بتـــــاريخ : 5/19/2008 4:35:27 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 891 0


    العلمانيون حول المراة 3 الاختلاط

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : عبد الله الداوود | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    العلمانيون المراة الاختلاط

    غالب الدول الإسلامية تعاني من وباء اختلاط الرجال والنساء في أماكن العمل بصورة خاصة، وفي الحياة بصورة عامة، إلا أنها تتفاوت في حجم المشكلة من مجتمع إلى آخر، غير أنّ المجتمع السعودي بصورة خاصة لا زال أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة والتزاماً في قضية فصل الرجال عن النساء في الأماكن العامة وفي أماكن العمل، عداك عن البيوت، لذلك بدأت الدعوات التي ينادي بها العلمانيون في المجتمع السعودي تأخذ شكلاً قوياً، ولكنه عن طريق غير مباشر، كالتدرج في الطلب على قاعدة (خذ وطالب).

     

     من مثل الدعوة إلى توظيف المرأة، وفتح جميع مجالات العمل لها أسوة بالرجال، ويردون على معارضيهم الذين يرون أن هذا الاختلاط في الحياة العامة، وفي أماكن العمل محرماً في الشرع أولاً، وفي طبيعة المجتمع ثانياً، وله عواقب وخيمة على المجتمع يردون بجملة مبررات، سأناقش اثنين منها فقط، وليس ذلك لوجاهتها؛ بل لأن كثيراً من الناس قد صدقها،

     وهذان المبرران هما: مسألة الوقت، والثقة.

    مبرر مسألة الوقت:

    وهذه حجة يرددونها أول الأمر لتبرير الاختلاط؛ بل يزعمون أن الاستعفاف والستر، والفصل بين الجنسين، هو سبب الفتنة، لأنّ الممنوع مرغوب، ويزعمون أنّ الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة بدون الحجاب، وعلى مخالطتها للرجال.

    ومن تلك الحجج التي يسوقونها؛ إنّ الناس في البداية سيقعون في تجاوزات، وأخطاء، وسلبيات تجاه المرأة التي ستخلع حجابها، أو ستخالط الرجال، لأنّهم لم يعتادوا رؤية المرأة في هذه الحالة، ولكن (مع الوقت سيكون الوضع مألوفاً)، وسيعتاد الناس رؤية المرأة بكثرة، وبعد ذلك سيتطور المجتمع بالتدريج قليلاً قليلا.

     

    وهذه الحجة مردودة بأمور.. منها:

    هل يرضى عاقل أن يقدم عرضه قرباناً من أجل أن يتطور المجتمع؛ فيجتريء عليهن من يتدرّب على التطور؟! أم هل يرضى عاقل أن يجازف بعرضه وأهل بيته (عربوناً لهدف تخميني)؟! أو لحالات شاذة ترسخ القاعدة، وليست تنفيها؟!

     

    مسألة الاختلاط ليست جديدة على التاريخ، وليست فريدة في الواقع المعاصر، فخروج المرأة واحتكاكها بالرجال ومخالطتهم، ثبت أضراره وأمراضه بمرور الوقت، فالغرب أخرج المرأة بصورة ديمقراطية متحررة لم يسبق لها مثيل، ومع ذلك أصبح الغرب يعاني من كثرة حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي على النساء، مما زاد أرباح الشركات التي اخترعت (عصياً كهربائية)، أو (بخاخات المواد المخدرة)،

     

    التي لا تكاد تخلو منها حقيبة المرأة هناك أثناء تنقلاتها اليومية، خشية الاعتداء عليها ومحاولة النيل منها جسدياً، فأصبحت هذه البخاخات والعصي (مكملة لعلبة أدوات التجميل) التي تستعملها المرأة من أجل الدفاع عن نفسها، ومن المناسب ذكره، أنّ هذه الحالة انتقلت إلى البلاد الإسلامية التي انجرفت خلف دعاوى الاختلاط، فمع انتقال الاختلاط انتقلت الاعتداءات، وانتقلت مخاوف المرأة على نفسها من التحرشات الجنسية والاغتصاب، فلغة الجنس لا تعترف بالحدود الإقليمية.

