اطلعت على موقف الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة من الدعوة الموجهة لها من قبل عضوتين من عضوات حقوق الإنسان في بلجيكا للانضمام من أجل المطالبة بحقوق المرأة في السعودية والذي نشر يوم الجمعة 15 صفر في جريدة الرياض. وتثبت هذه الدعوة للجمعية أن هناك مؤامرة تستهدف تغريب المرأة السعودية، وهناك من يعمل ليلاً ونهاراً من أجل الحلم بأن يأتي اليوم الذي يرون فيه المرأة في بلاد الحرمين وقد سارت في ركب التحلل والتغريب. لقد كان رد الجمعية واضحاً وصريحاً في رفض دعوات التحرر الغربية،
بل إن الموقف تضمن دعوة هذه المنظمات النسائية الغربية أن تركز على تخليص المرأة في الغرب من الجحيم والضياع والاستغلال الذي تعاني منه، وكذلك دعوة هؤلاء النشطات إلى تبني قضايا المرأة المسلمة التي تعيش في الغرب التي تعاني من ضياع أبسط حقوقها في ارتداء الحجاب في بعض المدارس والجامعات الأوربية وفي الاستهزاء الذي تعاني منه من وسائل الاعلام هناك. كما أشارت الجمعية في ردها أن الهدف من نشره هو تحذير الجمعيات النسائية ونساء هذه البلاد من الانسياق والاستماع لمثل هذه الدعوات.
إن الأمل أن ترد الجمعيات الخيرية النسائية والمثقفات والأديبات ورائدات التوجيه لدينا على هذه الدعوة وأمثالها بلسان الحال مع المقال، وذلك عن طريق البرامج التي تؤصل انتماء المرأة لدينها، وعن طريق الحث على التمسك بما يأمر به الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم من امتثال للحجاب الساتر ومن بعد عن التبرج والاختلاط، و كذلك عن طريق التفاعل الإيجابي مع قضايا المرأة والدفاع عن حقوقها التي كفلها الشرع وعن طريق تبني العلم الشرعي وإقامة مؤسساته، وأن تقوم هذه الجمعيات بمحاربة التمرد على الزوج أو الوالدين،
وألا تنساق وراء دعوات المؤتمرات الإقليمية والدولية التي تدعو المرأة إلى النضال من أجل حقوقها السياسية أو توليها للمناصب أو دعوتها للقاءات خارجية لسيدات الأعمال مثلاً يكون فيها من الاختلاط والبعد عن مقاصد الشريعة، أو دغدغة مشاعرها بأنها ستجني من الحرية الغربية ما تتمنى وتشتهي أو غير ذلك. لقد ناضلت المرأة ولسنين طويلة في كثير من بلاد العالم من أجل المساواة والحصول على حقوق مزعومة، فماذا كانت النتيجة؟ لقد كانت النتيجة أن خسرت المرأة استقرارها النفسي والاجتماعي وأصبحت اليوم تلهث وتقود المظاهرات من أجل أن تعود لبيتها وأسرتها وأصبحت تعالج ما جناه نضالها وما تسببت فيه هي من تدهور لا أحتاج إلى سرد ما يثبته.
إن في دعوة هاتين العضو تين لنساء بلادنا للانضمام فرصة كبيرة لنعيد النظر في بعض البرامج التي تقدم للمرأة في بعض الجمعيات النسائية، ومحاولة التركيز على رفع المستوى العلمي الشرعي، ولنفكر في السبب الذي يجعل الآخرين يطمعون في قبول بعض نسائنا لدعوتهم ..مرة أخرى أحيي كل من تقف حجر عثرة أمام تيار التغريب، وكل من تساهم في مسيرة التوعية والتوجيه. ولتسلم كل فتاة وثقت بنفسها ودينها وهزأت بكل من يدعوها إلى ترك حيائها وحريتها الحقيقية، وكل من أدركت أن الهدف ليس إلا جراً للمرأة إلى الهاوية.