إن المذاكرة العلمية الجماعية من ما ينبغي الاعتناء به، وخصوصا بين طلبة العلم الشرعي، لأن ذلك يقلل من احتمال حدوث سوء الفهم للمقروء، ويرسخ المعلومة، ويصحح الكثير من الأخطاء المطبعية في الكتب، وذكر المتقدمون من علماء المسلمين أفضليتها على المذاكرة الفردية، وخصوصا إذا كانت مع حاذف في الفن المقروء، يقول النووي رحمه الله " فإن المذاكرة تثبت المحفوظ، ويتحرر، ويتأكد، ويتقرر، ويزداد بحسب كثرة المذاكرة، ومذاكرة حاذق في الفن ساعة أنفع من المطالعة والحفظ ساعات، بل أياما، وليكن في مذاكرته متحريا الإنصاف، قاصدا الاستفادة والإفادة، غير مترفع على صاحبه بقلبه ولا بكلامه، ولا بغير ذلك من حاله، مخاطبا له بالعبارة الجميلة اللينة، فبهذا ينموا علمه، وتزكوا محفوظاته" أهـ من شرحه على صحيح مسلم، المقدمة، 1/9 فرحم الله الإمام النووي فتلك هي أهم ضوابط المذاكرة من الاحترام المتبادل بين المتذاكرين، وتصحيح النية أثناء المذاكرة، ما يحقق له الأهداف التربوية المنشودة منها، من زيادة العلم ورسوخة.