     

    كلينتون ومونيكا

    حينما يساق التبرير لمسألة الوقت، ربما تنطلي أكذوبة (الاختلاط البريء) على البعيدين عن معرفة واقع العالم الغربي، ولكن الأكيد أنّ العالم بأسره تناقل في إعلامه واهتمامه (قضية الرئيس الأمريكي كلينتون ومونيكا لوينسكي)؛ تلك الحادثة التي أوضحت أن أسباب المشكلة الجنسية، تتلخص في اختلاط مونيكا بالرئيس الأمريكي كلينتون، ذلك الرجل الذي تتوفر فيه صفات تنسف (حجج المطالبين) بالتحرير، من تلك الصفات في الرئيس الأمريكي:

    ـ أنه تربي في مجتمع تحررت فيه المرأة، وتكشفت فيه منذ نعومة أظافرها، وهو ـ أيض

    اً ـ يراها منذ نعومة أظافره، يراها بلا حجاب، أو ستر كاف، ويخالطها منذ طفولته، فالقول بأنّ الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة، قول يحطمه الرئيس (كلينتون)، بممارسة الزنا مع (مونيكا) مرات عديدة في مقر العمل.

    ـ لم يكن الرئيس الأمريكي (كلينتون) مراهقاً طائشاً عابثاً، بل عمره تجاوز سن النضج.

    ـ منصبه الحكومي لا يغفر له مثل هذه الزلات في مقر وظيفته.

     

    ـ الرئيس (غير أعزب)؛ بل هو متزوج بامرأة تحوي جميع المؤهلات، فمنصب الرئيس يجعل زوجته تراعي أمور الجمال والكمال اللائق بزوجة رئيس أكبر دولة في عصره، حيث إنّ عدسات الكاميرا، ونشوة الإعلام تسلب تفكير زوجته، وتجعلها تبالغ في إبداء الجمال وإظهار المحاسن والإفراط في الزينة التي تملأ عين زوجها، فتجعله لا يطمح في غيرها، وهذا طبع الأنثى.

     

    ـ مارس الرئيس (كلينتون) الخطيئة مرات عديدة مع المرأة نفسها، والسؤال الجوهري هنا: هل هذه المرأة الوحيدة التي وقع معها في الجريمة، أم أنّ هذه هي (القصة الوحيدة) التي تبعتها (الفضيحة)، وانكشفت أوراقها (برياح الصحافة الصفراء) أو ما يسمى (بصحافة الفضائح)؟ ودفن غيرها الكثير من قصص الرئيس الجنسية تحت (ركام التراضي بين الطرفين)؟!

     

    لم يتضجر الشعب الأمريكي أو يبدي استياءه من تلك الحادثة، فالأمر عندهم في (منتهى الاعتياد)، وهذا فيه دلالة على انتشار هذه الظاهرة في مجتمعهم، فمن فلسفتهم في الحياة أنهم لا يعارضون هذه الفاحشة ما دام الرضا متبادلاً بين الطرفين؛ بل وليست ظاهرة قبيحة تخسف بمكانة الرئيس في المجتمع، بدليل انتخابهم للرئيس كلينتون (لفترة رئاسية ثانية) تلت تلك الحادثة.

     

    ولكن ديننا السماوي الصحيح، وأخلاقنا العربية على العكس من دينهم المحرف الباطل، ومجتمعهم المنحرف، فالاستياء من المسلمين كان واضحاً في أحاديثهم، ومجلاتهم، وإعلامهم عن تلك الحادثة، فهل الذين يطالبون بالتحرر من بني جلدتنا هم مثل الشعب الأمريكي الذي لم تضايقه تلك الحادثة؟! أم هم مثلنا في تضايقنا من أمور انتشار الفاحشة وإعلانها؟!

    لو صدق زعمهم في أن هذه المسألة مسألة وقت، وبعدها لن نجد في أجسادنا تلك الرغبة الجامحة تجاه الأنثى، إذن فما هي أسباب تلك الحادثة، وما أسباب زيادة الجرائم والاغتصاب في الغرب؟!

