بتـــــاريخ : 7/25/2008 12:18:20 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1184 0


    التبول اللاإرادي يحد من أنشطة الأطفال .

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : د. إبراهيم بن حسن الخضير | المصدر : www.almostshar.com

    كلمات مفتاحية  :
    طفل


    التبول اللاإرادي يحد من أنشطة الأطفال .

     

    د. إبراهيم بن حسن الخضير .

      

    التبول اللاإرادي ربما يكون واحداً من المشكلات السلوكية التي تقلق الوالدين، خاصة أن هناك كثيراً من الآباء والامهات لا يعرفون ما هذه المشكلة، وما حجمها، وما اسبابها، ومتى يكون الامر طبيعياً ومتى يكون غير طبيعي.. وكذلك متى يطلبون المساعدة وهل هناك علاج لهذا الاضطراب.
    يقدر عدد الاطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي بين 15 - 20 بالنسبة للاطفال الذين هم في سن الخامسة ويقل هذا الامر حتى يصل إلى 5٪ عندما يصل الطفل إلى سن العاشرة، ولكن قد يستمر هذا الامر حتى سن السابعة عشرة عند نسبة قليلة من الاطفال.

    يحدث هذا الاضطراب في كلا الجنسين غير ان نسبة حدوث هذا الاضطراب تزيد بين الاطفال الذكور عنه بين الاناث، حيث تكون النسبة 2 إلى 3، الإناث إلى الذكور.

    يتميز هذا الاضطراب بإفراغ المثانة اثناء النوم في الليل او حتى في النهار، حيث يبلل الطفل فراشه بالبول، مما يصبح محرجاً له وكذلك لأهله، وربما أصبح موضع سخرية من قبل اشقائه واذا عرف عنه في المدرسة او الشارع فإنه قد يصبح موضع سخرية شديدة من قبل اقرانه. وتزداد نسبة الاحراج كلما كان عمر الطفل أكبر. فالطفل في سن الخامسة أقل حرجاً من الطفل الذي يعاني من التبول اللاإرادي وهو في الخامسة عشرة او السابعة عشرة.


    التبول اللاإرادي يؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير، ويحد من انشطته العلمية والعملية والاجتماعية. فكثير من الاطفال يحجمون عن الاشتراك في الرحلات المدرسية او الانشطة الكشفية المدرسية اذا كانوا يعانون من هذه المشكلة، كذلك فإن كثيراً من الاطفال الذين يعانون من هذه المشكلة لا يجرؤون على قضاء ليلة في زيارة اقاربهم وإذا حدث وذهبوا فإن الامر يكون محرجاً لهم بصورة كبيرة وبعضهم يرفض رفضاً قاطعاً قضاء ليلة والمبيت عند الاقارب مهما كانت درجة القرابة، حيث يخشون العواقب وافتضاح الامر.

    كما ان هذه المشكلة تلقي بظلالها على نفسية الطفل وثقته بنفسه بشكل كبير، ويشعر بأن هذا الأمر عيب، واحياناً يشعر بأن هذا الفعل نتيجة خطأ منه شخصياً فيلوم نفسه كثيراً، مما قد يدفع بعض الاطفال الى الوصول إلى مرحلة الاكتئاب المرضي، خاصة اذا كان الاهل لا يعرفون معنى هذا الاضطراب، بل ويزيدون الطين بلة بالتوبيخ والتقريع وتحميل الطفل نتيجة هذا الفعل مما يجعله في حيرة من امره. خاصة اذا بدأ يكبر، وكان لديه اشقاء صغار لا يعانون من هذه المشكلة، ويبدأ الأهل في مقارنة هذا الطفل الذي يعاني من التبول اللاإرادي بإخوته الصغار، وربما اطلقوا عليه اوصاف سيئة، ويصبحون يعيرونه دوماً بهذا السلوك المرضي، ويجعلونه يشعر بتأنيب الضمير والحزن وعدم مساواته باقرانه.

    يتميز هذا الاضطراب بأنه غير طبيعي بالقياس الى عمر الطفل العقلي وليس نتيجة لعدم التحكم في المثانة بسبب أي اضطراب عصبي او مرض الصرع او اي عيب خلقي في مجرى البول.

    قد يحدث التبول اللاإرادي منذ الولادة او قد يظهر بعد فترة من التحكم المكتسب في المثانة.

    لا يوجد حد فاصل واضح بين الاختلافات الطبيعية في سن اكتساب التحكم في المثانة واضطراب التبول اللاإرادي، ومع ذلك فإنه في العادة لا يتم تشخيص التبول اللاإرادي في طفل اقل عمراً من خمس سنوات او يقل عمره العقلي عن اربع سنوات. اما اذا صاحب التبول اللاإرادي اضطراب مشاعر او سلوك (آخر) ما، فإن التبول اللاإرادي يعد عادة التشخيص الاولي فقط اذا حدث الإفراغ اللاإرادي للبول عدة مرات على الاقل في الاسبوع.

    يصاب الاطفال أحياناً بالتبول اللاإرادي بصورة عابرة كنتيجة لالتهاب المثانة او كثرة التبول (مثل حالات السكر) ولكن لا يمثل ذلك تفسيراً كافياً للتبول اللاإرادي الذي يستمر بعد ان يكون الالتهاب قد تم شفاؤه. ويحتمل ان يكون التهاب المثانة ثانوياً للتبول اللاإرادي وان يحدث التهنات في مجرب البول (خاصة في الفتيات) كنتيجة للبول المستمر.

    كما أسلفنا فإن هذا الاضطراب يكثر بين الاولاد الذكور، وفي بعض الابحاث الميدانية التي اجريت في بعض دول الشرق الاوسط كانت نسبة انتشار التبول اللاإرادي اكثر بين طلاب المدارس الحكومية وبين اطفال الطبقات الدنيا (الفقيرة) في المجتمع، وعادة يكون المرضى بهذا الاضطراب من ذوي الذكاء المتوسط أو الاقل من المتوسط.

    كثيراً ما يحجم الوالدان عن عرض طفلهم على الاطباء الا بعد فترة طويلة، وذلك نتيجة للخجل من الافصاح عن طبيعة المرض. ويأتي معظم الاطفال للعلاج بين سن الثامنة وسن الحادية عشرة. لهذا الاضطراب اهمية كبيرة في تكوين الشخصية إذ إن التحكم في التبول والتبرز من اول الصراعات بين الغرائز البدائية ومذاهب اللذة وبين حاجات وتقاليد المجتمع ومذهب الواقع، فإذا فشل الفرد في حل هذا الصراع نتج اضطراب واضح في الشخصية يعرض الطفل أو الفرد عند النضوج لعدة أعراض عصابية وعادة ما نجد أن أحد الوالدين وبعض الاخوة قد اصيبوا بنفس المرض في طفولتهم، مما يدل على أهمية العامل الوراثي وأثره.

     

     

     

     

     

    المصدر : صحيفة الرياض ، العدد : 13920 .

     

    كلمات مفتاحية  :
    طفل

    تعليقات الزوار ()