|
دعائم التربية الناجحة .
الناقل :
heba
| العمر :43
| الكاتب الأصلى :
ناهد الخراشي
| المصدر :
www.almostshar.com
دعائم التربية الناجحة . |
أ. ناهد الخراشي .
من أهم مشكلاتنا الاجتماعية التي نعاني منها : تربية أبنائنا وبناتنا داخل الأسرة في ظل متغيرات ومتطلبات ذلك العصر . والابن ( سواء أكان ذكرا أم أنثى) مدين لأبويه في سلوكه الاجتماعي المستقيم ، كما أن أبويه مسئولان إلى حد كبير عن انحرافه الخلقي والاجتماعي ، ومن معجزات الإسلام في علم التربية أنه سبق إلى تقرير هذه الحقيقة قبل أربعة عشر قرنا حين قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو يمجسانه ) ( رواه الطبراني والبيهقي ) . وهذا يوضح أن اتجاه الابن الفكري والخلقي والاجتماعي ينبع ويستمد من سلوك وأخلاقيات وفكر الأبوين وأسلوب تربيتهما.
ولقد أجمع علماء التربية على أن دعائم التربية الناجحة تقوم على ما يلي :
أولا : تقوية شخصية الطفل وصقل مواهبه وملكاته للبناء والإفادة .
ثانيا: تنمية الجرأة الأدبية في نفس الطفل حيث يتحلي بالشجاعة والجرأة في الرأي في حدود النظام والأدب الإنساني .
ثالثا: تقوية روح التعاون والحب في نفسه نحو إخوانه في المجتمع .
ومما يؤسف له حقا أننا نبتعد عن هذه الدعائم في التربية السليمة الناجحة ، ونلجأ إلى أساليب خاطئة تودي بحياة أبنائنا إلى الهلاك مثل : ضرب الأطفال وتخويفهم عند البكاء ، والتشهير بالأبناء ، نقدهم وتجريحهم أمام الآخرين ، والاستخفاف والاستهانة بقدراتهم ، وعدم تشجيعهم أو تحفيزهم لتنمية مواهبهم وملكاتهم .
ومن الأساليب الخاطئة أننا في الوقت الذي نود فيه استقامة أخلاق أبنائنا وبناتنا نحيطهم بكل ما يؤدي بهم إلى الانحراف .. فنسمح لهم برفقاء السوء دون رقابة ، وندفع بهم إلى المدارس الأجنبية التي لا تقيم للأخلاق وزنا وتبعدهم عن معرفة وممارسة لغة القرآن .. اللغة العربية ، ونأخذهم بأيدينا ليشهدوا الأفلام السينمائية التي تثير الغرائز وتمثل خطرا جسيما على أبنائنا لا تظهر آثاره إلا في المستقبل ومن الصعب علاجها .
ومع كل ذلك نفتقد إلى القدوة الصالحة التي يمتثل بها الابن .. فالأم مشغولة بطموحاتها وآمالها في تحقيق المنصب والمركز المرموق ، والأب منشغل بأصدقائه وأعماله التي تجلب له الربح الوفير ، والأولاد ضائعون بين أمانيهم وواقعهم المرير .
أيها الآباء والأمهات ... نحن المسئولون عن أي انحراف خلقي واجتماعي يدفع أبناءنا إلى الهاوية طالما فقدنا الهوية الإسلامية التي تدفعنا إلى القيم والأخلاق النبيلة ، ولنتذكر دائما قول الله تعالى : ( يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) ( التحريم ) ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الزموا أولادكم وأحسنوا أدبهم ) ( رواه ابن ماجة ) .
وفي عصر المتغيرات الحديثة .. نحن مطالبون بأن نعلم أولادنا معني الحرية الممتزجة بالقيم والأخلاق والتربية الإسلامية التي تنبض وتمثل كل ما هو فاضل وقويم حتى نرد الأمانة ونحن مرتاحو البال .. آمنون مطمئنون بأننا أدينـــــا رسالتنا نحو أبنائنا كما يحب الله ويرضى .
|
|