بتـــــاريخ : 7/25/2008 11:02:40 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 787 0


    تدخين الطلاب بداية لسلوكيات غير مرغوبة .

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أ. روحي عبدات | المصدر : www.almostshar.com

    كلمات مفتاحية  :


    تدخين الطلاب بداية لسلوكيات غير مرغوبة .

     

    أ. روحي عبدات  .

     تعتبر النمذجة من أهم أسباب التدخين عند طلاب المدارس، حيث يميل الطالب إلى تقليد من هو أكبر منه لأنه يعتبره قدوته ومثله الأعلى، فالأب في البيت يدخن والمعلم في المدرسة يدخن، حينها فالمعلم ينهى عن سلوك ويأتي بمثله فيكون من الصعب عليه إقناع الطالب بمضار التدخين، وذلك عدى عن القدوة والنماذج التي يراها الطالب في التلفزيون والأفلام والفنانين الذين يعتبرون قدوته ومثله الأعلى، وتلعب الدعايات الإعلامية سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة حيث اثبتت الدراسات اهميتها في رفع مستوى الدافع لدى الطلاب للتدخين، والمشكلات الأسرية قد تكون أحد الأسباب لممارسة عادة التدخن لدى الطلاب الذين يعانون عدم الاستقرار الأسري مما يدفعهم لممارسة التدخين ظناً منهم بجدواه للتخفيف من الضغوط النفسية، وتوفر الدخان في اغلب المحلات التجارية سواء كان ذلك بالجملة أو التجزئة التي تعين الطالب على الحصول عليها بثمن قليل.

    من أسباب التدخين أيضاً عند الطلاب هو الميل لإثبات الذات، فمرحلة المراهقة فيها الكثير من تقليد لارجال وهي منعطف نجو مرحلة الرجولة التي يصبو لها الطالب المراهق ويتمنى أن يصلها، فيميل إلى التدخين بصفته سلوك يقوم به الرجال المستقلين والقادرين، والاعتقادات الشخصية لدى الطلاب عن التدخين بأنه مفيد أو انه يرفع من شأن المدخن عند الآخرين أو انه مفيد لمواجهة الظروف الصعبة يزيد من نسبة المدخنين، إضافة إلى الدافع نحو المغامرة والاستكشاف وخوض التجارب، فالطالب يريد أن يجرب بغض النظر عن النتائج وبغض النظر عن قناعته بمساوئ التدخين، ويلفت نظره أي شيء جديد من حوله.


    إضافة إلى أن كل ممنوع مرغوب فيميل إلى استكشاف هذا الممنوع وتجريبه، خاصة أن هناك جزء ممن حوله يدخنون ويغرونه بالتدخين، فيقع أمام خيارين إما أن يثبت لهم أنه رجل وقادر على التدخين أو الابتعاد عن التدخين وينظرون له أنه خائف أو جبان أو لا يتمتع بسمات الرجولة.

    أما آثار التدخين عند الطلاب فتشعره باللامبالاه بدروسه وواجباته المدرسية، وهمه الوحيد هي حياة أخرى بعيدة عن المدرسة وعالم الدراسة وهي مرتبطة بعالم الأقران وحياتهم الخاصة التي يصبو لها، حيث ينفق الطالب مصروفه اليومي على شيء غير مفيد ومثمر، ويتحول إلى مجرد لاهث عن السيجارة، والرائحة الكريهة التي تصدر منه قد تبعد الآخرين عنه.


    إضافة إلى أمر آخر مهم للغاية وهو محاولة الطالب المدخن إخفاء هذا الأمر عن أسرته ووالده، لعلمه أنه اقترف شيئاً خطأ، وعندما يعتاد الطالب على إخفاء التدخين عن أسرته يعتاد على إخفاء أشياء أخرى وسلوكيات لا أخلاقية أخرى قد يمارسها فيما بعد، فيعيش في صراع داخلي بين ما يظهره لوالده من طاعة واحترام، وبين ما يكنه في قلبه ويخبئه عنه، فيجر سلوك التدخين إلى سلوكيات أخرى كالكذب الذي يجعله يشعر ابلذنب بين وقت وآخر.


    عدا عن ان التدخين سلوك مرتبط بسلوكيات أخرى، أو قد يجر تلقائياً إليها كونه سلوك يعتبره الطالب نوعاً من التحدي للأسرة التي تمثل المدرسة أو البيت، وعلى الأغلب يكون قد اكتسبه من رفاق السوء الذين قد يجرونه إلى سلوكيات لا أخلاقية أخرى مثلما جروه إلى هذا السلوك السيء الذي يعتبر مفتاحاً لسلوكيات أخرى غير مقبولة اجتماعياً.


    إن من واجبات المدارس للحد من هذه الظاهرة بالتوعية منذ الصغر وعدم إتاحة المجال للمعلمين بالتدخين في المدرسة أو حتى في ساحاتتها، وعرض حالات واقعية تأثرت سلباً من التدخين، إضافة إلى تغيير النمفاهيم عند الطلاب عن التدخين باعتباره أحد مقومات الشخصية الرجولية، وتخصيص جوائز ومكافآت وهدايا لغير المدخنين، والتوعية المستمرة عبر الأحاديث التوجيهية واللقاءات المفتوحة والأنشطة الطلابية والنوادي المدرسية واللافتات الإعلامية المكتوبة والمسموعة والالكترونية، ونشر المقالات العلمية حول التدخين، وتكليف الطلاب بالقيام بها، وعرض الأفلام التوعوية، ونشر الاحصاءات والصور التوضيحية خاصة تلك المتعلقة بالجوانب الصحية ذات الصلة بالتدخين، ومعاقبة الطلبة المدخنين وفق الآليات المناسبة لذلك، مشاركة أولياء الأمور في أساليب الوقاية والعلاج.


    إضافة إلى البحث عن بدائل مثمرة وإيجابية للطلاب تفيدهم في وقت فراغهم بدلاً من اللجوء للتدخين كوسيلة للهروب من المشكلات أو لإشباع الدافع نحو المغامرة أو التجريب، وذلك عبر الأنشطة الرياضية والصحية والفنية والاجتماعية المثمرة

    ويعتبر التخلص من سلوك التدخين عند الطلاب دوراً تكاملياً تشترك فيه مؤسسات المجتمع لمكافحة هذه الآفة القاتلة، فلا يمكن أن يلقى العبء على عاتق المدرسة فقط أو الاسرة اوالاعلام او وزارة الصحة او حتى المعنيين بالتجارة وغيرها فلابد من ابراز الدور التكاملي ويكون التنسيق في ذلك واضحاً ومقنناً حتى تكون الجهود مركزة لتحقيق الاهداف المرجوة لحماية ثروة الأمة وعمادها.
     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()