معلش، ماسكة معاي اليومين هذي علي القبائل العربية. أزمة وتعدي... والله يمسيها بالخير قبيلة «بني عذرة» (لا أقصد التي ينتمي إليها جميل بثينة، بل الأخري)، هذه القبيلة كانت تشرب المغشوش بلا شك ولا عك، فقد انحصر مجدها بين أفخاذ النساء. ولا يهم أن تحتل أرضهم أو تحرق زرعهم ما دمت لم تقترب من نسائهم. وكان فرسانها في المعركة يتوزّعون، رُبْعٌ يقاتل الأعداء وثلاثة أرباع تحمي النساء في الهوادج (جمع هودج). وقد تطول المعركة فتشعر الصبايا بالملل، فتزور إحداهن صاحبتها في الهودج المجاور لتلاعبها وتسليها وتناغشها، والفرسان يا عيني واحد مطعون والآخر أذنه مخرومة والثالث يشاهد ساقه المقطوعة فيولول. وكالعادة تنتهي المعركة بمقتل «الرُّبع» ومن دون خدش واحد في أي هودج. قبيلة ملحوسة.
وكنت أظن أن بني عذرة قد حملوا غباءهم وغادروا دنيانا، غير محسوف عليهم، وتحولت جثثهم إلي نفط نبيعه لدول شرق آسيا أحفاد التتار، وإذا بحكومة الكويت تعلن أنها من بني عذرة، لكن بـ"نيو لوك"، وبدلاً من الصبايا وضعت الحكومة رئيسها في الهودج، وتركت القرعة ترعي وطوّقت هودج الرئيس! والأديب الفرنسي رولان بارت يقول: «عليك أن تُخفي صيدلية بيتك ومكتبتك الخاصة عن أعين الناس"، وحكومتنا الأديبة زادت عليه: «وتخفي رئيس الوزراء عن أعين الشعب». والشعب، أو بعض الشعب، سيموت قبل أن تتحقق أمنيته بسماع صوت رئيس حكومته. يرضيك يا سمو الرئيس؟
وقبل سنوات استقالت الحكومة بعدما هدد النواب باستجواب سموّه، والمرة التي بعدها استقالت الحكومة أيضاً لمجرد التهديد باستجوابه، والتي بعدها قالوا لنا نريد جلسة استجوابه سرية، لأن مناقشة مصاريفه المشكوك في أمرها سيتم فيها ذكر أسماء بعض الشخصيات العربية، وتحولت الجلسة سرية، وقرأ سموّه ردوده من ورقة وُضعت أمامه. وفي الاستجواب الأخير، وكان يوم الثلاثاء الماضي، استطاعت الحكومة بمساعدة نوابها تحويل الجلسة إلي سرية، رغم أن الاستجواب كان عن البيئة الملوثة بالأدخنة، وعذرهم هذه المرة «نخشي علي سموّه من التجريح». ولا أدري هل يعتقدون أن سموّه من الكريستال؟ «فراجايل» يعني؟ طيب وماذا عن الشعب الملوث بالأدخنة؟ يغور؟ يموت؟ اوكي نعديها. طيب إذا كانت الاستجوابات للتكسب السياسي، علي رأي صحافة «هياتم»، لماذا لم تظهر يا سمو الرئيس ولو مرة واحدة في برنامج تليفزيوني حواري؟ صعبة؟ طيب، ما رأيك بمؤتمر صحفي تعقده كل أسبوع، أو كل شهر، أو كل سنة مرة؟ نريد رؤيتك وأنت ترد علي أسئلة الصحفيين. أو خلاص يا سيدي، تحدث بمفردك أمام الكاميرات، لكن من غير ورق لو تكرّمت. اظهر علي الشاشة وقل أي شيء، قل «أحبكم» أو قل «الصلاة علي النبي» أو «يا حبيبي يا الضبعة»، أو علي الأقل اعمل «تيست مايك» وامسك الميكروفون وقل: «الو الو ون تو ثري الو بسم الله الرحمن الرحيم ون تو ثري» ثم احدفنا بالمايك وغادر القاعة. الله يخليك يا سمو الرئيس نريد ان نعرف «توناليتي» صوتك، نبرة صوتك. طيب نحن مش قدّ المقام؟ ماشي، اطلع في فضائيات مصر الشقيقة أو اليمن الشقيقة أو هولندا الشقيقة أو أي شقيقة علي سطح الكوكب، سألناك بالله اطلع علي أي فضائية وسمّعنا صوتك قبل أن نموت. سموّ الرئيس اختنقنا وسنكحّ، وستُفاجأ وأنت تسير في الشوارع بالشعب كله يكح ويتشقلب ويكح ويتشقلب.
وقبل أيام وصلني «إيميل» من أحد القراء كتب فيه: «يقول أنصار سموّه إنه يتحدث أربع لغات؛ العربية والإنجليزية والفرنسية والفارسية"، ونحن نقول: «فليتحدث بأي لغة شاء، وسنتحمل نحن راتب المترجم، المهم أن يتحدث». وفي السابق كانت المعارضة واضحة والموالاة للحكومة واضحة، قبل رئاسة سموّه، ومنذ أن تولي سموّه الأمور ساحت الألوان علي بعضها. حتي محاميه، الذي يتحدث الآن عن الشجاعة، كان معارضاً، لكنه لم «يوفّق»، وبعدما أعلنت المنظمات العالمية أن «الكويت أصبحت أكثر دول الخليج فساداً»، أكرر «دول الخليج لا دول شمال أوروبا»، تحوّل صاحبنا المعارض إلي محامٍ للرئيس يطارد زملاءه الكتّاب، ويتحدث عن الشجاعة، هاهاها. ولو عطسَ مواطن عابر سبيل لرفع عليه المحامي الشجاع دعوي قضائية بتهمة «العطس في اتجاه قصر سموّه». الله يحفظ سموّه.