بتـــــاريخ : 7/26/2010 3:21:02 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1003 0


    تحذير واجب لمرضى ارتفاع الضغط

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : طارق الغزالي حرب | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :

    تتحفنا صحيفتنا المتألقة فى سماء الصحافة العربية ‏‏«المصرى اليوم» بحوارات صحفية‎ ‎عديدة رفيعة ‏المستوى، سواء على مستوى الشخصيات التى تجرى ‏معها هذه الحوارات أو فى‎ ‎نوعية الأسئلة وطريقة ‏الحوار الجادة المتعمقة التى يقوم بها صحفيوها ‏المتميزون‎.. ‎ولكن مما لا شك فيه أن هناك بعض ‏الحوارات التى نشرت فى الفترة الأخيرة، كنت أود من‎ ‎إدارة الصحيفة أن تضع فى صدرها تحذيراً واجباً ‏وهو: «ننصح بعدم قراءة هذا الحوار‎ ‎إذا كان القارئ ‏يعانى من ارتفاع فى ضغط الدم، أو سبق أن تعرض ‏لجلطات فى المخ أو‎ ‎القلب‎»!! ‎
    إننى لا أكتب هذا على سبيل المزاح، بل أنا جاد جدا ‏فيما أقول.. فمنذ عدة أيام‎ ‎قامت زوجتى الطبيبة بقياس ‏ضغط الدم لى على سبيل الاطمئنان، حيث إننى ‏مريض بارتفاع‎ ‎الضغط وأتناول دواءً يوميا، فوجدته -‏والحمد لله- فى الحدود المسموح بها.. وبعد ذلك‎ ‎بقليل ‏لاحظت زوجتى أننى أبدو عابسا مهموما وبوجهى ‏احمرار من يحاول أن يكظم غيظه،‎ ‎وفوجئت بطلبى ‏منها أن تقيس لى الضغط مرة أخرى، فتعجبت وقالت ‏إنك لم تفعل شيئا منذ‎ ‎أن قسته لك من نصف ساعة، ‏سوى أنك قرأت صحيفة «المصرى اليوم‎».. ‎
    وأمام إصرارى قامت بقياس الضغط مرة أخرى ‏فوجدته مرتفعا عن المرة السابقة بطريقة‎ ‎أدهشتها، ‏فسألتنى: ماذا قرأت؟ فأشرت إلى صفحة كاملة بها ‏حوار مع أحد مليارديرات هذا‎ ‎الزمان الأغبر من ‏رجال الأعمال الذين جاء بهم الفكر الجديد ليحتلوا ‏أعلى المناصب‎ ‎السياسية والقيادية فى حزب النظام ‏الأوحد الذى تحور وتكعور، وتعدل وتبدل من الاتحاد‏‎ ‎الاشتراكى إلى الحزب الوطنى! القطب الكبير بالحزب ‏والسند الأول والأكبر لفكرة توريث‎ ‎الحكم، التى بدا من ‏الحوار معه أنه ينتظرها بفارغ الصبر‎! ‎
    ظهر ذلك من سؤال له عن رئيس مصر المحتمل بعد ‏انتخابات 2011 فكانت إجابته فى‏‎ ‎حوالى ثلاثين سطراً، ‏منها سطران فقط عن الرئيس حسنى مبارك وبقية ‏السطور عن الوريث‎ ‎ومميزاته! بل إنه أضاف فى ‏معرض الرد على سؤال آخر ما نصه: «علينا أن نأخذ ‏فى‎ ‎الاعتبار أنه قد يكون فى رأى الرئيس أنه أعطى ‏الكثير ويجد من حقه أن تذهب مسؤولية‎ ‎إدارة الدولة ‏التنفيذية إلى شخص آخر مع الأخذ فى الاعتبار أن ‏رئاسته للحزب الحاكم‎ ‎تجعله زعيما للأمة بلا منازع‎»! ‎
    هكذا أوضح وأبان القيادى البارز فى أمانة سياسات ‏الحزب الحاكم السيناريو الذى‎ ‎يتمناه ويخطط له ثلة من ‏المستفيدين تزين للنجل فكرة أنه الأولى والأحق برئاسة ‏مصر‎ ‎الآن.. ولهذا أيضا قال عن مطالب د.البرادعى ‏والجمعية الوطنية للتغيير «إنها أمر‎ ‎مُبالغ فيه وغير ‏واقعى‎!». ‎
