كيف يعيد الزوج ثقة زوجته به بعد أن خانها؟؟!!
:::::::: الجواب
أخي الكريم ..
غفر الله لك ذنبك وزيّن الإيمان في قلبك.
أخانا الكريم..
من سعة رحمة الله بعباده أنه يمهلهم إذا أذنبوا وعصوا ليتوبوا إليه ويرجعوا ويستغفروا، قال صلى الله عليه وسلم: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم".
المقصود أن الإنسان يجب عليه كلما وقع في معصية أن يتوب ويستغفر استغفارا حقيقياً يعزم فيه على ترك الذنب وعدم العودة إليه.
ولأن الذنوب أمرٌ لا يرضاه الله ولا يحبه بل هي من رجس الشيطان شرع الله التوبة لتكون طهرة وطهارة للعبد من هذا الذنب.
وحين يُصرّ العبد على الذنب فإن الله يبتليه ويضيّق عليه ليعود إليه، ومن صور هذه الابتلاءات أن الله يغيّر عليه خُلق أهله وولده ولربما غيّر عليه خُلقه أيضا فكان للمعصية أثر في وحشة القلب وضيق النفس وقلة التوفيق وضيق الرزق وظلمة الوجه وحرمان العلم والبغضة في نفوس الناس فلا تكاد تجد أحداً يحب مجالسة أو معاشرة هذا العاصي الذي لا يتوب.
أخي الكريم..
إن انعدام الثقة بين الزوجين من مظاهر أثر الذنوب والمعاصي على الإنسان، ولمّا كانت التوبة تمحو الذنب والمعصية فكذلك هي تمحو أثرها على العبد، وحتى تعود الثقة بينكما أوصيك بأمور:
- صدق التوبة والعودة إلى الله عز وجل والاستغفار والانطراح بين يديه.
لأن الله تعالى هو الذي يغيّر الأحوال وقد قال {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد: من الآية11).
فابدأ أولاً بالتغيير الذاتي من جهة نفسك بالتوبة والعودة والصدق مع الله، وقد وعد صلى الله عليه وسلم الصادقين بالفلاح فقال: "أفلح إن صدق".
- تخلّص من كل ما كان سبيلاً أو وسيلة إلى الذنب الذي وقعت فيه، سواء كان رقم هاتف أو جوال أو انترنت أو بريد الكتروني أو مكان عمل أو غير ذلك، المقصود أن تقطع هذه السبل والوسائل التي تذكرك بهذا الذنب والذي ربّما ضعفت نفسك فعادت إليه.
- أُصدق مع زوجتك في منحها الحب والعطف والحنان والصدق.
في نظرتك، وبسمتك، وجلستك، ورحلتك وفي كل أمرك. فحاول أن تستغل أي فراغ في وقتك لتقضيه مع زوجتك وأن لا تنشغل ببعض الأمور التي قد لا تكون مهمّة كالخروج مع الأصحاب والديوانيات وغيرها.
- لا تفاتح زوجتك بما كان حصل منك حتى لو على سبيل الإقرار والتوبة.
إذ أن معاودة فتح الموضوع مع الزوجة يثير غيرتها، ويؤجج نار الفتنة بينكما.
- بإمكانك أخي أن تصحب زوجتك في رحلة هادئة دافئة تأخذها إلى مكة لتؤدوا العمرة والزيارة للبيت الحرام.
وأن تستغل أجواء هذه الرحلة لإثبات حبك لزوجتك وحسن بذلك ووفاءك لها.
- لا تجعل الماضي يسيطر على سلوكك.
ولا يكن كل سلوكك في التعبير عن حبك لزوجتك من أجل أن تمحو من ذهنها تلك الصورة القديمة.
وإنما اجعل فرص التعبير عن حبك من أجل أنك تحبها حقاً.. وانسَ تماماً ذلك الموقف في سلوكك مع زوجتك.
- تعلّم أنت وزوجتك كيف تسود بينكما روح المودّة والتسامح والتغاضي.
فلا تجعل ماضيك عقدة نفسية تجعلك مترصّداً لأي خطأ من زوجتك لتجعله في مقابل خطأك!!
بل غض طرفك عن الخطأ الذي يستحق غض الطرف ووجّه وانصح في حكمة وحب وإخلاص.
- نوّر بيتك بالطاعات والعبادات والقرب إلى الله بقراءة القرآن وكثرة الأذكار، وكثرة صلاة النوافل فيها، ولا تنسَ أن تُشرك زوجتك معك في الطاعة والعبادة والدعاء والذكر.
- شارك زوجتك عملها في بيتها.
فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا كان في بيته يكون في خدمة أهله ومهنتهم، فمشاركة زوجتك في شئون بيتها يُشعرها بقربك منها.
- تعلّم يا أخي فن رفع اليدين بالدعاء.
واسأل الله عز وجل أن يصلح لك شأنك وزوجتك، فالله هو المالك الذي بيده مفاتيح القلوب.
اللهم كفّر عنه خطاياه وأصلح سرّه وعلانيته