في ظل السلبية القاتمة الذي يعيشها الكثير منا إثر الواقع الذي نحياه ونتيجة للإخفاقات التي يحصدها واقعنا في مختلف الأصعدة كان لزاما علينا أن نبحث عن بارقة للأمل وأن نشعل شمعة بدلا من أن نلعن الظلام ففي حياتنا وواقعنا الكثير من القدوات من الأشخاص والمؤسسات والدول التي رفضت واقعها وأصرت على التميز فأصبحت قدوة يقتدى بها وسجلت اسمها بماء الذهب في دفتر الأيام والتاريخ
نحتاج دائما لنتذكر ونتذاكر قدواتنا في الحياة ومن يستحق أن يكون قدوة وهؤلاء نادرين في حياتنا ولكنهم في بعض الأحيان يعادلون الآلاف من الرجال فحياتهم درس ومواقفهم مدرسة يمكن أن نربي بها الأجيال وكلماتهم حكم من الصعب أن ننساها وننسى وقعها في قلوبنا
من المهم أن يضع الإنسان نصب عينه قدوات يقتدي بهم في حياته وأن يختارهم بعناية فائقة حتى لا يصدم بهم بمجرد الاقتراب منهم ومعايشتهم ومن الأفضل وضع قدوات عظماء يذكرهم التاريخ في صفحاته البيضاء ولا نكون مثل بعض الشباب الذي اختار بعض الرجال كقدوات لأنهم مناضلين ولم يتعرف عن ماذا كانوا يناضلون
القدوات في التاريخ كثر يمكن أن نختار منهم في أي مجال نريد فهناك قدوات في الرسالة والفكر وقدوات في العلم وقدوات في مجال التأثير وقدوات في مجال الإدارة والقيادة وقدوات كثيرة تعبر عن شخصيات ملهمة أصرت على التميز وأصرت على التغيير فطوعت لهم الحياة وأطاعتهم
هناك دول وحكومات يمكن أن نقتدي بها في العلم والتعلم وكيف كانوا مهزومين في الحرب وأصبحت دولة العلم والصناعة كاليابان وهناك دول كانت من العالم الثالث وها هي الآن تنافس لتحجز مقعدها بين الكبار كماليزيا وهناك دول لم تتميز إلا بالصحراء ولكنها في غضون سنوات قليلة أصبحت من الدول الرائدة في مختلف المجالات كدول الخليج
مؤسسات وشركات أصبحت بفضل تميزها وإصرارها على النجاح والإنفراد أعظم وأكبر من الدول وأستطاعات توظيف الآلاف من الناس وغيرت مجرى العالم وتعادل ميزانيتها بالمليارات كشركة مايكروسوفت وبقيادة مؤسسها بيل غيتس تعادل ميزانتيها ميزانية عشرين دولة من دول عالمنا الثالث وغدا ملايين الناس يستخدمون منتجاتها وبرامجها
بعض الناس البسطاء يرفض أن يتكلم عن تلك النماذج من المؤسسات أو الأشخاص فيقول أنهم أصبحوا كذلك بفضل الظروف التي أوقعتهم في تلك البيئة وبذلك الشكل فتيسرت أمورهم وهذا غير صحيح فتلك الشركات وأولئك الأشخاص حفروا الصخور وبذلوا الكثير من الوقت والجهد والمال حتى يصلوا إلى القمة ودائما ما نردد ليس النجاح في الوصول إلى القمة بل بالبقاء فيها وها هم يبقون ويستمرون في القمة
لنتحدث عنهم ونتناقش حولهم وندرس مواقفهم لأنهم قدوات وهم الذين يمنحونا الأمل ويعلموننا معنى التميز والإنفراد وكلما تعمقنا في أسباب نجاحهم كلما كان ذلك دافعا لمواصلة النجاح والإبداع
ادعو كل شخص يعشق القمة ويرنوا للريادة أن يبحث عن العظماء ويختارهم قدوات له في حياته ومسيره وأن يردد أسماؤهم دائما في حديثه أو كتاباته وأن يقتدي بهم في حياته ومواقفه حتى يصل إلى ما وصلوا إليه ولو بنسبة تؤهله ليكون في القمة