متابعة - ماجد محمد وشيرين طاهر: استعرض المستشار عبد المجيد محمود النائب العام التحقيقات التي اجرتها نيابة استئناف الاسكندرية في قضية مقتل الشاب خالد محمد سعيد الذي لقي مصرعه يوم الاحد الماضي، واتهمت اسرته ضباط ومخبري قسم سيدي جابر بضربه وتعذيبه حتي الموت. أمر النائب العام بندب لجنة ثلاثية من مصلحة الطب الشرعي بالقاهرة برئاسة كبير الاطباء الشرعيين وتكليفها باستخراج جثة المجني عليه بحضور رئيس نيابة استئناف الاسكندرية الذي يجري التحقيقات بحضور أهل المتوفي لاعادة تشريح الجثة لبيان ما بها من اصابات وأسبابها وتاريخ وكيفية حدوثها والاداة المستخدمة في إحداثها، وما اذا كانت تحدث وفق أي من التصورين الواردين بمذكرة النيابة وتقرير الطب الشرعي المرفق في القضية والمؤرخ في 10 يونية الماضي من عدمه، وتحديد سبب الوفاة، وطالب النائب العام بموافاته بتقرير مفصل عن الواقعة علي وجه السرعة. كان المستشار احمد عمر رئيس نيابة استئناف الاسكندرية قد قام تحت اشراف المستشار ياسر رفاعي محامي عام نيابات الاسكندرية باجراء المعاينة الواقعية الجديدة وسماع اقوال شهود عيان واقعة الاعتداء التي شهدتها منطقة كليوباترا وراح ضحيتها الشاب خالد سعيد، والمتورط فيها ضباط ومخبرو قسم شرطة سيدي جابر. استمعت النيابة إلي اقوال كل من حسن مصباح ونجله »هيثم« صاحبي مقهي الانترنت وسالم حسن الطالب بكلية الحقوق، وحارس العقار وزوجته وكمال الخضري صاحب محل الخضراوات بجوار العقار الذي حدثت به الواقعة، وخالد محمد عامل بمقهي أمام العقار، والذين أكدوا أن وفاة خالد سعيد جاءت نتيجة اعتداء مخبري قسم سيدي جابر بمدخل العقار المجاور لمقهي الانترنت، وانه تم سحب سجل »خالد« من داخله والاعتداء عليه بالعقار المجاور، وطالب رئيس النيابة الاهالي بالتوجه إلي نيابة الاستئناف للادلاء بشهاداتهم. وقال محمد عبد العزيز محامي اسرة المجني عليه ان اجراء المعاينة الواقعية من قبل النيابة اجراء جوهري في القضية للتأكد من صحة أو عدم صحة بيان الداخلية الذي صدر بشأن المجني عليه في رواية ابتلاعه لفافة البانجو التي تسببت في وفاته نتيجة اصابته بالاختناق، وأكد »عبد العزيز« توافد عدد آخر من اهالي المنطقة للادلاء بشهاداتهم ضد المتورطين في الحادث دون خوف وذلك بعد تأكدهم من حضور رئيس النيابة وقيامه بالمعاينة الواقعية. من جانب آخر اصدرت أسرة الضحية خالد سعيد بياناً للرد علي البيان الذي اصدرته وزارة الداخلية، أوضحت فيه أنه من المتعارف عليه قانوناً ان تقرير الطب الشرعي بخصوص أي جريمة، يتم تسليمه للنيابة العامة في مظروف مغلق دون إطلاع الشرطة عليه، الا ان ذلك لم يحدث، وتحصلت الداخلية علي بعض المعلومات التي وردت في تقرير الطب الشرعي واعلنت عن سبب الوفاة قبل صدور التقرير بـ 3 ايام بالمخالفة للقانون، وبناء علي ذلك طالبت هيئة دفاع المجني عليه بإعادة تشريح