: مساجد متعددةالصحون·
    الطراز السادس: مساجد بلا صحن (مساجد مغلقة(.
     
    أولاً : الطرازالأول:
     ويتكون المسجد في هذا الطراز من صحن (فناء) أوسط مكشوف سماوي يحيط به منجهاته الأربعة أربع ظلات أكبرها عادة ظلة القبلة، ويعد هذا الطراز من أقدم المساجدفي الهند، فإلى هذا الطراز ينتمي أقدم مسجد أثري باق بمدينة دلهي، وهو مسجد"قوةالإسلام(قطب منار) الأصلي في عهد السلطان قطب الدين أيبك مؤسس المسجد، وقدوصلنا العديد من المساجد التي تتبع هذا الطراز ، ومن أهمها"بيجمبوري، كالانبدلهي، وخير المنازل" .
     
    وهناك المسجد الجامع الكبير، المسجد الجامع، ومسجدفتحبوري بيجم·· وجدير بالذكر أن طراز الصحن والظلات الأربع من أكثر المساجد شيوعاًفي العالم الإسلامي أجمع·
    ثانياً : الطراز الثاني:
    تتكون مساجده من صحنمكشوف وثلاث ظلات·· ظلة القبلة الغربية والظلتان الجانبتان - الشمالية والجنوبية،ولا توجد ظلة مؤخرة"ظلة شرقية" ومن أشهر أمثلة هذا الطراز مسجد همايون شاهبأجرا، المسجد الأكبري- مسجد الإمبراطور أكبر بأجرا- مسجد كالان- الجامع الأسودوالمسجد الجامع بأجرا، وظلة القبلة في مسجد همايون شاه وأكبر شاه من بلاطتين،الأولى بلاطة المحراب يعلوها ثلاث قباب ، والبلاطة الخارجية مغطاة بسقف مسطح ، وتشرفعلى فناء المسجد ببائكة من العقود المفصصة، أما ظلة القبلة في مسجد كالان فتتكون منبلاطة واحدة مقسمة إلى خمس مربعات تفتح على بعضها بفتحات معقودة بعقود مدببة ، وتعلوهذه الظلة خمس قباب بصلية الشكل أكبرها القبة التي تعلو مربعة المحراب، أما ظلةالقبلة في المسجد الجامع بأجرا فتتكون من بلاطتين، كل بلاطة مقسمة إلى سبعة مربعاتوتعلو كل مربعة قبة، فيكون عدد القباب فوق ظلة القبلة أربع عشرة قبة ، أكبرها القبةالتي تعلو مربعة المحراب·
     
    وتتميز مساجد هذا الطراز بوجود حوض كبير للوضوء وسط الصحنالمكشوف يتوضأ منه المصلون مباشرة دون صنابير للمياه ؛ مما يؤدي إلى تلوث المياه التيما تلبث أن يتحول لونها إلى اللون الأخضر الداكن من التلوث والطحالب، ويوجد هذاالحوض في وسط الصحن في مسجدي همايون شاه وأكبر شاه ، والمسجد الجامع بأجرا ، وبالقرب منحدود الصحن الشرقية لمسجد كالان·
    ثالثاً: الطراز الثالث:
    يتكون المسجد فيهذا الطراز من صحن مكشوف وظلتين، ظلة القبلة الغربية والظلة المقابلة - الشرقية - أحياناً تكون هاتان الظلتان متساويتين في المسجد ، مثل مسجد"باراجومباد"بدلهي، وأحياناً تكون ظلة القبلة أكبر كثيراً من الظلة المقابلة مثل مسجد ناجينابقلعة أجرا ، حيث تتكون ظلة القبلة من بلاطتين كل بلاطة من ثلاث مربعات يغطيها قباب،ولا تمتد الظلة بامتداد جدار القبلة كله ، وإنما على جانبيها قاعدتان مستطيلتان، أماالظلة المقابلة فمقسمة إلى قاعتين مستطيلتين تستخدمان كمصلى للنساء.
     
    رابعاً : الطراز الرابع:
     ويتكون المسجد في هذا الطراز من صحن وظلة واحدة هي ظلة القبلة،ويمثل هذا الطراز في مساجد مدينة أجرا مسجد تاج محل، ويعد من أكثر طرز عمارةالمساجد انتشاراً في الهند ، حيث وصلنا العديد من المساجد من صحن وظلة واحدة معاختلاف تخطيط ظلة القبلة في ظلة القبلة في هذه المساجد، ومن أهم هذه الأمثلة المسجدالجامع في قلعة بورانا المعروف باسم جامع"كيلاكونا" الذي بناه شيرشاه سنة 1541م ليكون المسجد الجامع لعاصمته بورانا·· ومسجد عيسى خان بدلهي، ومسجد أفساوولاوالمسجد المغولي بمنطقة قطب منار، ومسجد القلعة الحمراء"موتى"ويرجع تاريخإنشائه إلى الإمبراطور المغولي أورانجزيب في أواخر القرن السابع عشر، ومسجدصفادارجانج بدلهي.
     
