كشفت امتحانات الثانوية العامة عن أن الوزير «أحمد زكي بدر» ـ وزير التربية والتعليم ـ لم يفعل شيئاً.. هو نفسه عندما تم سؤاله عن شكاوي التلاميذ وأولياء الأمور من أسئلة الامتحانات وخروجها عن المنهج الدراسي وصعوبتها، الأمر الذي وصلت فيه الشكاوي إلي البرلمان.. قال الوزير: إنه أمر معتاد.. ولو رجعنا إلي السنوات الماضية سنجد نفس الشكاوي.
إذا الأمر ليس بجديد كما يقول الوزير، وإنما الجديد قيام الوزير بزيارات الشو الإعلامي والتي بدأها بمدرسة الخلفاء الراشدين، التي أصدر أوامره الفورية بنقل المدرسين منها إلي مناطق نائية، ثم عاد عن قراره بعد اجتماعه مع زميله في مجلس الوزراء وزير الإنتاج الحربي الدكتور «سيد مشعل» ـ عضو مجلس الشعب عن الدائرة التي تقع فيها المدرسة.
.. ومن هنا نري الوزير من اليوم الأول من امتحانات الثانوية العامة.. وهو يقوم بزيارات مكوكية إلي المحافظات المختلفة لتفقد لجان الامتحانات بشو إعلامي أيضاً.. لدرجة أنه في أحد الأيام زار مدرسة في شبرا، ثم انتقل إلي الفيوم ومنها إلي بني سويف، فكيف يستطيع أن يتفقد اللجان في المحافظات الثلاث اللهم إلا إن كانت لديه قوة خارقة!!
وعندما ذهب إلي سوهاج حشدوا له تلاميذ المدارس الذين أتوا بهم من بيوتهم للترحيب به ووقفوا 3 ساعات في انتظاره تحت حرارة الشمس المرتفعة التي لم ترها مصر منذ سنوات.. ليبدو الوزير مختلفاً عن سابقيه في امتحانات الثانوية العامة رغم أنه يقول إنه ليس هناك جديد.
لكن الجديد الذي وضعه الدكتور أحمد زكي بدر هذا العام هو طريقة تعامله مع المعلمين.. ففرض عليهم أعمال الامتحانات ولم يسمح بأعذار بمن فيهم الأمهات المريضات أو اللاتي لهن أبناء في امتحانات الثانوية العامة، ومن ثم كان سعيداً بتشتيت المعلمين وانتدابهم في محافظات بعيدة عن مقر إقاماتهم.. وعندما ذهب هؤلاء المعلمون إلي أماكن اللجان لم يجدوا من يستقبلهم.. وعندما ذهبوا إلي الاستراحات التي خصصتها الوزارة.. وجدوها في أسوأ حال، وقد وصلتني الكثير من شكاوي المعلمين في هذا الشأن في لجان امتحانات السويس والشرقية.
.. ومع هذا في امتحانات ثانوية الوزير الدكتور «أحمد زكي بدر» استمرت أعمال الغش الجماعي «فهو أمر ليس بجديد أيضاً» ولكن بطرق جديدة باستخدام التليفون المحمول.. ويعلم الجميع في الوزارة وكذلك المراقبون، لكن الأمر متكتم عليه حتي يبدو «الوزير» في شكل جديد.. ولعل ما يحدث في لجان مدارس أبوكبير بالشرقية دليل علي ذلك.
.. فالسيد «الوزير» لم يأت بجديد لا في الثانوية العامة سواء في مناهجها أو امتحاناتها.
.. اللهم إلا قدراته الخارقة في زيارته المكوكية من أجل الشو الإعلامي.
فقد تم صرف وزارة التربية والتعليم له ليفعل بها كيفما يشاء حتي ولو جاء بمدير العلاقات العامة لوزارة الداخلية أثناء تولي والده الوزير ليكون مديراً للعلاقات العامة لسيادته.
.. إنه وحكومته لا يدركون حتي الآن أننا في خطر بسبب التعليم وطريقتهم وإهمالهم!