المربي يستطيع أن يؤثر إلى حد بعيد بأبنائه ، وهذا التأثير ونوعيته ، ومدى فائدته يتوقف على المربي ذاته ، على ثقافته ، وقابليته ، وأخلاقه ، ومدى إيمانه بمهمة الرسالة التي يحملها ، وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، فأن كل أعمالنا وسلوكنا وأخلاقنا تنعكس تماماً على أبنائنا الذين نقوم بتربيتهم سواء في البيت أم المدرسة ، لأن كلاهما يكمل بعضه بعضا ، ولاشك أن البيت هو المدرسة الأولى ، وأن الأم هي المربية الأولى التي أجاد في وصفها الشاعر حين قال:
الأمُ مدرسةٌ إذا أعـددتها أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ
الأمُ أستاذُ الأساتذةُ الأولى شَغلتْ مآثُرها مـدى الآفاقِ
إنه لمن المؤسف حقاً أن الكثير من المربين لم يدركوا هذه الحقيقة ، ولا زالوا يسلكون تلك الأساليب التربوية البالية التي لا تهتم إلا بتلقين أبنائهم مبادئ القراءة والكتابة والمناهج النظرية المقررة في المدارس ، أما مشاكل الأبناء ، وأساليب حلها والتغلب عليها ، فتلك مسائل ثانوية في نظرهم ، وفي اغلب الأحيان يلجأ الأهل إلى استعمال العنف والقمع مع أبنائهم كوسيلة للتربية ، فهل تحقق هذه الأساليب القسرية ما نصبو إليه نحو أجيالنا الصاعدة ؟ وبكل تأكيد أجيب لا بالتاكيد ، أن هذه الأساليب لا تؤدي إلا إلى عكس النتائج المرجوة . أن علينا كمربين أن ننبذ هذه الأساليب بشكل مطلق ، ونعمل على دراسة وتفهم حاجات ومشاكل أبنائنا والأسباب المؤدية لتلك المشاكل وسبل حلها ..