بتـــــاريخ : 7/27/2008 10:36:39 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 756 0

    موضوعات متعلقة

    نور الصبايا

    بعد النكبة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ر أبو ريشة | المصدر : www.bab.com

    كلمات مفتاحية  :
    النكبة أعراض الصبايا

     



     


         حينما يتمزق شتات الأمة ويضيع وقع الكلمة، وتنتهك شرذمة من الغاصبين حرمة أقصانا تستبيح دماء الأطفال وأعراض الصبايا ولا يملك شاعرنا وصاحب كل ضمير حي إلا أن يطرق طرفه خجلاً من ذكرى أبطال طالما رفعوا لواء هذه الأمة فوق جباه الأنجم وضحوا بكل نفيس وغال في سبيل مجد وكرامة أمتهم، ولكن الأجيال بعدهم نامت تحت أفياء الراية إلا أن حمئت عين الشمس فوق رؤوسهم وصاروا ظلال رجال، فطمع الطامعون بأرضنا وابتسموا لنواح الحزانى وطربوا لدموع اليتامى وضحكوا عندما صرخت النساء(وامعتصماه) لأن الصدى لم يغادر المكان، فهذا شاعرنا العربي عمر أبو ريشة الذي عاصر النكبة كان شاهدابكل ما أوتي من ملكات الشعر على ما جرى حينما دخل الصهاينة الغاشمون أرض فلسطين وأطلقوا صيحة مدوية لا زال صداها يتردد في الأفق إلى الآن.
    ولد عمر أبو ريشة عام 1908م في منبج من أعمال حلب وخاض غمار السياسة ورصد الأحداث الهامة التي مرت بأمته ويعد من أبرز المجددين في الشعر العربي المعاصر حيث جدد في الصورة الشعرية وفجر طاقات كامنة في اللغة العربية سواء على صعيد اللفظة المفردة أو التركيب اللغوي.
    وقصيدته هذه، كتبت على أوزان بحر الرمل إبان النكبة عام 1948م.
    أُمَّتي هل لكِ بينَ الأُمَمِ
    مِنْبَرٌ للسَّيْفِ أو للقَلَمِ

    أتَلَقَّاكِ وطَرْفي مُطْرِقٌ
    خَجَلاً مِن أَمْسِكِ المُنْصَرِمِ

    ويَكادُ الدَّمْعِ يَهْمي عابِثاً
    بِبَقايا كِبْرِياءِ الأَلَــمِ

    أينَ دُنياكِ التي أَوْحَتْ إلى
    وَتَري كلَّ يَتيمِ النَّغَمِ

    كَم تَخَطَّيْتُ على أَصْدائِهِ
    مَلْعَبَ العِزِّ ومَغْنى الشّمَمِ

    وتَهادَيْتُ كَأنّي ساحِبٌ
    مِئْزَري فَوْقَ جِباهِ الأَنْجُمِ
    أُمَتّي كَم غُصَّةٍ دامِيَةٍ
    خَنَقَتْ نَجْوى عُلاكِ في فَمي

    أيُّ جُرْحٍ في إبائي راعِفٍ
    فاتَهُ الآسي فلَم يَلْتَئِمِ

    أَلإسْرائيلَ تَعْلُو رايَةٌ
    في حِمى المَهْدِ وظِلِّ الحَرَمِ

    كيفَ أَغْضَيْتِ على الذُّلِّ ولم
    تَنْفُضي عنكِ غُبارَ التُّهَمِ

    أوَ ما كنتِ إذا البَغْيُ اعْتَدى
    مَوْجَةً مِن لَهَبٍ أو مِن دَمِ

    فيمَ أَقْدَمْتِ و أَحْجَمْتِ ولم
    يَشْتَفِ الثَّأْرُ ولم تَنْتَقِمي

    اسْمَعي نَوْحَ الحَزانى واطْرَبي
    وانْظُري دَمْعَ اليَتامى وابْسِمي

    ودَعي القادَةَ في أَهْوائِها
    تَتَفانى في خَسيسِ المَغْنَمِ
    رُبَّ (وامُعْتَصِماهُ) انْطَلَقَتْ
    مِلْءَ أَفْواهِ البناتِ اليُتَّمِ

    لامَسَتْ أَسْماعَهم لكنّها
    لم تُلامِسْ نَخْوَةَ المُعْتَصِم

    أُمّتي كَم صَنَمٍ مَجَّدْتِهِ
    لم يكنْ يَحْمِلُ طُهْرَ الصَّنَمِ

    لا يُلامُ الذّئْبُ في عُدْوانِهِ
    إنْ يَكُ الرّاعي عَدُوَّ الغَنَمِ

    فاحْسِبي الشّكوى فَلَوْلاكِ لما
    كان في الحُكْمِ عَبيدُ لدِّرْهَمِ

    أيّها الجُنْدِيُّ يا كَبْشَ الفِدا
    يا شُعاعَ الأَمَلِ المُبْتَسِمِ

    ما عَرَفْتَ البُخْلَ بالرُّوحِ إذا
    طَلَبَتْها غُصَصُ المَجْدِ الظَّمي

    بورِكَ الجُرْحُ الذي تَحْمِل
    شَرَفاً تحت ظِلالِ العَلَمِ

    كلمات مفتاحية  :
    النكبة أعراض الصبايا

    تعليقات الزوار ()