ذكر أحد مفكري الخليج العربي في مقالة له نشرت مؤخراً أن هناك تركيزاً من قبل بعض القوى الغربية على موضوع إعادة صياغة المجتمع الخليجي بما يتناسب مع النموذج الأمريكي.هذه الصياغة تلغي أي إمكانية لنشوء –ولو مستقبلاً-أي مقاومة لتمددهم في الخليج والجزيرة العربية الذي يرتبط كما هو معلوم بالتمدد الصهيوني مكاناً وزماناً.
والشئ الذي لفت انتباهي هو أن هذه الصياغة للمجتمع الخليجي تعتمد على مسألة المرأة كما ذكر في مقاله، لأن صياغة عقل المرأة ووجدانها على الطريقة الأمريكية سواء من ناحية تشجيع الاستهلاك وتأصيل النزعة الفردية وجعل الحرية الشخصية من حقوق الأفراد ومتجردة من كل قيد حتى لو كانت تسئ للمجتمع، وتصوير الدين على أنه مجموعة من العقبات وأنه ضد ما يجلب السعادة من شأنه أن يمسخ الهوية الثقافية للمجتمع وبالتالي سهولة السيطرة عليه.
إن ما ذكره هذا المفكر يشهد بصحته الواقع كما تصدقه هذه الحركة الدائبة على مستوى المنظمات الدولية لدفع مشروع تغريب المرأة العربية على وجه العموم والخليجية على وجه الخصوص إلى الأمام عبر دعم كل ما يحقق هذا الهدف من مؤتمرات ولقاءات وتوصيات تلزم بها الدول.
إن إثارة قضايا مفتعلة للمرأة في الخليج لن يخدم دعاة التغريب بقدر ما يساعد المصلحين على تدارك برامجهم الموجهة للمرأة والأسرة، ومعرفة مواطن الخلل في رؤيتهم للمرأة، وفي إصلاح التصرفات المنافية للشرع في تعامل الرجل مع زوجته وبناته، كما أن هذه الإثارة تكشف أوراق أصحاب التوجه المتحرر من القيم والأخلاق الذين كانوا يوماً ما يتمسحون بالشريعة ويدعون المحافظة على الأخلاق. من فوائد إثارة قضايا المرأة بهذه الصورة أيضاً أن تكون هناك عناية خاصة بتربية المرأة لأجل أن تحمل قضيتها وتدافع عنها وتتكلم مبينة أن ما يدعوها إليه قساوسة التغريب لن تجد آذاناً صاغية لأن ذلك مرتبط بالوجود الحضاري لأمة الإسلام على الأرض والفوز الأخروي بجنات النعيم
. ومع إدراكنا لكون مسألة إعادة صياغة المجتمع المسلم بشكل عام والخليجي بشكل خاص أمر في مقدمة اهتمامات أعداء أمة الإسلام واستخدام المرأة كسلاح قوي لتحقيق هذا الهدف فإنني أطرح بعض الوسائل التي تعين على التصدي لهذا الخطر، وأهم هذه الوسائل هو أن لا تسمح المرأة بأن تكون سلاحاً في يد أعدائها، وذلك أولاً بأن تعلم دورها ومكانتها والواجبات التي كلفها الله عز وجل بها، وثانياً أن تساهم في حفظ المجتمع من الانحراف بألا تخرج سافرة متبرجة وقد قال أحد اليهود إن امرأة واحدة تخرج سافرة متبرجة تؤخر مسيرة العالم الإسلامي كله اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً، وثالثاً بان تنتبه لمن يدعي انه من أنصارها وهو يعلن صراحة أن المرأة مالم تكن رشيقة جميلة فلا قيمة لها عنده
. من الوسائل تناول دور المؤسسات الدولية المشبوه وتحذير النساء من الانخداع بمصطلحات المساواة والسلم والتنمية وغير ذلك. وكما أن هناك من يعمل من أجل صياغة مجتمعنا لخدمة أهدافه التوسعية بعيدة الأمد، فإننا بحاجة إلى إعادة النظر في مسيرة حياتنا وأن نقوي شعور الاعتزاز ومفهوم الولاء والبراء وأن ندرك أن علاقتنا مع غيرنا تحكمها توجيهات ربانية وأوامر نبوية..
|