بعد موجة الأفلام ثلاثية الأبعاد التي اجتاحت دور السينما، خاصة مع النجاح الساحق الذي حققه فيلم "آفاتار"، صار هناك اتجاه لنقل هذه التكنولوجيا إلى البيوت، بحيث لا تقتصر متعة مشاهدة الصور ثلاثية الأبعاد على دار السينما، ولهذا فقد دخلت شركات إنتاج أجهزة التليفزيون في سباق لإنتاج تليفزيون ثلاثي الأبعاد يستطيع توفير نفس متعة المشاهدة هذه دون الخروج من المنزل.
كانت شركة "سامسونج" صاحبة السبق في هذا المضمار، إلا أن تحذيرات أطلقتها الشركة بخصوص هذا التليفزيون الجديد أثارت القلق بين المستخدمين؛ حيث نصحت الشركة الآباء مراقبة أطفالهم أثناء مشاهدة التليفزيون ثلاثي الأبعاد، ونصحتهم بمنع الأطفال من إكمال المشاهدة إذا لاحظوا عليهم أي من الأعراض التالية: تغيير في الرؤية، دوخة، حركات لا إرادية، تشنّجات، تقلّصات عضلية، غثيان، اضطراب، فقدان الاتجاه. نوّهت الشركة أيضاً أن مشاهدة التليفزيون ثلاثي الأبعاد أيضاً قد تؤدي إلى الإصابة بحالة شبيهة بحالة دوّار البحر أو إرهاق العين أو حدوث دوخة عند الوقوف.
يُذكر أن التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد لاقت دعماً غير مسبوق هذا العام من خلال الاستعانة بها في تقديم مجموعة من أشهر الأفلام السينمائية المنتظرة؛ مثل: Avatar وAlice in Wonderland كما تدعمها شبكة Sky لتحسين تغطيتها لأهم مباريات كرة القدم عالمياً.
ومن المعروف أن مشاهد التليفزيون ثلاثي الأبعاد يحتاج لاستخدام نظارات خاصة تقوم بإرهاق كل من العين والمخ بتقديمها صوراً وامضة بسرعة عالية في أجزاء من الثانية. وأخيراً، نصحت "سامسونج" في بيانها المنشور على موقعها الرسمي أن يقوم المُشاهِد بأخذ فترات راحة منتظمة لتجنّب هذه الآثار الجانبية الضارة.
ربما كانت "سامسونج" تُبالِغ في التحذيرات، أو تريد أن تغلق على نفسها باب الدعاوى القضائية، محاولة تجنّب ما حدث مع شركة "نينتيندو" التي أنتجت مسلسل "البوكيمون" الذي أصابت إحدى حلقاته 12 ألف طفل بنوبات صرعية.
بعض الناس يكون لديهم استعداد للإصابة بالصرع، خاصة الصرع الحساس للضوء photosensitive epilepsy، وهؤلاء الناس تصل نسبتهم إلى واحد في كل خمسة آلاف شخص. يؤدي التنبيه المفرط للخلايا البصرية في هؤلاء الناس إلى زيادة احتمال حدوث نوبة صرعية. هذا التنبيه للأسف يمكن أن يحدث مع مشاهدة التليفزيون ثلاثي الأبعاد.