خيمت أجواء من الرضا على معسكر المنتخب الجزائري لكرة القدم, بينما سيطرت مشاعر الإحباط وخيبة الأمل على منتخب إنجلترا في أعقاب التعادل السلبي بين الفريقين في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة بمونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وبدا المدير الفني للجزائر رابح سعدان سعيدا بالتعادل "الثمين" الذي انتزعه فريقه من المنتخب الإنجليزي، وقال "قدمنا مباراة رائعة وأوقفنا منتخبا كبيرا اسمه إنجلترا بنجومه العالميين"، وأضاف "كنت متخوفا من عدم دخول اللاعبين أجواء المباراة مبكرا، لكنهم كانوا في الموعد ووقفوا ندا أمام المرشحين للتتويج".
كما أكد المدير الفني للجزائر أن فريقه كان قادرا على إلحاق الهزيمة بإنجلترا, قائلا "كنا قادرين على حسم المباراة لصالحنا مثلما كانوا هم قادرين على فعل ذلك".
وأضاف "المنتخب الجزائري لعب اليوم كرته المعروفة المتمثلة في التمريرات القصيرة والتحركات السريعة". وحذر لاعبيه من السقوط في فخ الغرور "لأنهم معروفون بعدم الاستقرار في أدائهم".
واعتبر سعدان أن سبب النتيجة الجيدة هو "استعادة التشكيلة الأساسية، وتوقع ألا تكون المباراة المقبلة سهلة, لكنه قال إن "المعنويات العالية قد تساعدنا على تحقيق الفوز". وأشار إلى أن المنتخب الجزائري سيلعب من أجل الفوز على الولايات المتحدة "وهو قادر على التأهل إلى الدور الثاني".
ورفض سعدان مقولة أنه كسب التحدي أمام كابيلو، وقال "لا أعتقد ذلك، لأن الأمر لا يتوقف علينا بل على مدى توفق اللاعبين في تنفيذ التعليمات، فابيو كابيلو مدرب كبير وأنا من المعجبين بالعمل الذي يقوم به في المنتخب الإنجليزي الذي لم يكن في يومه".
خيبة أمل
في المعسكر الآخر, اعترف كابيلو بأن المنتخب الجزائري لعب بخطة صعبت على لاعبيه الوصول إلى مرماه, وقال "الخطة الجزائرية لم تسمح لنا بإيجاد المساحات المناسبة وخلق الفرص للتسجيل، كما لم تستغل الإمكانيات المتاحة للتصويب من بعيد". وأضاف "الجزائر دافعت جيدا ولعبت مباراة قوية ونتيجة التعادل جيدة أيضا لها".
وأعرب كابيلو عن أمله بأن يتخلص لاعبوه من الضغط سريعا وأن يستعيدوا الثقة قائلا "لم أعرف فريقي اليوم، لقد لعب بطريقة مخالفة عن تلك التي لعبوا بها في التدريبات أو في المباراة الأولى مع الولايات المتحدة، ضيعنا العديد من التمريرات ولم نتحكم في الكرة".
وأضاف "علينا أن نستعيد مستوانا الذي ظهرنا به في التصفيات أو ضد الولايات المتحدة سريعا حتى نتحرر ونتطلع إلى أدوار متقدمة". وأكد أن الوقت لم يحن للحديث عن استقالته أو إخفاقه. ودافع في الوقت نفسه عن مهاجمه واين روني، وأعرب عن اعتقاده بأن روني لم يلعب حتى الآن بمستواه، وقال "ليست هذه هي المشكلة، فنحن بحاجة لنتيجة إيجابية تحرر اللاعبين من الضغط النفسي".
وقال كابيلو في المؤتمر الصحفي "لم نلعب مباراة جيدة أهدرنا كرات عدة وقمنا بتمريرات خاطئة كثيرة، وعند الاقتراب من المرمى كانت لدينا الإمكانية للتسديد، ولكن اللاعبين فضلوا التمرير وضاعت علينا فرص بالجملة"، وأضاف "أعتقد أن اللاعبين لم يتخلصوا حتى الآن من ضغط كأس العالم، إنهم يلعبون جيدا في التدريبات ويكونون في قمة مستواهم، لكن يحدث العكس في المباريات، ليس هذا هو الفريق الذي أعرفه".
وأضاف "الجزائر لعبت جيدا واستحوذت على الكرة ودافعت جيدا، لكن لم يكن لها فرص كثيرة، سنحت أمامنا فرص لم نترجمها وأعتقد أنها نتيجة جيدة للجزائر"
من جهة ثانية دعا المدافع أشلي كول الذي اختير أفضل لاعب بالمباراة إلى التركيز على المباراة المقبلة مع سلوفينيا من أجل الفوز.
كما قال ستيفن جيرارد قائد إنجلترا الذي بدا محبطا إن فريقه "ليس لديه أي عذر ويحتاج إلى تحسين مستواه". وأضاف "لم نكن أقوياء بما يكفي، لم نسترجع الكرة في الوقت المناسب ولم يكن لدينا أفضلية في الثلث الأخير".
أسوأ العروض
وتعليقا على نتيجة المباراة, قالت رويترز إن منتخب إنجلترا قدم واحدا من أسوأ عروضه منذ سنوات واكتفى بالتعادل بدون أهداف مع الجزائر ليضطر للانتظار حتى الجولة الأخيرة للمجموعة الثالثة من أجل التأهل للدور الثاني.
واعتبرت الوكالة أن تكرار الأداء الضعيف وغير المنظم والمليء بالأخطاء لن يكون على الأرجح كافيا لتخطي سلوفينيا، "وقد يؤدي إلى خروج مهين من الدور الأول في مجموعة كانت تعد سهلة على نطاق واسع".
كما ذكرت رويترز أن المنتخب الجزائري الذي خسر مباراته الافتتاحية صفر-1 أمام سلوفينيا استحق التعادل وبدا لفترات طويلة الفريق الأخطر.
وتتصدر سلوفينيا المجموعة برصيد أربع نقاط بعد التعادل 2-2 مع الولايات المتحدة التي يبلغ رصيدها نقطتين، ولدى إنجلترا أيضا نقطتان بينما تقبع الجزائر في المركز الرابع الأخير برصيد نقطة واحدة.
وستكون مباراة إنجلترا الأخيرة في المجموعة ضد سلوفينيا في بورت إليزابيث الأربعاء المقبل بينما ستلتقي الجزائر الولايات المتحدة في بريتوريا في اليوم