افتتاح أعمال مؤتمر الحد من الانتشار النووي بحضور ممثلين عن 150 دولة
بدأت أمس أعمال مؤتمر متابعة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بحضور ممثلين عن 150 دولة. تستمر أعمال المؤتمر الذي يهدف الي تحقيق تقدم في مجال نزع الاسلحة النووية وتعزيز مراقبة البرامج النووية في مختلف انحاء العالم إلي 28 مايو. ويتزامن انعقاده في الوقت الذي يبحث فيه مجلس الامن الدولي مشروعا امريكيا لفرض عقوبات جديدة علي ايران. ويتوقع ان يبدأ الافتتاح بمواجهة بين الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية بشأن معاهدة حظر الانتشار النووي، وهي معاهدة تتبادل كل من واشنطن وطهران الاتهامات بانتهاكها. وسيكون البرنامج النووي لايران الذي يشتبه الغرب ان الغرض منه هو بناء قدرات لانتاج أسلحة ذرية من المواضيع التي ستخضع لمناقشات حامية علي هامش مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي الذي يعقد كل 5 سنوات لتقييم مدي التزام الدول الموقعة علي المعاهدة والمشاكل الاخري التي تواجهها. ويتوقع دبلوماسيون غربيون ان يتهم الرئيس الايراني في افتتاح المؤتمر الولايات المتحدة وحلفاءها باستغلال الخوف من انتشار الاسلحة النووية الفتاكة كمبرر لحرمان الدول النامية من الحصول علي التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية، وهو ما يمثل في حد ذاته انتهاكا للمعاهدة محل المراجعة. ولقي هذا المنطق اذانا صاغية في الماضي لدي الدول النامية التي تشكل اغلبية بين 189 دولة موقعة علي معاهدة عام 1970 التاريخية للحد من الاسلحة النووية. واعتبر الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انه ليس علي بلاده ان تكسب ثقة الغرب بشأن برنامجها النووي طالما انها تلتزم بالقوانين الدولية. واضاف لدي وصوله الي الولايات المتحدة أنه لا يجدر بطهران تقديم عروض لكسب ثقة الغرب طالما انها تلتزم بالقوانين الدولية وتعمل في هذا الاطار. واضاف انها ملتزمة بالرقابة الدولية، معتبرا ان الدول الغربية التي كدست الاسلحة الذرية واستخدمتها واحتكرتها، لا تسعي لبناء الثقة مع بلاده. واكد نجاد ان ايران ستقدم اقتراحات عملية ومنصفة وواضحة علي صعيد الامن العالمي. واشار إلي ان نزع السلاح والاستخدام السلمي للطاقة النووية هما التحديان الرئيسيان اللذان يواجههما العالم. واضاف ان نزع السلاح موضوع حاسم بالنسبة للامن العالمي وبلاده نسعي لتحقيق هذا الهدف. واوضح احمدي نجاد قبيل سفره إلي نيويورك أن الامة الايرانية لديها ما تقوله ولديها اقتراحات ملموسة جدا تقدمها بشأن الاسلحة النووية التي تشكل اكبر خطر علي الامن العالمي. ولم تكشف بعثة ايران في الامم المتحدة الكثير عن برنامج نجاد الذي يعتبر أرفع مسئول مشارك في المؤتمر ويجيء الي نيويورك. وقال دبلوماسي ايراني طلب عدم نشر اسمه في نيويورك ان هذه المشاركة علي اعلي مستوي هي اظهار لالتزام ايران القوي بمعاهدة حظر الانتشار النووي ونجاح مؤتمر المراجعة. و من المتوقع ان تتحدث كلينتون أمام المؤتمر بعد عدة ساعات من خطاب أحمدي نجاد. وكانت كلينتون قد قالت الخميس الماضي إن الرئيس الإيراني لن يلقي ترحيبا حارا في مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي اذا سعي لاثارة الارتباك هناك او تحويل الانتباه عن البرنامج النووي لايران. واضافت إن مهمة من سيذهبون الي نيويورك لمراجعة وانعاش اتفاقية حظر الانتشار النووي واضحة تماما. واذا لم تكن تلك مهمة نجاد فان رحلته لن تكون مفيدة أو مثمرة بشكل خاص من جانبه. ومن المتوقع ان تبرز كلينتون أيضا التغير الكبير الذي طرأ علي السياسة النووية الامريكية منذ تسلم الرئيس باراك أوباما السلطة العام الماضي. وجعل أوباما حظر الانتشار النووي ونزع السلاح من أولويات سياسته الخارجية علي خلاف الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي تملص من تعهدات خفض الاسلحة النووية التي قطعتها واشنطن والدول النووية الاربع الاخري الرسمية عام 2000.ويأمل مسئولون أمريكيون في ان تقنع الاستراتيجية الامريكية الجديدة التي تقيد استخدام الاسلحة النووية ودورها في السياسة الامريكية الدفاعية وأيضا الاتفاق الذي وقعته واشنطن مع روسيا لخفض الاسلحة النووية بأن الولايات المتحدة جادة بشأن التخلي عن الاسلحة النووية. وتجتمع الدول الموقعة كل خمس سنوات لتقييم مدي الالتزام بالمعاهدة والتقدم الذي تحقق في تنفيذ اهدافها علي ارض الواقع. وتهدف المعاهدة الي حظر انتشار الاسلحة النووية وتدعو الدول النووية الي التخلي عن اسلحتها. وبموجب معاهدة حظر الانتشار النووي سمح للدول النووية الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بالاحتفاظ بأسلحتها لكنها تعهدت باجراء مفاوضات للتخلص من ترساناتها. وتشكو الدول غير النووية من ان الدول النووية لم تبذل جهدا كافيا للوفاء بهذا التعهد.