    فى سؤال له عن تزايد الهوة بين الفقراء والأغنياء، ‏أوضحت إجابته الرؤية‎ ‎الاجتماعية لرجال الفكر الجديد ‏ومفجر ثورة التطوير، إذ يرى سيادته أن أحوال ‏الفقراء‎ ‎فى مصر تحسنت كثيراً، وأن المشكلة فقط فى ‏أن تطلعاتهم تتزايد، وفسر ذلك بأنه قبل‎ ‎ثورة يوليو ‏كانت تطلعات الفقراء محدودة مثل شراء جلباب واحد ‏فى السنة، ولم يكن‎ ‎يتوقع أن يأكل «لحمة» ولا يفكر ‏فى مكان بالمدرسة لابنه.. أما الآن فهناك أكثر من 40‏‎ ‎مليون موبايل فى أيادى المصريين، ومنهم بالطبع ‏الفقراء، ويتطلعون إلى شراء تليفزيون‎ ‎ملون لا أبيض ‏وأسود ويتكلمون كثيرا عن أسعار اللحمة‎! ‎
    ورؤية فيلسوف لجنة السياسات للإعلام الحر المستقل ‏أنه غير منضبط وغير هادف وهو‎ ‎أكثر ما يقلقه على ‏مستقبل البلد، لأن هذا الإعلام – وليس هو وأمثاله – ‏السبب فى خلق‎ ‎حالة من الاكتئاب العام، وحض ‏السلطات على مجابهة هذا الخطر بوصفه عناوين ‏بعض الصحف‎ ‎المستقلة بأنها منشورات سرية لقلب ‏نظام الحكم، ولست أفهم وصفه لها بالسرية‎!! ‎
    المجال لا يسمح بمناقشة رؤية رجل الأعمال والقيادى ‏البارز فى لجنة سياسات الحزب‎ ‎لسياسة الخصخصة أو ‏بالأحرى عملية بيع أصول الشركات والمصانع التى ‏يملكها الشعب‎ ‎المصرى إلى حفنة معينة من المصريين ‏والعرب والأجانب بطرق شبه سرية، حيث أفتى ‏سيادته‎ ‎بأن عمليات البيع التى تمت حتى الآن هزيلة، ‏فهو يريد الهرولة على هذا الطريق بأقصى‎ ‎قدر ممكن ‏من السرعة قبل أن يتنبه أو يفيق الشعب من غفوته ‏التى طالت‎! ‎
    كذلك فلن أناقش رأيه الشاذ بأنه لا يخشى من تأثير ‏رأس المال على الحكم، وأن صورة‎ ‎رجال الأعمال ‏تقدم دائما للمجتمع المصرى بقدر كبير من التحيز ضد ‏هذه الفئة المظلومة‎ ‎والمفترى عليها‎!! ‎
    ولكنى سأعرج إلى موضوع أهم سئل فيه القطب ‏الحزبى الكبير وهو موضوع إقامة المحطة‎ ‎النووية ‏الأولى بمنطقة الضبعة، فأجاب بكل الفخر والاعتزاز: ‏‏«رجل الأعمال الوحيد‎ ‎الذى تصدى بالرأى الآخر ‏لموقع هذا المشروع هو أنا»، وهو لا يسمى هذا ‏المشروع الذى‎ ‎يمكن أن يعيدنا مرة أخرى إلى مستوى ‏الدول الناهضة المحترمة باسمه الحقيقى وهو‎ ‎المحطة ‏النووية والمفاعل النووى، ولكنه يقول عنه باستهتار ‏بالغ «محطة توليد‎ ‎الكهرباء» التى يمكن إقامتها فى أى ‏مكان‎.. ‎
    وأن ذلك المشروع سيؤثر على مشاريعه السياحية ‏الملاصقة لموقع الضبعة، التى ينوى‎ ‎توسيعها لجذب ‏أعداد أكبر من السائحين الأوروبيين الذين سيتولى ‏رعايتهم وإمتاعهم‎ ‎الشباب المصرى القادر على حمل ‏الحقائب وتنظيف الغرف وتقديم الطعام والشراب ‏وغض‎ ‎البصر‎!! ‎
    فعلا.. من حقه أن يفخر هذا الرجل، فقد استطاع حتى ‏الآن أن يجعل المشروع النووى‎ ‎حبيس الأدراج.. ‏فوزير الكهرباء يتلعثم عند سؤاله عنه ويقر بأن كل ‏شىء جاهز بالدرج،‎ ‎ولكنه ينتظر القرار السياسى الذى ‏لا يعرف أحد موعدا له.. والسيد أمين السياسات يخدر‎ ‎الناس بتصريحات عن نجاح حزبه فى إحياء البرنامج ‏النووى الذى لا يراه أحد‎! ‎
    لا أحد يعلم على وجه اليقين مَنْ صاحب القرار حول ‏هذا الموضوع فى هذه المرحلة‎ ‎المشؤومة من تاريخ ‏مصر، ولكن بالتأكيد فإن لهذا الملياردير قوته النافذة ‏إلى مراكز‎ ‎صنع القرار.. وأعتذر لأى قارئ شعر ‏بأعراض ارتفاع ضغط الدم بعد قراءته هذا‎ ‎المقال‎!‎

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()