الخريطة ليست المنطقة
عندما سمعت تلك الجملة لاول مرة استوقفتنى لبعض الوقت لفهم معناها
رغم عدد كلماتها لا يتجاوز 3 احرف لكنها غير عادية
كلما كانت الخريطة أغنى وأقرب إلى الواقع كلما كان صاحبها أكثر إدراكا ومن ثم أفضل تصرفا.
ف خريطة القاهرة ليست هي القاهرة
الخريطة قد تكون قديمة أو غير دقيقة.. كما أنها حتما ليست القاهرة نفسها!
حد فاهم حاجة ؟ ركز وخليك معايا للاخر
إدراكك للواقع ليس هو الواقع
لو كنت تظن أن الحياة سيئة. فمعنى هذا أن خريطتك (اعتقادك) تقول
إن الحياة سيئة.. وليس معنى هذا أن الحياة نفسها سيئة
الخريطة ليست المنطقة ليست كلمة من فراغ
أهم فرضيات البرمجة اللغوية العصبية
الخريطة هي ما ندركه لموقف معين اما المنطقة فهي الحياة ,بمعنى ان حياتك تتغير بتغيرادراكك للمواقف
فالآنسان يمربتجارب وخبرات وهذه التجارب والخبرات هي مايدركه الانسان ويتصرف بناءً عليه , فعند فقد وظيفه قد يتحسر الانسان ويندم ولكن بمجرد حصوله على وظيفه اخرى
نجد انه نجح فيها واستطاع ان يتجاوز ما مر به من حسرة وندم وقد يشكر تلك التجربة ولذلك يجب على الانسان عند مروره بتجربة ان يتوقف قليلا ويفكر ويسأل نفسه هل من الممكن ان تكون هذه التجربة وسيلة لتغيير نظرته وطريقة تفكيرهوهل هي نافعة او ضارة قبل ان يتوقف عند هذه التجربة ولايتجاوزها وهنا يمكننا ان نقول غير الخريطة وبالتالي تتغير حياتك
_>_الشرح المفصل لفرضية الخريطة ليست المنطقة
اولا – الخريطة الذهنية :
تفترض البرمجة اللغوية العصبية أن لكل واحد منا خريطة خاصة به في ذهنه تميزه عن غيره تسمى الخريطة الذهنية وهذه الخريطة تمثل العالم المحيط بنا من وجهة نظرنا نحن و تتكون هذه الخريطة من مجموع الأفكار و القيم و المعتقدات والخبرات التي تشكلت لدينا من المعلومات التي وصلت إلينا من خلال الحواس الخمس والتي تعتبر نافذتنا على العالم الخارجي المحيط بنا .
و هذه المعلومات التي تشكل الخريطة الذهنية قد تكون صحيحة أو خاطئة وقد تكون حقيقية أو خيالية (افتراضات) ولكنها في النهاية هي التي تحدد سلوكياتنا وأفعالنا وهي التي تحدد حكما على الاحداث .. وبالتالي تشكل الشخصية الفريدة لكل واحد منا .
فمثلا لو طلبت منكم التدقيق في هذه الصورة ما لمدة دقيقة ثم كتابة انطباعكم العام عنها .
فمن المؤكد أن كل شخص منكم سيكون له تصور خاص ومفهوم مختلف لهذه الصورة . طب واحد ممكن يطلع ويقولى فين الصورة دى حقوله الخريطة ليست المنطقة طب ليه؟ لان الصورة فى اول الموضوع
وحتى تكون النتيجة قابلة للقياس سنضع 3 أسئلة محددة للإجابة عليها ..
- ما الفكرة العامة في نظرك لهذه الصورة ؟
- ما هو أكثر شيء لفت انتباهك فيها ؟
- لو طلب منك تلخيص أفكارك ومشاعرك وانطباعك عن هذه الصورة في كلمة واحدة فما هي ؟
(مثال : التفاؤل .. الهدوء .. الانسجام .. الخ)
لا شك أن نظرتنا للصورة ستختلف عند كل منا
إذا فلكل منا خريطة ذهنية خاصة به يستطيع بها القياس والحكم على الأشياء والإحداث .
ثانيا : كيف نتعلم؟
أو بعبارة أخرى ..
كيف تتكون الخريطة الذهنية لدينا ؟
بداية فان إدراكنا للأشياء يتم بواسطة الحواس الخمس وما نجمعه من معلومات عن طريقها , فهي كما تعلمون نافذتنا على العالم الخارجي ..