الجثة قبل صدور التقرير، وفي بيان اسرة القتيل ما جاء في بيان وزارة الداخلية، والذي اثبت أموراً ليست متعلقة بصلب القضية الاساسية المتورط فيها مخبرو قسم سيدي جابر. وقال بيان اسرة القتيل إن »الداخلية« تجاهلت اقوال شهود العيان الذين اكدوا في تحقيقات النيابة اتهامات لضباط ومخبري قسم سيدي جابر، وفي تصريحات خاصة لـ »الوفد« أكد حسن مصباح صاحب مقهي الانترنت الكائن بجوار العقار الذي حدثت به الواقعة أن »خالد« شاب انطوائي وخجول، وحياته كلها مكرسة للكمبيوتر والموسيقي، أما بشأن ما تردد عن خدمته العسكرية فإنه أثناء وجوده في امريكا تخلف عن الخدمة، وعندما حضر سلم نفسه، وتمت محاكمته وحصل علي شهادة انهاء خدمته العسكرية، أما بالنسبة لباقي القضايا المتعلقة به لا اعلم عنها شيئا، واضاف انه اثناء جلوسه علي المكتب داخل مقهي الانترنت شاهدت »خالد« يدخل إلي المقهي ويجلس بجوار ابن خالته لاصلاح الكمبيوتر المحمول الخاص به، وفجأة حضر اثنان من مخبري الشرطة، وقاما علي الفور بالاعتداء علي »خالد« وضربه والامساك به من رقبته، وضربا رأسه في رخام المحل، وعندما تدخلت وطلبت منهما الخروج من المقهي قاما بسحبه لباب العقار المجاور، ثم ضرباه مرة اخري بعنف، وحضرت سيارة شرطة وقام المخبران بالقائه بالسيارة، مغشيا عليه، وبعد ربع ساعة حضرت نفس السيارة ومعها سيارة ملاكي بداخلها عدد من الضباط وقاموا بالقاء المجني عليه داخل العقار المجاور لمقهي الانترنت وطلبوا سيارة إسعاف. وقال محمد علي حارس العقار احد شهود عيان الواقعة، فوجئت عقب نزولي من احدي الشقق باثنين من المخبرين يقومان بتقييد »خالد« من يديه ويعتديان عليه بالضرب ويقولان له »أخرج ما في فمك يابن....« ثم قام المخبران بالاعتداء عليه بالضرب، وعندما جاءت سيارة الاسعاف رفضت في البداية ان تأخذه لانه كان ميتاً، الا ان الضابط سب موظف الاسعاف، وقال له »شيله خلينا نخلص منه«. وأفاد علاء محمد »كهربائي« بالمنطقة أنه يعرف »خالد« منذ ان كان طفلاً، فهو انطوائي وكل وقته يقضيه في بيته، وما يقال عن انه لم يقض فترة خدمته العسكرية غير صحيح، لأنني كنت اقوم بمرافقة والدته إلي معسكر تجنيده في مرغم، وفي يوم الحادث شاهدت »خالد« ملقي علي الارض وفمه مفتوحاً وكان ميتاً، وقالت زوجة شقيق المجني عليه إن مخبري الشرطة قاما بضربه حتي الموت من اجل التخلص منه، لانه حصل علي شريط فيديو يكشف فضائحهم وتصرفهم في احراز المخدرات وان المخبر »عوض« كان ظاهراً في شريط الفيديو وهو الذي تتبع خالد وانتقم منه. وفي سياق آخر انتقدت اسرة خالد ما جاء في تقرير الطب الشرعي، لأنه لم يقم بتشريح الجثة وفقا للقانون، وانه لم يتم تشريح معدة »خالد« لمعرفة وجود مخدر من عدمه، وتساءلت الاسرة عن كيفية كسر جمجمة ابنها، وعن الشخص الذي قطع أذنه، وهل حدث هذا من الطب الشرعي أم من التعذيب الذي قام به أفراد شرطة سيدي جابر؟