استبعد شحاتة زاخر، والد السيدة القبطية المختفية فى مدينة دير مواس بمحافظة المنيا، أن تكون ابنته «هربت مع أحد الشبان، أو أن تكون علاقة تربطها بآخر غير زوجها تداوس سمعان رزق، كاهن كنيسة مار جرجس»، إلا أن شحاتة الذى نفى لـ«الشروق» أن تكون كاميليا (25 عاما) تم اختطافها، إلا أنه يؤكد أنها «لم تختف بإرادتها»، نافيا «الشائعات» التى ترددت عن «تعرضها للضرب على يد زوجها، وتقديمها لإجازة لمدة 15 يوما من عملها فى مدرسة بنى سالم الإعدادية، أو سحبها لمدخراتها من البنك».
وتزامنت تصريحات شحاتة، مع تنامى حالة الغضب التى تسود بين الأقباط فى المنيا وعدد من المحافظات، والذين يؤكدون أن الزوجة المختفية «تعرضت للخطف، وأن الأمن متواطئ فى الأمر»، وعبر عن ذلك العشرات ممن تظاهروا، أمس، مجددا فى المطرانية، مرددين هتافات: «يا جمال قول للريس خطف بناتنا مش كويس»، «ويا صحافة يا حرة أقباط مصر نفوسهم مُرة»، و«كفاية شعارات وهمية فينك يا وحدة وطنية».
وكثفت قوات الأمن من وجودها فى دير مواس، خوفا من حدوث اشتباكات بين الأقباط وعدد من المسلمين «تناولتهم شائعات، مؤكدة ضلوعهم فى اختفاء كاميليا»، واستدعت الشرطة شبانا مسلمين للتحقيق معهم حول ما أشيع عن «وجود علاقة بينهم وبين المدرسة المختفية» ومن بين من استدعتهم الشرطة أحد المدرسين من زملائها، والذى تردد أن هناك خلافات بينهما «ونفت التحقيقات علاقتة بالواقعة»، حسبما أكد مصدر أمنى ــ فضل عدم ذكر اسمه ــ وقال: «جميع التحريات تؤكد أن زوجة الكاهن مازالت مختفية وليست مختطفة، والجهود تبذل للعثور عليها» لافتا إلى أن «عددا من الوقائع المماثلة، شهدتها مدينة ومركز ملوى من قبل، وتبين أن الاختفاء كان وراءه هروب من ظروف الأسرة ومشكلاتها».
وقال القمص ويصا صبحى، وكيل مطرانيه ديرمواس لـ«الشروق»: «قصة اختفاء زوجة الأب الكاهن ذهبت بعقولنا، فهى أم اعتبارية لنا جميعا، والأب الكاهن تداوس كان ذهب لتأدية مراسم إكليل فى قرية أبوخليفة وحين عاد لمنزله لم يجد زوجته منذ التاسعة والنصف من مساء الأحد الماضى، وذهب لمنزل والدها ولم يجدها، فتوجه إلى مركز شرطة دير مواس، وحرر محضرا باختفائها، وبالرغم من أنها مخطوفةإلا أن ضباط أمن الدولة قالوا لنا: مش عايزين إثارة فتن والزوجة سيتم إرجاعها والعثور عليها».
وأضاف: «تم التحقيق مع الكاهن يوم الثلاثاء الماضى الساعة 12 مساء، وتم استجوابه لأكثر من مرة، ثم التحقيق معه من قبل مفتش أمن الدولة بالمنيا هو ووالده وتم استجواب كل فرد بمفرده».
وشدد وكيل المطرانية على أن «شباب الكنيسة وشعب ديرمواس لن يهدأ إلا بعد إرجاعها، ومظاهرات الشباب مازالت مستمرة داخل المطرانية، وذلك بخلاف من توجه منهم بصحبة عدد من الكهنة إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، للتنديد باختطاف كاميليا».
فى غضون ذلك تباينت ردود الأفعال بين الأقباط فى المحافظات حول الأزمة، تراوحت بين الغضب والترقب، وإن كان القاسم المشترك تمثل فى التشديدات الأمنية حول الكنائس، ومن بينها كنائس الفيوم التى شهدت أمس، تشديدات أمنية مكثفة، إذ ضاعفت السلطات الأمنية من أعداد أفراد الحراسة حول بعض الكنائس ومن بينها «مارجرجس».
وفى محافظة قنا، رفض الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادى وتوابعها، التعليق على الأزمة.وسادت حالة من الترقب بين الأقباط فى أسيوط، عبر عنها القس إبرام ثروت، وكيل مطرانية ديروط فى اتصال مع «الشروق» قال خلاله إن: «ما حدث يدعو للاستنكار والاستفهام فى الوقت نفسه، ولا يجعلنا نلقى الاتهامات جزافا حتى تتضح الرؤية». وقال الأنبا باخميوس، رئيس دير المحرق بالقوصية إن «المطرانية لا تستطيع أخذ موقف معين إلا بعد التأكد من نتائج التحقيقات».
ونفى القس محسن منير، أمين عام مدارس سنودس الإنجيلى، اتهام «أحد من المسلمين بخطف زوجة الكاهن» مرجحا أن يكون «الحادث فرديا، وربما نتج عن معاملات الكاهن مع الآخرين».وقال القس فليمون عبدالله مشرقى، كاهن كنيسة بصدفا إن «تعدد حوادث اختفاء نساء الأقباط فى الفترة الأخيرة، وتعمد وسائل الإعلام تضخيم الموقف وتحويله من أمر فردى ربما تكون مشكلات أسرية داخل الأسرة سببه الوحيد».
وفى الغربية قال عماد توماس، المحامى ومرشح حزب الوفد لانتخابات مجلس الشعب الأخيرة: «إننا كأقباط أطلقنا على الموقع الإلكترونى «فيس بوك» دعوة لدعم لتأييد أبونا تداوس، حمل الموقع اسم (كلنا معاك يا أبونا تداوس)، ويهدف الموقع لنقل كل تطور جديد فى قضية اختفاء زوجته كاميليا، لحظة بلحظة، مع عرض صور للتظاهرات التى تتم فى الكاتدرائية من أجل المطالبة بإعادتها».
وفتح نشطاء أقباط فى محافظة سوهاج ملف اختفاء فتاة مسيحية تدعى إيرينى حنا لبيب (21 عاما) بمعهد الحاسب الآلى والمقيمة بساحل طهطا منذ العام الماضى، متهمين شابا مسلما يعمل فى كافتيريا المعهد الذى تدرس فيه.واتهم القس ساويريس راضى، راعى كنيسة الأنبا شنودة بساحل طهطا، أجهزة الأمن بـ«التخاذل دائما فى قضية اختطاف بنات الأقباط، بالرغم من أن الأجهزة الأمنية تعرف طريق مختطف الفتاة إيرينى القبطية، وتم القبض عليه وتعهد كتابيا بتسليم إيرينى للشرطة خلال 24ساعة، وبعدها لاذ بالفرار ولا أحد يعرف طريقه حتى الآن».
وعلى النقيض تماما سارت الأمور فى محافظة الوادى الجديد، إذ توافد الكثير من الأقباط بمدينة الخارجة لأداء بعض الصلوات وهو الأمر المعتاد صباح كل جمعة بكنيستى الخارجة والداخلة.
وطالب القمص بيشوى المحرقى، راعى كنيسة الخارجة بتأجيل الأدلاء بأى تصريحات لحين الحصول على معلومات كافية.