ثم يقوم العقل بعد ذلك بترشيح هذه المعلومات وتنقيتها ويقوم كذلك بتفسير خبراتنا الجديدة المكتسبة بناء على معتقداتنا واهتماماتنا وطريقة تنشئتنا وأخيرا حالتنا الذهنية وذلك حتى تتناسب مع ما نعلمه من معلومات و خبرات سابقة ...
وباختصار فان العقل يقوم بعدة عمليات (التعميم والحذف والتشويه .. الخ) لاستخلاص نتيجة محددة (فكرة) من أي تجربة أو حدث نقوم به.
وهذه النتيجة (الفكرة) تُضم لاحقا للخريطة الذهنية الخاصة بنا والتي تنتج عنها أفعالنا وسلوكنا العام الذي نقوم به .
وتسمى هذه العمليات التي يقوم بها العقل بالمرشحات (Filters ) التي ترشح وتنقي المعلومات التي نحصل عليها من الحواس ولكل منا مرشحاته الخاصة فنفس التجربة قد لا تعني نفس الشيء للجميع ولهذا يختلف البشر في سلوكهم وردود أفعالهم المختلفة تجاه نفس التجربة .. ومنها أن يرى بعضنا نصف الكوب فارغا والبعض الأخر يرى نصفه ملآن .
ولكننا نشترك جميعا في بعض هذه المرشحات وهي :
التعميم
الحذف
التشويه
ولتوضيح فكرة هذه المرشحات أكثر فهي تعمل عمل المصفاة المستخدمة في صنع الشاي
فنحن نقوم بوضع الماء الساخن ومعه السكر وبودرة الشاي السوداء وبعد أن يتم عمل الشاي نصفيه بواسطة المصفاة من المواد التي لم يعد لها لزوم كبودرة الشاي وباقي السكر المتكتل في أسفل الإبريق .
وبنفس الطريقة تعمل مرشحات العقل .. وما يتبقى بعد عملية الترشيح من معلومات يضاف للخارطة الذهنية كما قلنا .
ومن خلال ما سبق ذكره يتبين لنا أن أن حياتنا هي ثمرة أفكارنا , يقول علماء النفس :
" إن أعظم شيء يمتلكه الإنسان في الحياة هو الأفكار , وفكر الإنسان هو الذي يحركه ويوجهه إما إلى النجاح وإما إلى الفشل"
وفي الحقيقة فان فكر الإنسان مثل الكمبيوتر يعتمد على المعلومات التي تغذي بها هذا الجهاز
فان غذيته بمعلومات وأفكار ذات قيمة أعطاك مخرجات ذات قيمة والعكس صحيح .
تفكير ايجابي --> قناعان وعقيدة ايجابية --> مشاعر وانفعالات ايجابية --> سلوك ايجابي
وأيضا تفكير سلبي --> قناعان وعقيدة سلبية -->مشاعر وانفعالات سلبية --> سلوك سلبي
وقديما قيل :
راقب أفكارك لأنها تصبح كلمات
وراقب كلماتك لأنها تصبح أفعال
وراقب أفعالك لأنها تصبح عادات
وراقب عاداتك لأنها تصبح مصير
إذا .. فإذا كان لديك عادة سيئة أو سلوك سلبي تريد التخلص منه فأنت تعلم من أين يبدأ التغيير انه يبدأ من أفكارك .
وصدق الله العظيم اذ يقول :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
ثالثا : إلية إصدار الأحكام :
من المعروف إن الناس عادة يصدرون إحكامهم على الأمور بناء على معلوماتهم وتجاربهم السابقة . فإذا لم تكن لك معلومات عن شي ما أو تجربة سابقة فانك ستقف حائرا إمام هذا الشي ولن تستطيع بأي حال من الأحوال على أن تحكم عليه من جميع النواحي.
فالمهندس أو المدرس لا يستطيع أن يحكم على صحة وصفة الطبيب إلا إذا كانت عنده معلومات كافية لذلك أو تجربة سابقة. وينطبق نفس الشي على الطبيب الذي يريد بناء منزله الخاص فانه يستعين بالمهندس المعماري لعمل الخرائط اللازمة وهو لن يستطيع الحكم على صحة وجودة هذه الخرائط ما لم تكن عنده بعض المعلومات الهندسية أو تجربة سابقة.