     

    ولو تنازلنا ـ جدلاً ـ وصدقنا دعواهم في أنّ المسألة تحتاج إلى وقت، ثم تنتهي المخاوف من تحرير المرأة واختلاطها بالرجال، فإنّ هذا يعني أنه لن يكون هنالك زواج بين بني البشر، لأننا سنرى المرأة في الشارع، والمحل، وأماكن العمل، مما ينتج عنه أن يذوب ما بيننا من ميل وانجذاب فطري، وسنترك الزواج لأننا سوف نتعامل مع المرأة بكل براءة ونزاهة، مما يترتب عليه توقف النسل البشري، فهل الغرب توقفوا عن الزواج لأنهم رأوا المرأة متكشفة أعظم مما هو مطروح في مشروع المطالبين بالتحرر؟ أم إنّ حوادث الاعتداء والجرائم الأخلاقية تصل إلى قمة الهرم في الإحصائيات الغريبة في وقت ضار المرأة وجزءاً من حياتها اختلاط فأين مبرر الوقت؟

     

    ولأنّ القساوسة لا يتزوجون لزهدهم في الدنيا ـ زعموا ـ فإني أختم هنا بقصة القسيس (جيمي سواجرت) الذي جرى بينه وبين الداعية الإسلامي (أحمد ديدات) ـ رحمه الله ـ مناظرة شهيرة، ولكن ظهرت فضيحة لذلك القسيس المعروف في (قضية أخلاقية)، واعترف بها كما ظهر ذلك في الصحف حينها، وانتشر، وشاع، فبالرغم من الاعتياد، والنضج في السن، والمكانة الاجتماعية التي يتمتع بها، والمنصب الديني كذلك، إلا أنّ الفطرة التي تتوافق مع الإسلام، تمحو هذه الدعاوى، ولقد (اضطر الفاتيكان في تقرير صدر عن الكنيسة الكاثوليكية للاعتراف بأنه يعلم أن قسساً وأساقفة يستغلون الراهبات جنسياً، ويغتصبونهم في 23 دولة في العالم ـ أغلبها في أفريقيا ـ مقابل إعطائهن شهادات للعمل في المناطق الممتازة، أو مقابل إجازتهن لتلقي دراسات متقدمة، وفي مالاوي حملت 29 راهبة من أبرشية واحدة بواسطة القسس، وتورد التقارير طرد 20 راهبة أخرى من السلك الكنسي؛ لأنهن حملن دون أن يتعرض الرجال المسؤولون عن ذلك لأي عقاب.

     

    وبلغ عدد الجرائم في الجنسية في الكنسية عام (1970م) 5 ملايين جريمة، وفي عام (2001م) 17 مليون جريمة.

    فأين مبرر الوقت؟

    فاحشة قوم لوط (الشذوذ)

    لو صدق الزعم في أنّ الاختلاط من المسائل التي تحتاج فترة من الوقت وبعد ذلك سيكون الأمر معتاداً، وأن هذه الفطرة التي بداخلنا ستزول، أو سيخففُّ تأثيرها بسبب الاعتياد والاقتراب، لكان في (فاحشة قوم لوط) أو (فاحشة السحاق) رداً واضحاً، حيث إنّ الوقوع في هاتين الفاحشتين، يقع بين صنفين لا يكون بينهما في الأصل (تغطية وجه) أو (عدم اختلاط)، فحياة المبتلى بها كلها مع رجال، أو تكون امرأة مع نساء، ومع ذلك نجد أنّ مجتمعات الأرض تعاني من ازدياد هاتين الفاحشتين المشينتين، وفي الغرب الذي فتح المجالات الشهوانية بكافة صنوفها نجدهم مؤخراً يسمحون بها، بصورة نظامية، ويقننون لها قانوناً يبيح زواج الرجل من الرجل، بالرغم من توافر كل العوامل التي (يزعمون) أنها ستزول بعد فتح المجال للاختلاط، وإزالة الستر عن المرأة، رغم أن هذه الفاحشة ليست من الفطرة التي فطر الله ـ سبحانه وتعالى ـ الناس عليها؛ بل هي مخالفة للفطرة الإلهية والتكوين النفسي وطبيعة الإنسان السوية.