    خامساً: الطراز الخامس:
     
    يوجد من هذا الطراز عدة مساجد فيالهند حيث يشتمل المسجد على عدة صحون أفقية موزعة في مساحة المسجد، ومن أول هذهالأمثلة مسجد قوة الإسلام"قطب منار" بعد زيادة السلطان المملوكي التمش 710هـ/ 1311م حيث أصبح المسجد يشتمل على ثلاثة صحون: صحن المسجد الأصلي، وصحن إلىالشمال منه، وآخر إلى الجنوب منه·· وقد أمدتنا الدولة الطغلقية في الهند بأجملأمثلة من هذا الطراز ، حيث وصلنا من هذه الدولة مسجدان هما مسجد"خيركي" ومسجد"كالان" بمنطقة نظام الدين، والمسجدان متشابهان كل منهما يشتمل على أربعةصحون موزعة توزيعاً منتظماً في مساحة المسجد، ويشبهان تماماً بعض المساجد الهنديةالمتعددة الصحون·
     
    سادساً : الطراز السادس:
     
    والمسجد من هذا الطراز عبارة عنمساحة مغطاة بكاملها (ظلة واحدة) تفتح على الشارع مباشرة، وليس للمسجد فناء أوسط أوفناء خارجي ، ويمكن تقسيم هذا الطراز الى نوعين :
     
    1ـ  المسجد ذو القبة الواحدة، وهوعبارة عن مساحة مربعة كبيرة تغطيها قبة ضخمة، وهو غير مقسم تقسيماً داخلياً إلىبلاطات، ومن أهم أمثلتها مسجد خيزرخان الذي يرجع تاريخه إلى سنة 721هـ/1321م·
     
    2ـ المسجد ذو البلاطات والقباب المتعددة، وهذا النوع أكبر من الأول، وتنقسم مساحةالمسجد عادة إلى عدة بلاطات مقسمة إلى مربعات يعلوها قباب مختلفة الأحجام، ومننماذج هذا الطراز المسجد الجامع في مدينة كلبرجا 769هـ/ 1367م وبارى خان بالبنغال(بنجلاديش) والذي يرجع تاريخه إلى 870هـ/ 1465م ويتكون من مساحة مربعة تعلوها قبةتتقدمها ردهة مغطاة بقبو، وأيضاً مسجد شاماكتي بالبنغال 884هـ/ 1487م ويشبه فيتخطيطه مسجد بارى خان·
     
    ومن نماذج النوع الثاني هو المسجد المغطى بقباب متعددةمسجد باب آدم الشهير بالبنغال، ومسجد بلخ بإيران، ومسجد باراسونا بجنوب البنغالوالذي يرجع تاريخه إلى سنة 932هـ/ 1526م·
     
    سماتمميزة:
     
    وتمتاز واجهات ومداخل وأبواب مساجد الهند بالضخامة والفخامة التيتشبه الأسوار والأبراج في ضخامتها حتى تقاوم الغزاة، وبزيادة مساحتها عن غيرها منالمساجد خارج الهند واشتهرت الجدران بارتفاعها·
     
    أما المآذن فقد اشتهرت بشكلهاالمستدير العظيم الارتفاع وهيئتها الفخمة التي تعتبر منارة القطب مثالاً لها، يصلارتفاعها إلى 72.5 متراً وقطر قاعدتها 15 متراً ، وتتناقص مع ارتفاعها أثناء صعودهاإلى أعلى لتصل الى ثلاثة أمتار فقط عند القمة ، وتشتهر المآذن بشكلها المضلع، كماأنها تشبه أعمدة متجاورة متلاصقة ، ولها شرفات تستخدم للمؤذن الذي يدعو للصلاة،واتخذت المآذن الأسلوب السجلوقي الذي كثر في غزنة بأفغانستان·
     
    ومن سمات القباببالهند أثناء حكم سلاطين أفغانستان والتيمورين كونها ذات شكل بصلي، وتعتمد طريقةالقباب على الشكل الأسطواني، أو بطريقة الانتقال من الشكل المربع إلى المستديربواسطة وضع مثلثات كروية"حنايا"في أركان المربع ومن أعلى قمم هذه المثلثاتيتكون الشكل الدائري الذي ترتكز عليه طاقية القبة البصلية ، وتجاور القبة الضخمةقباباً أخرى أصغر منها أو متوسطة الحجم ، وهذه سمات واضحة تماماً دائماً، وتشيد القبةالكبرى فوق محراب المسجد كما يتضح في مبنى المركز الإسلامي في الهند بمدينةدلهي·
    المصدر : مجلة الوعي الإسلامي ، العدد رقم 493

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()