الأطفال الهولنديون هم أكثر أطفال الدول المتقدمة سعادة
هذا ما استنتجته منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة في تقرير حول وضعية الطفل، شمل 21 بلدا في أوروبا وأمريكا الشمالية. ركز التقرير على العوامل التي ترسم ملامح السعادة، مثل الوضع المدرسي والحياة العائلية للطفل. و تبين أن الأطفال البريطانيين هو أقل سعادة من الآخرين.
الأطفال الهولنديون أطفال مرغوب فيهم، يحدد الهولنديون عن وعي باختيار العمر الذي يلائمهم ليصبحوا آباء وأمهات، ويقدمون رعاية جيدة للطفل بعد ميلاده.
تتألق الدول الاسكندينافية من جانبها، في إسعاد الأطفال، أما الدول التي لن تحقق في التقرير نتيجة جيدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا، فإن 40% من الأطفال فيها يتورطون في شجارات، و65% منهم يذهبون إلى المدارس دون أن يتناولوا وجبة الإفطار. وقد سبق و أطلق الطباخ البريطاني الشهير جيمي اوليفر حملة في المملكة المتحدة يدعو فيها إلى وجبة صحية للتلاميذ.
يشير تقرير اليونيسيف إلى أن بريطانيا هي البلد الذي يحتضن أقل الأطفال سعادة في العالم. دُرست عوامل كثيرة رتبت عليها هذه النتيجة، مثل العلاقة مع الوالدين، مع الأصدقاء، الفقر والصحة. و لا يتناول الأطفال البريطانيون وجبات صحية. العادة في هولندا أن تجتمع العائلة مساء كل يوم على المائدة، لكن هذه العادة الهولندية تعتبر في بريطانيا استثناء. لا يمارس الأطفال البريطانيون الرياضة بما فيه الكفاية، في حين أن الأطفال الهولنديين يذهبون بالدراجة إلى المدرسة، وهذا نادرا ما يحدث في بريطانيا. بل انه تم الاستغناء عن مركبات رياضية في السنين الأخيرة بسبب التقشف.
بالإضافة إلى أن الأطفال البريطانيين يعيشون في عزلة، فالمملكة المتحدة لا تعرف ثقافة العائلة المتماسكة. لا تتابع السلطات التلاميذ الذين يغادرون المدرسة في سن الخامسة عشر، كما أن نسبة الطلاق في بريطانيا عالية جدا. ينتهي بالتقريب زواج من كل اثنين بطلاق، مما يعني أن الإمكانيات المادية للأسرة هي موارد احد الأبوين فقط. و إن الفرق في المداخيل والطبقات الاجتماعية كبير في بريطانيا، و يعيش بعض الأطفال تحت مستوى الحد الأدنى للفقر.
ترى منظمة حقوق الطفل البريطانية أنه يمكن عمل المزيد وطٌلب من الأطفال التعقيب على التقرير. قد تستطيع بريطانيا الإقتداء بالنموذج الهولندي. إذا عرفت الحكومة أن الأطفال يضايقون بعضهم في الخفاء عبر الانترنت، تبدأ في الحال حملة لحل هذا المشكل، و إذا تبين أن مؤسسة رعاية الطفولة لم تعلم بوجود طفل مستغَل ومهمَل، فلا بد أن يؤدي ذلك إلى تعديل في السياسة. تأمل اليونيسيف أن يعمل التقرير على تشجيع الحكومات لتقوم ببحثها الخاص حول وضع الأطفال.