     

    مبرر الثقة في المرأة

    من المبررات المطروحة للاختلاط أو خلع الحجاب؛ قولهم: "إنّ نساءنا غنيات بإيمانهن، قويات بعفافهن، وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة"، ومبرر الثقة مبرر ساقط من عدة وجوه، منها:

    1ـ الله ـ عزّ وجل ـ خالق هذه الأنفس، وشرع لها ما يناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير، وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله ـ سبحانه وتعالى ـ :"وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" (الأحزاب/33)، وهذا (أمر إلهي)، و (ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)، وهذا (أمر نبوي)؛ بل إنّ خير البشر وأفضل الخلق ـ عليه الصلاة والسلام ـ تأتيه زوجته صفية ـ رضي الله عنها ـ في وقت اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فيراه بعض الصحابة معها، فيسرعان في المشي فيناديهما لإيضاح موقفه، فيقول: (على رسلكما إنّها صفية بنت حيي)، فيقولان له: (سبحان الله يا رسول الله)، قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ (إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكم شيئاً) "رواه البخاري".

     

    فهذا (نبي الله) ـ عليه الصلاة والسلام ـ مع صحابته رضي الله عنهم في (مسجد) وفي وقت فاضل وهو (العشر الأواخر من شهر رمضان) وفي (عصر النبوة) والطهارة، ومع ذلك أبان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهما موقفه، وأبان للبشرية طبيعة البشر وفطرتهم، وبنسف مبرر الثقة، فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون؟!

     

    ويوسف نبي الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول: "وإلا تصرف عني كيدهنّ أصب إليهنّ وأكن من الجاهلين" (يوسف/33)، فلم يتجاهل الطبيعة البشرية، فقال ذلك معترفاً وموضحاً بطلان الاحتجاج بالثقة في الاختلاط بين الرجل والمرأة، فلا بد من صرف مفاتن المرأة، وحجبها، ومنع اختلاطها بالرجال حتى لا يصبو إليها الرجال.

     

    وعائشة بنت أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنهما ـ الشريفة بنت الشريف، وزوجة أشرف الخلق ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم تسلم من (ألسنة الإفك) وأقاويل السوء في أطهر العصور، فكيف بعصرنا الذي شاعت فيه المفاتن وصارت القصص ضرباً من الهذرمة من كثرتها وانتشارها؟ فإذا كانت أمنا عائشة ـ رضي الله عنها ـ جاءت براءتها من السماء، فمن يحمي نساءنا، ويظهر براءتهن في هذا الزمن لو تعالت ألسنة الباطل ضد أي فتاة بريئة منهنّ خرجت باسم التحرر؟!

     

    2ـ من القواعد الشرعية (حفظ الضروريات الخمس)؛ الدين، العرض، النفس، المال، العقل.. وهذه الضرورات يجب على الحاكم حفظها للناس (حتى ولو كان الناس محل ثقة)، فهذا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يضرب لنا مثلاً يستحق الاقتداء به في المحافظة على هذه الضروريات الخمس؛ لأنه (ولي الأمر) في مجتمع المسلمين، ومن هنا أمر بحلق رأس (نصر بن حجاج) لأنّه فتن بعض فتيات المسلمين، وهو فارغ القلب من الشهوة، غير قاصد لفتنتهن.

     

    و(المستثمر الأجنبي) يتم التعامل معه بضوابط لحماية أموال الناس، ويقاس على ذلك أمور متعددة كالتشدد في الترخيص لمحلات بيع السلاح، أو بعض الأدوية ذات المضاعفات الخطرة وغيرها، و(قطاع الأمن) بكافة أقسامه، كلّ ذلك جعل لضبط أمور الناس، فليست المسألة مسألة ثقة، أو عدمها، أو (سحابة من الشكوك) ليس لها أهمية، بل من العقل أن يتم ضبط أمور الناس والحزم فيها.

     

    وهذه الصور والمقاطع المنتشرة في الجوال (لبنات المسلمين) مؤشر ينسف تلك (الثقة الموهومة)، فبمجرد أن خرجت المرأة في (جو من الانفتاح اليسير)، تبين لنا مدى (هشاشة الثقة) التي لم يمنحها الله ـ سبحانه وتعالى ـ في (ظل الخلوة)!

