دشن العلماء بـ (المركز الأوروبي للأبحاث النووية) بجنيف أمس جهازا أطلقوا عليه اسم (أطلس) لرصد وتحليل البيانات التي سيقدمها المعجل النووي العملاق (هادورن) .
ويوصف المُعجّل "هادورن" والكاشف "أطلس" بأنهما أعقد جهازين علميين توصل إليها الإنسان إلى اليوم ؛ ليقدما ما يقول عنها العلماء " أكبر تجربة في تاريخ العلوم الطبيعية تهدف إلى معرفة أسرار نشأة الكون وطبيعة المادة " .
وقال رئيس (قسم الطاقة الفيزيائية) بـ (جامعة برن) البروفيسور / أنطونيو إريديتاتو : "إن لقاء العلماء في هذا المؤتمر - الذي استمر أسبوعا كاملا - كان للتأكد من مراحل عمل برامج التشغيل وأجهزة الحاسوب وفق المعايير القياسية الدقيقة والخطوات المتبعة لتلقي النتائج وتحليلها ، وكيف يمكن التعامل في حالات الطوارئ التي لا نتوقعها في الأساس " .
ونفى رئيس مجموعة تجهيز "أطلس" البروفيسور / إريديتاتو : " أن يكون المؤتمر قد طرح المخاوف التي أثارها من قبل بعض المتشككين في نجاح (هادورن) أو التحذيرات من احتمال وقوع كارثة ؛ لأنها مخاوف ليست مبنية على أساس علمي سليم " .
كما أوضح : " إن المخاوف من حدوث ما يوصف بثقب أسود سيبتلع الكون إثر انطلاق (هادورن) في العمل غير مبررة لأن قوة التصادم المتوقعة داخل الجهاز ليست مثل تلك التي تحدث بين المجرات والنجوم أو داخل الشمس ، بل هي أشبه بسقوط قلم رصاص على الأرض من ارتفاع متر واحد " .
ولتبسيط التجربة قال إريديتاتو : " إن المخاوف التي يتحدثون عنها تكون عند انشطار نواة الذرة وحدوث ما توصف بالتفاعلات الانشطارية المتسلسلة مثل تلك التي تحدث في القنبلة النووية ، بينما ما نقوم به هو الخطوة العكسية .. أي أننا نسعى لإعادة البروتونات إلى الجزئيات عن طريق التصادم " .
وقال : " إن النتائج المتوقعة من هذا التفاعل العكسي كثيرة ؛ فمن تلك النتائج يمكن التعرف بشكل عملي على تكوين المادة وكيف نشأ الكون ، وسنحاول التعرف على صحة نظريتي التصادم الكبير والانفجار الهائل التي نعتقد أنها أدت إلى ظهور المجموعة الشمسية " .
وبصفة عامة .. فإن تحليل البيانات التي سيرصدها (أطلس) ستستغرق وقتا طويلا ، ويقول إريديتاتو : " سنحصل على البيانات التي يمكن تحليلها بعد أسابيع من تشغيل المعجل (هادورن) ، أما النتائج فقد تستغرق شهورا للحصول عليها " .
ويبرر إريديتاتو هذا الوقت بـ : " حجم البيانات الهائل الناجم عن مليار عملية تصادم بين البروتونات تحدث في الثانية الواحدة داخل المعجل النووي العملاق (هادورن) ، وتحتاج لمجموعة كبيرة من أجهزة الحاسوب لتحليلها وصولا إلى النتائج وربطها بعضها ببعض" .