وينطبق نفس الشي في جميع نواحي الحياة ... فجميع الإحداث التي تحصل لنا وللآخرين فهي لا تخلو من احدي الحالات التالية:
- حالة عندنا معلومات سابقة عنها ومخزنة في عقلنا الباطن فنحكم على هذه الحالة من خلال المعلومات المتوفرة لدينا.
- حالة لدينا تجربة سابقة عنها فنقوم بكل بساطه بالحكم عليها من خلال تجربتنا الشخصية بغض النظر عن ظروف هذه التجربة.
- حالة جديدة وليست لدينا أي معلومات عنها أو تجربة سابقة فلا نستطيع أن نحكم عليها.
رابعا – لماذا نختلف :
لعل من الواضح الآن لماذا نختلف فرويتنا وحكمنا للأشياء تنبع من معلوماتنا نحن ومن تجاربنا السابقة نحن.
فأنت لا تحكم على الأحداث من خلال تجربتي أو من خلال تجربة الآخرين بل تحكم عليها من خلال تجربتك أنت ومن خلال ما قد خزنت سابقا من معلومات.
إن جميع خبراتنا ومعلوماتنا عن العالم المحيط بنا ما هي إلا تصور شخصي خاص بكل واحد منا وقد ساهم في تشكيل ذلك التصور ما يعترينا من ضعف بشري كمحدودية الحواس ومرشحات الاستقبال واختلاف الطباع أو الشخصية من فرد إلى أخر. ويمكن القول إن هذا التصور للعالم الذي نحمله في أذهانا يمثل انعكاس صورة ذلك العالم الحقيقية في أذهاننا وليس ذلك العالم الحقيقي نفسه. فالخريطة الذهنية عن العالم المحيط بنا تختلف تماما باختلاف تجاربنا ومعلوماتنا فخريطتي الذهنية بالتأكيد تختلف عن خريطتك وخريطة الآخرين .... قد تتشابه خرائط البعض في بعض الأشياء ولكنها لا تتطابق ابدا فلا بد من وجود اختلاف ما.
إذا .... اختلاف الخرائط هو الأصل وليس من الضروري إن يتفق كل الناس على كل الأشياء بحال من الأحوال فالخريطة ليست هم المنطقة.
وخاتما :
لكل منا خريطته الخاصة التي يقيس بها ويحكم على الإحداث من خلالها ولذلك فكل شخص يشاهد هذا العالم من خلال خريطته الخاصة.
إن كمية وجودة المعلومات التي تصل إلينا عن طريق الحواس الخمس تعتمد على سعة وطاقة الاستيعاب لتلك الحواس لأنها هي الطريق التي تحمل المعلومات إلينا. وبما أن تلك الحواس محدودة ومتفاوتة قي القوة والضعف من شخص لأخر بحسب طبيعتنا التي فطرنا الله عليها فان المعلومات والمواقف التي نحتفظ بها ونخزنها في سجل التجارب والخبرات عندنا محدودة ومختلفة من شخص لأخر.
وبعد معرفتنا عن محدودية قنوات التعلم عندنا كبشر وحاجتنا إلى تخير ما نحتاج من معلومات من الكم الهائل من المعارف والإحداث التي تدور حولنا – بينا بعض الآليات عندنا وهي حواسنا الخمس كبشر عاديين ويلي ذلك بقية المرشحات ( الحذف – التعديل – التحريف ). إذا فلكل منا حدود معينه في تلقي (المعلومات والخبرات) واختزانها لا وبل لكل منا أيضا حدود في استرجاعها وقياسها.
إذا ألا نري بوضوح أن الاختلاف هو الأصل؟
ألا تري أن الحياة ستكون أكثر راحة ومتعه إذا وضع كل واحد منا نصب عينيه أن الخريطة ليست هي المنطقة وان كلام الإنسان صوابا يحتمل الخطأ ولابد من تقدير وجهة نظر الآخرين حتى لو اختلفوا معنا .... فبكل بساطه الخريطة ليست هي المنطقة.
من ضمن المراجع
1-كتاب البرمجة اللغوية العصبية من الخريطة إلى الكنز للمهندس سلمان عبيد الشهراني.
2- كتاب البرمجة اللغوية العصبية وفن الاتصال اللامحدود للدكتور ابراهيم الفقي.
3- كتاب أسلوب البرمجة اللغوية العصبية لجوزيف اوكنر و ايان ماك دير موت
واخيرا
_غيّر الخريطة؛ كي ترى العالم بشكل أصحّ.. فقد يكون العيب في خريطتك نفسه
منقول