تعد الفيروسات هى السلاح الذي يرفعه الهاكرز لاصطياد ضحاياه، ومع تزايد عدد صفحات الإنترنت بدأ القراصنة تكثيف جهودهم لاستغلال الثغرات الأمنية الموجودة على الشبكة من أجل تحقيق أهدافهم الخبيثة، ولكن لم يتوقع قراصنة الإنترنت أن المعدات التي يستخدمونها لتخريب المواقع الإلكترونية يمكن أن تتسبب في شن هجمات معاكسة لهم.
وأكد مجموعة من الخبراء أن العديد من تلك المعدات ممتلئة بالفيروسات،ومن الممكن أن تستخدم هذه الفيروسات لتحديد الشخص الذي يستخدم معدات لاختراق موقع ما، بل حتى لشن هجمة مضادة عليه.
وعلى الرغم من أن بعض قراصنة الإنترنت يصنعون المعدات التي يستخدمونها بأنفسهم، طبقاً لما ورد بموقع "البي بي سي"، إلا أن آخرين يستخدمون من برامج اختراق متوفرة على الإنترنت.
ويؤدي استخدام مثل هذه البرامج إلى الحصول على المزيد من المعلومات عن الشخص المهاجم والتعرف على هويته، وربما استخدام نفس الطرق التي يعتمد عليها، بل حتى اقتفاء أثره إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به.
قراصنة يقتحمون وزارة الخزانة الأمريكية
وفي ظل التطورات الهائلة لتكنولوجيا المعلومات، ونظراً للعدد الهائل من الأفراد والمؤسسات الذين يرتادون هذه الشبكة، فقد أصبح من السهل ارتكاب أبشع الجرائم بحق مرتاديها سواء كانوا أفراداً أم مؤسسات أم مجتمعات محافظة بأكملها.
وفي هذا الصدد، تمكن قراصنة من اقتحام ثلاثة مواقع خاصة بوزارة الخزانة الأمريكية، ونشروا عبرها برامج ضارة تهاجم الزائرين، بحسب تقرير عن شركة "أيه في جي" المتخصصة في برامج مكافحة الفيروسات.
ونقل موقع "بي سي ورلد" المتخصص في مجال التقنية عن روجر طومسون الباحث بالشركة قوله، إنه اكتشف الأمر يوم الاثنين الماضي على ثلاثة مواقع ذات صلة بالصفحة الرئيسية لأحد أقسام وزارة الخزانة.
وتابع طومسون أن القراصنة أضافوا قصاصة صغيرة لكود افتراضي لا يمكن رصده، حيث يعيد الكود تحويل الزائرين إلى موقع أوكراني، يطلق بدوره مجموعة من الهجمات الإلكترونية.
ولفت "بي سي رولد" إلى أن اسم الموقع الأوكراني اقترن بمجموعة من الهجمات المماثلة في الماضي، والتي استهدفت عدداً كبيراً من نقاط الضعف البرمجية، كالتي تتواجد في برنامج "أودبي ريدار" الشهير.
وأضاف أن هذه المواقع لا تزال تنشر البرامج الضارة، وأنه يتعين على المستخدمين تجنب الدخول عليها حتى يتم السيطرة على عملية الاختراق، وتنظيف المواقع من الأضرار التي لحقت بها.
وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من عدم تمكنه من الوصول إلى وزارة الخزانة للتعليق على الأمر، فإن فريق الموقع التقني يبدو وكأنه أدرك المشكلة وبدء في حله، حيث ظهرت المواقع في وضع غير المتصل وكأن هناك خطأ في تحميل صفحاتها.
العلم الفلسطيني
|
|
|
العلم الفلسطيني على صحيفة يهودية |
|
|
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قد ذكرت مطلع العام الجاري، أن الموقع الإلكتروني لصحيفة "جويش كرونيكال" اليهودية الأكثر نفوذاً في العالم توقف لقرابة 18 ساعة، جراء تعرضه لهجوم إلكتروني حين وضع قراصنة العلم الفلسطيني ورسائل معادية للسامية على صفحته الرئيسية.
وأضافت الصحيفة أن الموقع جرى اختراقه وتم إيقافه بعدها بفترة وجيزة لتهيئة الظروف أمام تقنيي الموقع لمعالجة الموقف، كما أوضحت أن القراصنة تركوا أسفل صورة العلم رسالة تدعم المجاهدين الفلسطينيين وتحمل مقتطفات من القرآن والآراء المعادية للسامية باللغتين الإنجليزية والتركية.
ونقلت "الجارديان" عن ستيفن بولارد محرر من الصحيفة قوله إن تركيا كانت مصدر الهجوم وإن التقنيين عملوا على معرفة جذوره بدقة، مضيفاً أن الصحيفة لم تتعرض لمثل هذا النوع من الهجمات من قبل.
يذكر أن صحيفة "جيوش كرونيكال" تعد أقدم وأكثر الصحف اليهودية نفوذاً حول العالم، إذ جرى إنشاءها في 1841 ومقرها الرئيسي في لندن وتنتشر مكاتبها حول العالم، وتعكس الصحيفة كافة الاتجاهات اليهودية، التي تضم الدينية والسياسية والاجتماعية وتتنوع مصادرها بين المتشددين والعلمانيين.
اختراق "كاديما"
وفي أغسطس/ آب الماضي، نجح قراصنة فلسطينيون يطلقون على أنفسهم "فريق قراصنة غزة" في اختراق الموقع الإلكتروني لحزب "كاديما" الإسرائيلي، حيث نشر القراصنة صوراً لجرحى فلسطينيين وآثار التفجيرات الانتحارية داخل إسرائيل، كما غيروا الشعارات المنشورة على الموقع باللغتين العربية والعبرية واستبدلوها بأخرى تضم تهديدات لتسيبي ليفني زعيمة الحزب.
ومن بين الصور التي نشرت على الموقع صورة لليفني كتب تحتها "نعدك أننا قادمون"، وتمت إزالة تلك الصور بعد فترة وجيزة من نشرها ومن ثمّ أغلق الموقع قبل أن يستأنف العمل مرة أخرى لاحقاً.
10 آلاف موقع
وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة مطلع العام الماضي، هاجمت مجموعات من المبرمجين العرب والمسلمين 10 آلاف موقع من المواقع المُنحازة انحيازاً سافراً إلى العدوان الهمجي، وتنتمي تلك المجموعات إلى دول عديدة منها المغرب ولبنان وتركيا وإيران والسعودية.
وبث القراصنة عبر تلك المواقع العديد من صور المجازر بالعراق وصور للقتلى العراقيين والتعذيب في سجن أبو غريب، فضلاً عن صور تظهر وحشية العدوان على غزة والنتائج التي خلفها القصف في الأرواح والممتلكات، كما ترك بعضهم عبارات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن بين المواقع المستهدفة موقع بنك "ديسكونت" وصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية باللغة الانجليزية وصحيفة "معاريف" وأيضاً المواقع التي يستضيفها النطاق الخاص بإسرائيل والتي تنتهي بحروف "آي إل".
يذكر أن تلك الهجمات لم تجر على شكل مبادرات فردية بل تم التنسيق لها من خلال لقاءات على منتديات الإنترنت، وقد صرح أحد القراصنة أنه تمكن وحده من اختراق 5000 موقع إلكتروني.