بتـــــاريخ : 7/17/2008 6:54:04 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1664 0


    مصاحبة الأشرار أضرار وأخطار (2).

    الناقل : heba | العمر :42 | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :
    رجل الشباب

    تكلمنا في المرة السابقة عن بعض أخطار مصاحبة أصدقاء السوء واليوم نكمل بإذن الله هذه الأخطار

    3-الحور بعد الكور:

    فكم من شاب صالح أرداه صاحب سوء من علياء الصلاح إلى قاع الضلال، وكم من فتى تاقت نفسه إلى رغد العيش في ظلال العبودية وما حجبه عن ذلك إلا صحبة الشر.وإن كان لنا في قصة ابن خلف وابن أبي معيط عبرة، إلا أن وباء الصحبة السيئة في كل عصر يقف على ناصية طريق الاستقامة يتربص بالسالكين، وينشب مخالبه بالشريد والهزيل .

    ذهب ولم يعد

    وهاهو عصرنا يفتح لنا إحدى صفحاته الغبراء لتسفر لنا عن قصة ضحية من ضحايا قرناء السوء، يقول راوي القصة:"صحبنا على ظهر سفينة هجول بها حول البلدان طلباً للرزق شاب صالح، نقي السريرة، طيب الخلق، كنا نرى التقى يلوح في قسمات وجهه، والنور والبشر يرتسمان على محياه لا تراه إلا متوضئاً مصلياً، أو ناصحاً مرشداً، إن حانت الصلاة أذن لنا وصلى بنا، فإن تخلف أحد عنها، أو تأخر عاتبه وأرشده، وكان معنا على هذه السجية طيلة أسفارنا، وألقى بنا البحر إلى جزيرة من جزر الهند، فنزلنا إليها، وكان مما تعود عليه البحارة أن يستقروا أياماً يرتاحون فيها ويستجمون بعد عناء السفر الطويل، يتجولون في أسواق المدينة ليشتروا أغرب ما يجدون فيها لأهلهم وأبنائهم، ثم يرجعون إلى السفينة في الليل، وكان منهم نفر ممن وقع في الضلال يتيمم أماكن اللهو والهوى ومحال الفجور والبغاء، وكان ذلك الشاب الصالح لا ينزل من السفينة أبداً بل يقضي هذه الأيام يصلح في السفينة ما احتاج منها إلى إصلاح، فيفتل الحبال ويلفها ويقدم الأخشاب ويشدها، ويشتغل بالذكر والقراءة والصلاة وقته ذاك.

    وفي إحدى السفريات وبينما كان الشاب منشغلاً بأعماله تلك إذا بصاحب له في السفينة ممن أتبع نفسه هواها وانشغل بطالح الأمور عن صالحها، وبسافل الأخلاق عن عاليها يهامسه ويقول:صاحبي، لم أنت جالس في السفينة لا تفارقها، لم لا تنزل حتى ترى دنيا غير دنياك، ترى ما يشرح الخاطر، ويؤنس النفس!أنا لم أقل لك تعالى إلى أماكن البغاء وسخط الله ولا إلى البارات وغضب الله هيهات يا صاحبي لكن تعال فانظر إلى ملاعب الثعابين كيف يتلاعب بها ولا يخافها، وإلى راكب الفيل كيف يجعل من خرطومه سلماً، ثم يصعد برجليه ويديه حتى يقيمه على رجل واحدة وآه لو رأيت من يمشي على المسامير أنى له الصبر، ومن يلقم الجمر كأنه تمر، ومن يشرب ماء البحر فيستسيغه كما يستسيغ الماء الفرات، يا أخي انزل وانظر الناس! فتحركت نفس الشاب شوقاً لما سمع فقال: وهل في هذه الدنيا ما تقول؟

    قال صاحب السوء: نعم وفي هذه الجزيرة فانزل تر ما يسرك، ونزل الشاب الصالح مع صاحبه وتجولا في أسواق المدينة وشوارعها، حتى دخل به إلى طرق صغيرة ضيقة، فانتهى بهما الطريق إلى بيت صغير، فدخل الرجل البيت وطلب من الشاب أن ينتظره، وقال:سآتيك بعد قليل، ولكن إياك أن تقترب من الدار، جلس الشاب بعيداً عن الباب يقطع الوقت قراءة وذكراً وفجأة إذا به يسمع قهقهة عالية ليفتح الباب وتخرج منه امرأة قد خلعت جلباب الحياء والمروءة.أواه!! إنه الباب الذي دخل فيه الرجل، وتحركت نفس الشاب فدنا من الباب، ويصغ سمعه لما يدور في البيت، وإذا به يسمع صيحة أخرى، فنظر من شق الباب ويتبع النظرة أختها لتتواصل النظرات منه وتتوالى وهو يرى شيئاً لم يألفه، ولم يره من قبل، ثم رجع إلى مكانه، ولما خرج صاحبه بادره الشاب مستنكراً:ما هذا؟!!ويحك هذا أمر يغضب الله ولا يرضيه.

