القاهرة: كشفت مصادر صحفية مطلعة ان مدبري محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995 كانوا يتنقلون بحرية في إيران تحت علم الحرس الثوري الإيراني الذي كان يوفر لهم الحماية الأمنية.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن قيادات أصولية بريطانية قولها "بعض قيادات الجماعة الإسلامية الذين دبروا محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا كانوا يعيشون في إيران يخرجون منها بأمان ويدخلون إليها بأمان أيضا تحت علم الحرس الثوري الإيراني الذي كان يوفر لهم الحماية الأمنية".
وأوضحت " أن مصطفى حمزة أمير الجماعة الإسلامية المصرية والعقل المدبر لمحاولة اغتيال الرئيس المصري والذي اعتقل في السودان ورحل إلى مصر كان يتنقل بين إيران وسوريا والسودان بجواز سفر سوداني.
وتابعت المصادر "لا يزال محمد الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981 يعيش مع أولاده وعائلته في إيران" ، فيما أكدت قيادات أصولية أن عددا من زوجات الإسلاميين المصريين المحتجزين في إيران تحت الإقامة الجبرية عادوا إلى القاهرة.
وجدير بالذكر أن طهران قامت بتسليم مصطفى حمزة إلى مصر عام 2004 مقابل تسهيلات ستحصل عليها إيران لإنشاء مراكز ثقافية في مصر بالإضافة للمعلومات الأمنية التي ستتلقاها عن معارضين من مجاهدي خلق بعضهم يعيش في حماية الأمن المصري.
ويعتبر مصطفى حمزة القيادي الأبرز في الجماعة الإسلامية، وكان قد اتهم في قضية اغتيال الرئيس المصري السابق السادات في1981 وتم توقيفه وقتئذ لـ3 سنوات ليعتقل مرارا بعد ذلك إلى أن هرب إلى أفغانستان ، وصعد عتبات التنظيم بسرعة فائقة ليشرف على تدريب العناصر الوافدة من مصر إلى معسكرات "الجماعة الإسلامية" في أفغانستان.
وكانت قد صدرت بحقه 3 أحكام بالإعدام في قضية "العائدون من أفغانستان" في 1992، وفي قضية محاولة اغتيال وزير الإعلام المصري صفوت الشريف في1993، وفي قضية "أحداث المنيا" في1997.
وكان الرئيس مبارك تعرض في يونيو/حزيران من عام 1995 لمحاولة اغتيال في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا ، قبيل انطلاق القمة الـ31 لمنظمة الوحدة الأفريقية .
ووقعت المحاولة عندما استقل الرئيس مبارك سيارة من مطار أديس أبابا إلى المدينة وبعد ان قطعت مسافة 700 متر ظهر مجموعة من المسلحين ، الذي قاموا باطلاق الرصاص و القنابل فى اتجاة موكب الرئيس المصرى الذي كان يرافقه مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان والذي صمم أن يستعين الرئيس في رحلته الإفريقية بسيارات مصفحة ، الأمر الذي كان يرفضه مبارك.
وأمر الرئيس مبارك فورا بعد الهجوم سائق السيارة بالاستدارة سريعا والعودة إلى أرض المطار .
ورقة رابحة
وقال مسئولون في الاستخبارات الأمريكية "سي إي اية" أن نشطاء تنظيم القاعدة المعتقلين في إيران منذ سنوات بدأوا في التحرك بهدوء في الدخول والخروج سرا من طهران ، وهو ما آثار التكهنات بأنها محاولة من جانب الجمهورية الاسلامية لتخفيف قبضتها على الجماعة الإرهابية حتى تتمكن من تجديد صفوفها للاستفادة منها لاحقا في حالة التصعيد في المنطقة.
ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر إيرانية دون الكشف عن اسمها "استخدام عناصر القاعدة يأتي في إطار لعب إيران بكل الأوراق التي يمكن أن تسبب إيذاء لأمريكا في المنطقة وتعجل بخروجها ، بعد أن استخدمتهم ببراعة في العراق وأفغانستان".
وأضافت المصادر "على الرغم من عدوانية النظام الإيراني الشيعي ضد الجماعات المتطرفة السنية فإن العلاقة بين الجانبين تقوم على وجود عدو مشترك وهو الولايات المتحدة".
وكانت العلاقة بين إيران و"القاعدة" مغلفة بالغموض منذ الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001 عندما فر زعماء "القاعدة" إلى إيران واعتقلوا هناك.
قلق أمريكي
ويقول مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أن القلق الأكبر يتمثل في إقدام إيران على تخفيف قبضتها على عناصر مجلس إدارة "القاعدة" الذي يضم أخطر الشخصيات ومنهم سيف العدل، المصري المولد وهو واحد من أكثر الشخصيات المطلوبة لدى مكتب المباحث الفيدرالية لصلته بتفجيرات السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998.
وتضم قائمة أعضاء "القاعدة" المعتقد وجودهم في إيران أبو حفص، وهو موريتاني ومستشار بن لادن الذي عاونه في تشكيل تنظيم القاعدة في صورته الحديثة عبر دمج الجماعة التي تزعمها بن لادن مع جماعة "الجهاد الإسلامي" بقيادة أيمن الظواهري.
وقد ألقي القبض في إيران على أبو سعيد المصري، الذي تولى لفترة طويلة منصب المسؤول المالي الأول بالتنظيم ، كما ألقي القبض أيضا على سليمان أبو غيث، المتحدث الرسمي باسم بن لادن، ومصطفى حامد، المسؤول عن التدريب داخل "القاعدة" ويتسم بسجل في مجال الإرهاب يعود لعقود طويلة.
كما فرضت الإقامة الجبرية على العديد من أفراد أسرة بن لادن. وكانوا جميعا قد فروا إلى إيران بعد انقسام المجموعة المشكلة للب "القاعدة" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.
وقد وجه بن لادن بعض المقربين منه إلى المنطقة الحدودية الجبلية مع باكستان ، وقاد سيف العدل الآخرين إلى داخل إيران، التي سمحت في السابق لأعضاء "القاعدة" بالمرور بأمان عبر أراضيها.
وعام 2003، ألقت إيران القبض على عناصر "القاعدة" واحتجزتهم بهدف استغلالهم كورقة مقايضة مع الولايات المتحدة ولضمان عدم التعرض لهجوم من جانب "القاعدة" من ناحية أخرى.