رصد الأهرام المسائي لحظة بلحظة وفي مغامرة جديدة فوق الارض وتحت الماء وقائع كارثة بيئية تتعرض لها الشعاب المرجانية
بالقرب من شواطئ الغردقة وسفاجا والقصير. المغامرة التي خاضها الأهرام المسائي اكدت قيام مافيا تجار الخردة بتدمير مساحات كبيرة من الشعاب المرجانية جراء استخراج السفن والمعدات الغارقة في مياه البحر الاحمر نتيجة استخدام آلات جر عملاقة في استخراج السفن والمعدات الي الشاطئ وتقطيعها بعد جرها من اعماق تتراوح ما بين35 الي40 مترا تحت الاعماق ويتم بيعها بالكيلو لمصانع الحديد.
وتكشفت مفاجأة بحصول هؤلاء التجار علي تراخيص من محافظ البحر الأحمر تسمح لهم بالغوص واستغلال الشواطئ في عمليات التقطيع اضافة الي استخدام ماكينات جر قوية تدمر كل ما تطوله السفن والمعدات من شعاب مرجانية.
وتبدأ عمليات الاستخراج والتقطيع من الساعة الخامسة صباحا وحتي السابعة مساء امام اعين المسئولين ويجري الاتفاق عن طريق مناقصة يحضرها جميع التجار ثم البيع تحت الماء بعد التقدير عن طريق الغواصين من جانب صاحب السفينة الغارقة او الشخص الذي حدد مكانهـــا وتبدأ بعد ذلك عمليات الجر الي الشاطئ في مناطق محددة امام سواحل الغردقة.
وقال احد عمال التقطيع ان تجار الخردة تمكنوا من الحصول علي تراخيص من الدكتور مجدي القبيصي محافظ البحر الاحمر علي استخراج السفن والمعدات الغارقة وتقطيعها ولفت الي ان الحصول علي موافقة المحافظة في استخراج السفن والمعدات الغارقـة توقف منذ عشرات السنين.
واضاف ان تجار الخردة الكبار يحققون مبالغ مادية ضخمة من عمليات التقطيع والبيع بالكيلو.. مؤكدا انهم يستخدمون معدات نارية وكهربائية ومواد متفجرة في عمليات الفك والتقطيع. قال الدكتور منتصر علي محمود ـ شاهد عيان علي عمليات استخراج السفن ـ ان ما يقوم به تجار حديد الخردة في مياه البحر الاحمر يمثل كارثة بيئية خطيرة علي مستقبل الشعاب المرجانية وتساءل كيف اعطي محافظ البحر الاحمر تجار الخردة تراخيص بتدمير الشعاب المرجانية ولماذا؟
مضيفا ان السفن الغارقة تمثل قيمة مضافة للبحر الاحمر وان الشعاب المرجانية لاتنمو إلا علي البيئات الصلبة.
واكد مصدر مسئول بوزارة البيئة بالغردقة ان استخراج السفن من اعماق يهدد بالقضاء علي الشعاب المرجانية في سواحل الغردقة وسفاجا والقصير في فترة لاتتجاوز العامين وارجع ذلك الي خطورة عمليات الجر واستخدام الادوات الكهربائية في التقطيع تحت الماء.