الرئيس مبارك
تناول عدد من وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية العالمية خطاب الرئيس حسنى مبارك، فى مناسبة عيد العمال، الذى تم تأجيله لحين تعافى مبارك من العملية الجراحية التى أجراها مؤخرا، حيث اهتمت معظم تلك المواقع بحديثه إلى المعارضة، ومطالبته إياها بعدم الاكتفاء بالقول، والاعتماد على الأفعال.
هيئة الإذاعة البريطانية BBC أبرزت التحذيرات التى وجهها مبارك إلى قادة المعارضة، من "مخاطر الفوضى فى محاولاتهم إحداث إصلاحات وتغييرات فى البلاد"، وذلك خلال أول خطاب مباشر له منذ عودته إلى مصر من رحلته العلاجية فى ألمانيا، مشيرة إلى أن مبارك تحدى المعارضة بتوضيح برنامجها السياسى، كما أضافت أن هناك شكوكا كانت قد أثيرت حول صحة الرئيس مبارك، وانتشرت تساؤلات حول قدرته على التقدم للانتخابات الرئاسية المقبلة.
كما تحدثت عن المظاهرة التى نظمها نواب من المعارضة وأعضاء من الحركات المطالبة بإلغاء العمل بقانون الطوارئ وإجراء إصلاحات دستورية.
وتناولت وكالة أنباء رويترز الخطاب، حيث قالت إن "مبارك وجه حديثه إلى مطالبين بالتغيير السياسى فى بلاده، وقال إنهم بحاجة إلى تقديم ما هو أكثر من الشعارات، كما وعد بالوقوف إلى جانب العمال"، ولكنها أشارت إلى أنه "لم يبد أى مؤشر على الاستجابة لمطالب برفع الحد الأدنى للأجور"، رغم تأكيد وقوفه بجانب العمال.
ونقلت رويترز تصريحات مبارك التى قال فيها إن "الاستثمار واستمرار النمو الاقتصادى سيوفر مستوى أفضل للمعيشة"، مضيفة أن ذلك يأتى فى الوقت الذى تتنامى فيه شكاوى العمال فى مصر. ونشرت تصريح مبارك الذى قال فيه "إننى أقول لعمال مصر سوف تجدوننى دائما بجانبكم حافظا لعهدى معكم."
وأشارت رويترز إلى أن مبارك يواجه استياء متناميا فى مصر بعد 29 عاما من توليه السلطة، حيث تعد مصر أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان، ولكن لا يصل فيها النمو الاقتصادى السريع إلى كثيرين بين ملايين الفقراء الكادحين، وفقا لما ذكرته رويترز.
وأوضحت أن الرئيس مبارك لم يعلن إن كان سيرشح نفسه فى الانتخابات للفوز بولاية سادسة فى الرئاسة، وأضافت "وإذا لم يرشح مبارك نفسه يتوقع الكثير من المصريين أن يخوض انتخابات الرئاسة ابنه جمال أو عضو فى المؤسسة السياسية والعسكرية فى البلاد".
وتناولت BBC ورويترز فى نفس التقرير الاحتجاجات والمظاهرات التى تحدث فى مصر حاليا، حيث قالت رويترز إن "اعتصام بعض العمال أمام البرلمان المصرى منذ أسابيع، هو تحرك جديد فى بلد يحظر قانون الطوارئ المفروض فيه منذ عقود إلى حد كبير أشكال المعارضة الشعبية فى الأماكن العامة".
وأضافت BBC "القاهرة شهدت الاثنين مظاهرة نظمها نواب معارضون وأعضاء حركات للمطالبة بإلغاء العمل بقانون الطوارئ، وإجراء إصلاحات سياسية ودستورية، حيث تجمع نحو مئة وخمسين شخصا أمام مسجد عمر مكرم فى ميدان التحرير وسط القاهرة للقيام بمسيرة حتى مقر مجلس الشعب، الواقع على بعد عشرات الأمتار"، وأن تلك المسيرة السلمية جاءت على خلفية جدل ثار فى مصر مؤخرا بشأن تصريحات نسبت إلى نائب فى البرلمان عن الحزب الوطنى، يطالب فيها رجال الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين.
كما تحدثت رويترز عن المنافسين السياسيين على ساحة الانتخابات الرئاسية فى مصر، وقالت إن "جماعة الإخوان المسلمين المحظورة من الناحية الرسمية تعتبر أكبر فصيل معارض فى مصر، ولكن لا ينظر إليها على أنها تمثل تحديا حقيقيا لمبارك"، مضيفة أن "الأنظار تتجه إلى محمد البرادعى المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة كمرشح بعيد الاحتمال، إذ لم يتضح ما إذا كان سيسمح له بخوض الانتخابات".