    تقول الكاتبة الليدي كوك: "إنّ الاختلاط يألفه الرجال، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها، وعلى قدر الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا، ولا يخفى ما في هذا من البلاء العظيم على المرأة، فيا أيها الآباء لا يغرنكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن في المعامل ونحوها، ومصيرهن إلى ما ذكرنا، فعلموهن الابتعاد عن الرجال، إذ لنا الإحصاء على أنّ البلاء الناتج من الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء، ألم تروا أنّ أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات في المعامل، ومن الخادمات في البيوت، ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار، ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعافاً مما نرى الآن، ولقد أدت بنا الحال إلى حد من الدناءة لم يكن تصوره في الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات من بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة، أعني هنا أولاد من الزنا، فينتفع بشغلهم وهذا غاية الهبوط في المدنية، فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة حتى قدرت على كفالتهم والذي اتخذته زوجاً لها لا ينظر لهؤلاء الأطفال".

     

    أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ومبرر الثقة:

    1ـ هل يطمع الإنسان في أمه (طمعاً مشبوهاً)؟!، فنساء النبي ـ رضي الله عنهن ـ هن أمهات المؤمنين، وأنزل الله على رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ آيات لتصون نساءه عن نظرات الرجال، فالله سبحانه وتعالى يقول: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" (الأحزاب/59)، وفي الآية الأخرى: " يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا" (الأحزاب/32)، فإذا كان الخوف على أمهات المؤمنين من ذوي القلوب المريضة في أطهر العصور أمراً طالب الله ـ سبحانه وتعالى ـ به نبيه، فإنّ خوفنا على أمهاتنا ومحارمنا في هذا العصر، هو من باب أولى وأشدّ، وإذا كان هذا هو الخوف على (الأم)، رغم أنّ (الأم) بلغت مرحلة من النضج، وتقدير العواقب، وتحمّل المسؤولية، فكيف إذن بالخوف على (الفتاة) التي مل تشعر بعظم المسؤولية، ولم تتول شأن القيادة؟! حتماً سيكون الخوف والحرص تجاهها أكبر وأوجب.

     

    2ـ هذه الأحكام خاطب الله ـ سبحانه وتعالى ـ بها أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن، ومن المتفق عليه أنهن أمهات المؤمنات كذلك، والأمر من الله ـ سبحانه وتعالى ـ للأمهات يتبعه اقتداء من البنات بالأمهات، فهذا الطلب بالستر والحجاب الهدف منه الاحتشام والحفاظ عليهن من الأذى، فلا بد أن يتبعه اقتداء من المؤمنات باتباع ما أمر الله ـ سبحانه وتعالى ـ به أمهاتهن للعلة نفسها.

     

    3ـ يقول الله ـ سبحانه وتعالى ـ في سورة الأحزاب: " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " (الأحزاب/33)، أوضح الله ـ سبحانه وتعالى ـ أنّ الحجاب والتغطية هو من وسائل إذهاب الرجس، وحصول التطهر لأهل البيت، وأمهاتنا هن الطاهرات المطهرات، وهنّ زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد عشن في بيت الوحي، واختارهن الله ـ سبحانه وتعالى ـ للزواج من خير البشر، ومع ذلك كله اختار الله ـ سبحانه وتعالى ـ لهن التطهير وإذهاب الرجس بالحجاب التام الساتر الذي لا يعرفهن أحد به، إذن فبقية المسلمات أولى بطلب الطهر، والابتعاد عن الرجس، وذلك يكون بالحجاب الساتر، والبعد عن مخالطة الرجال، خصوصاً أنّ بقية المسلمات لم ينلن تكريم وعظمة أمهات المؤمنين فاحتياجهن أكبر وأعظم.

     

    وبعد فإن كان هذا هو خطاب القرآن الكريم بالأمر بالحجاب، والذي يشدد على تحري العفة والستر، لم نجد فيه ولو إشارة إلى (مسألة الثقة)، فكيف يسوغ لنا أن نصدق دعاة إفساد المرأة في هذا العصر، وما يكثرون من الدندنة حولها؟!

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    العلمانيون المراة الاختلاط

    تعليقات الزوار ()