إليك وإلا لا تشد الركائب ومنك وإلا فالمؤمل خائب
وفيك وإلا فالغرام مضيع وعنك وإلا فالمحدث كاذب
حديثنا اليوم أخي الحبيب حول أفضل من يتحدث عنه المتحدثون....
حديثنا اليوم هو ألذ حديث وأطيب كلام.....
حديث يثير في النفس ألطف المشاعر ويبعث فيها أجمل الأفراح....
حديثنا اليوم عمن لا تمل النفس من تكرار الحديث عنه ولا يشبع القلب من كلامه بل إن الحديث عنه هو جلاء القلوب وحلاوة الروح ...
هل عرفت عمن سنتحدث عنه اليوم ؟؟؟
إنه الله .....
ما عنك يشغلني مال ولا ولد نسيت باسمك ذكر المال والولد
فلو سفكت دمي في الترب لانكتبت به حروفك لم تنقص ولم تزد
وسأترككم الآن مع آية واحدة من كتاب الله عز وجل تتجلى فيها قدرة الله في خلقه وبديع صنعه وكيف رسمها صاحب الظلال رحمه الله في أحسن صورة
* قال تعالى {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (164) سورة البقرة
تلك السماوات والأرض . . هذه الأبعاد الهائلة والأجرام الضخمة والآفاق المسحورة والعوالم المجهولة . . هذا التناسق في مواقعها وجريانها في ذلك الفضاء الهائل الذي يدير الرؤوس . . هذه الأسرار التي توسوس للنفس وتلتف في رداء المجهول . . هذه السماوات والأرض حتى دون أن يعرف الإنسان شيئا عن حقيقة أبعادها وأحجامها وأسرارها التي يكشف الله للبشر عن بعضها حينما تنمو مداركهم وتسعفهم أبحاث العلوم . .
واختلاف الليل والنهار . . تعاقب النور والظلام . . توالي الإشراق والعتمة . ذلك الفجر وذلك الغروب . . كم اهتزت لها مشاعر , وكم وجفت لها قلوب , وكم كانت أعجوبة الأعاجيب . . ثم فقد الإنسان وهلتها وروعتها مع التكرار . إلا القلب المؤمن الذي تتجدد في حسه هذه المشاهد ; ويظل أبدا يذكر يد الله فيها فيتلقاها في كل مرة بروعة الخلق الجديد .
والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس . . وأشهد ما أحسست ما في هذه اللفتة من عمق قدر ما أحسست ونقطة صغيرة في خضم المحيط تحملنا وتجري بنا , والموج المتلاطم والزرقة المطلقة من حولنا . والفلك سابحة متناثرة هنا وهناك . ولا شيء إلا قدرة الله , وإلا رعاية الله , وإلا قانون الكون الذي جعله الله , يحمل تلك النقطة الصغيرة على الأمواج وخضمها الرعيب !
وما أنزل الله من السماء من ماء , فأحيا به الأرض بعد موتها , وبث فيها من كل دابة , وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض . . وكلها مشاهد لو أعاد الإنسان تأملها - كما يوحي القرآن للقلب المؤمن - بعين مفتوحة وقلب واع , لارتجف كيانه من عظمة القدرة ورحمتها . . تلك الحياة التي تنبعث من الأرض حينما يجودها الماء . . هذه الحياة المجهولة الكنه , اللطيفة الجوهر , التي تدب في لطف , ثم تتبدى جاهرة معلنة قوية . .
ثم تلك الرياح المتحولة من وجهة إلى وجهة , وذلك السحاب المحمول على هواء , المسخر بين السماء والأرض , الخاضع للناموس الذي أودعه الخالق هذا الوجود . . إنه لا يكفي أن تقول نظرية ما تقوله عن أسباب هبوب الريح , وعن طريقة تكون السحاب . . إن السر الأعمق هو سر هذه الأسباب . . سر خلقة الكون بهذه الطبيعة وبهذه النسب وبهذه الأوضاع , التي تسمح بنشأة الحياة ونموها وتوفير الأسباب الملائمة لها من رياح وسحاب ومطر وتربة . . سر هذه الموافقات التي يعد المعروف منها بالآلاف , والتي لو اختلت واحدة منها ما نشأت الحياة أو ما سارت هذه السيرة . . سر التدبير الدقيق الذي يشي بالقصد والاختيار , كما يشي بوحدة التصميم ورحمة التدبير
إن في ذلك(لآيات لقوم يعقلون). .
نعم لو ألقى الإنسان عن عقله بلادة الألفة والغفلة , فاستقبل مشاهد الكون بحس متجدد ونظرة مستطلعة , وقلب نوره الإيمان . ولو سار في هذا الكون كالرائد الذي يهبط إليه أول مرة . تلفت عينه كل ومضة , وتلفت سمعه كل نأمة , وتلفت حسه كل حركة , وتهز كيانه تلك الأعاجيب التي ما تني تتوالى على الأبصار والقلوب والمشاعر . .
إن هذا هو ما يصنعه الإيمان . هذا التفتح . هذه الحساسية . هذا التقدير للجمال والتناسق والكمال . . إن الإيمان رؤية جديدة للكون , وإدراك جديد للجمال , وحياة على الأرض في مهرجان من صنع الله , آناء الليل وأطراف النهار.
يا للروعة التي نلمسها من خلال هذه الكلمات.....
بالله عليك أخي الحبيب ألا تشعر مثلي بهذه النشوة العجيبة التي تملأ النفس حينما يكون الكلام عن المولى عز وجل ؟؟؟
لا أظن أن هذا الكلام يحتاج منا إلى تعليق سوى
سبحان الله !!!!!!!!