بتـــــاريخ : 7/24/2010 11:27:03 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1391 0


    ما بعد مبارك...!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أحمد الصاوي | المصدر : www.almasryalyoum.com

    كلمات مفتاحية  :
    سؤال مبارك مقالات اراء

    الغرب لا يصدق أن الرئيس بخير.. لا يثق فى عيونه التى يراه بها يتحرك كل يوم، من حفلات تخرج إلى لقاءات رسمية، وتفقدات ميدانية، لا يصدق أنس الفقى وسليمان عواد فى ردودهما التى ينفيان فيها ما هو رائج من شائعات حول تدهور فى صحة الرئيس.

    تخطئ لو تصورت أن المسألة هى مجرد البحث وراء صحة الرئيس، والفضول لمعرفة وتحديد ما قد يعانيه من أمراض، وتفاصيل حالته الصحية، القضية أعمق من كل ذلك، أنت أمام سؤال مهم يخص مستقبل هذا البلد، ويشغل الملايين فى الداخل، ويثير هواجس وقلقاً فى الخارج، ولو كان الرئيس فى أتم صحة وعافية لظل هذا القلقا والاهتمام مبرراً وحاصلاً ومتداولاً بعنف.

    قلق الداخل والخارج، لا ينفيه ظهور مكثف للرئيس أمام الكاميرات وفى البث المباشر، ولابيانات لأنس الفقى أو تصريحات لسليمان عواد، بقدر ما ينفيه اطمئنان الجميع، بأن سؤال مستقبل مصر مثلما يشغل الداخل والخارج، يشغل النظام أيضاً، وأن الترتيب لمرحلة جديدة لابد أن يكون الشغل الشاغل لهذا النظام، وأنه من الأولى أن يفكر بصوت عال قليلاً، لأن من حقنا فى الداخل أن نفهم ماذا يريد لمستقبلنا، باعتبار أن 99% من أوراق اللعبة فى يديه، وربما من حق الخارج أنه يطمئن على ضمانات الاستقرار فى بلد غاية فى الأهمية مثل مصر.

    لا تقل لى إن الأمور مستقرة ومحسومة، وإن هناك دستورا قائما يحدد ويحسم المسألة، وانتخابات رئاسية صارت القناة الشرعية الوحيدة لبلوغ مقاليد الحكم، فذلك إذا كان جائزا نظرياً، فإن الواقع العملى مختلف تماماً، فهناك عوائق دستورية كبيرة مشهرة فى وجوه المستقلين والأحزاب كذلك، وهناك انتخابات لا ضمانات فيها وتجارب تثبت ذلك بيقين كامل، ولا يبدو أن هناك نوايا حقيقية للاستجابة إلى ضغوط المعارضة لتحسين المناخ الانتخابى والدستورى الذى يحكم المسألة.

    أنت إذن أمام جدل لن ينتهى حول صحة الرئيس، لأن السؤال عن صحته هو تمهيد لسؤال أكثر أهمية عن مستقبل البلد، وإعلان الحزب الوطنى الحاكم عن اسم مرشحه للرئاسة ربما يحسم هذا الجدل تماماً باعتبار أن هذا المرشح المنتظر سيكون صاحب الحظوظ الأكبر فى ظل الدستور القائم والنظام الانتخابى وقناعات وولاءات أجهزة الإدارة، لكن لا يبدو أن أحداً فى الحزب الوطنى أو فى أركان النظام مكترث بالمستقبل بالشكل اللائق والمناسب لأهمية القضية، حتى يدرك أن إعلان اسم مرشح الحزب ستكون له فوائد كبيرة للجميع.

    لا عيب على الإطلاق أن يحاول الحزب الوطنى امتلاك رؤية واضحة ومعلنة لمرحلة «ما بعد مبارك»، هذا التفكير لا يمثل أى إساءة أو تجاوز فى حق الرئيس مبارك، بل إن الرئيس نفسه مطلوب منه أن يعلن رؤيته لهذه المرحلة، لكن الأخطر من كل الأحاديث عن المستقبل وصحة الرئيس، أن يكون الحزب الوطنى نفسه لم يحسم أمره، ومازال، وهو الحزب الحاكم، لا يعرف ماذا سيحدث غداً، ولا أحد فيه يستطيع أن يجيب عن أى سؤال له علاقة بانتخابات البرلمان أو الرئاسة المقبلتين، هذا هو الحزب الذى يملك أوراق مستقبلك، بينما ورقة مستقبله هو مازالت على الأرجح ليست فى يديه!

    كلمات مفتاحية  :
    سؤال مبارك مقالات اراء

    تعليقات الزوار ()