    فقال الرجل:اسكت يا أعمى يا مغفل هذا أمر لا يعنيك.

    قال الراوي:ورجعا إلى السفينة في ساعة متأخرة من الليل، وبقى الشاب ساهراً ليلته تلك مشتغل الفكر فيما رآه، قد استحكم سهم الشيطان من قلبه، وامتلكت النظرة فؤاده. فما إن بزغ الفجر وأصبح الصباح حتى كان أول نازل من السفينة، وما في باله إلا أن ينظر فقط، ولا شيء غير أن ينظر وذهب إلى ذلك المكان، فما إن نظر نظرته الأولى وأتبعها الثانية حتى فتح الباب وقضى اليوم كله هناك، واليوم الذي بعده كذلك، فافتقده ربان السفينة وسأل عنه:أين المؤذن؟ أين إمامنا في الصلاة؟ أين ذلك الشاب الصالح؟ فلم يجبه من البحارة أحد، فأمرهم أن يتفرقوا للبحث عنه، فوصل إلى علم الربان من ذهب به إلى ذلك المكان فأحضره وزجره وقال له: ألا تتقي الله، ألا تخشى عقابه، عجل اذهب فأحضره ، فذهب إليه مرة بعد مرة فلم يستطع إحضاره، لأنه كان يرفض ويأبى الرجوع معهم، فلم يكن من قائد السفينة إلا أن أمر عدة من الرجال أن يحضروه قسراً فسحبوه بالقوة وحملوه إلى السفينة.

    قال الراوي: وأبحرت السفينة راجعة إلى البلاد، ومضى البحارة إلى أعمالهم، وأخذ ذلك الشاب في زاوية من السفينة يبكي ويئن، حتى لتكاد نياط قلبه أن تتقطع من شدة البكاء، ويقدمون له الطعام فلا يأكل، وبقى على حاله البائسة هذه بضعة أيام، وفي ليلة من الليالي ازداد بكاؤه ونحيبه، ولم يستطع أحد من أهل السفينة أنن ينام، فجاءه ربان السفينة وقال له:يا هذا اتق الله ماذا أصابك لقد أقلقنا أنينك فما نستطيع أن ننام, ويحك ما الذي بدل حالك؟ ويلك ما الذي دهاك؟ فرد عليه الشاب وهو يتحسر: دعني فإنك لا تدري ما الذي أصابني؟ فقال الربان: وما الذي أصابك؟ وعند ذلك كشف الشاب عن عورته وإذا الدود يتساقط من سوأته، فانزعج ربان السفينة وارتعش لما رأى، وقال أعوذ بالله من هذا، وقام عنه الربان.وقبيل الفجر قام أهل السفينة على صيحة مدوية أيقظتهم، وذهبوا إلى مصدرها فوجدوا ذلك الشاب قد مات ، وهو ممسك خشبة السفينة بأسنانه، استرجع القوم وسألوا الله حسن الختام، وبقيت قصة هذا الشاب عبرة لمن يعتبر.

    فانظر أيها الحبيب كيف عدل هذا الشاب الصالح عن طريق الخير والصلاح والاستقامة بسبب رفيق سوء فتح له أبواب الغواية  .

    تابوت الأحزان

    وهاهو شاب آخر كان قاب قوسين أو أدنى من الالتزام ، صار ضحية أخرى من ضحايا رفقاء السوء، في قصة يقول راويها: " كانت معرفتي به بسيطة.. أحياناً متفرقة, أراه في المسجد وأياماً كثيرة لا أراه.. كنت أسلم عليه بحرارة وكنت في شوق إلى معرفته والتحدث إليه..عندما انصرفنا من صلاة العصر.. وقفت أنا وزميل لي خارج المسجد نتحدث.. فإذا به قادم.. وسلم على زميلي ثم سلم عليّ.. وبدأ أنهما على معرفة سابقة. فقد كانا زميلي دراسة.

    تجاذبنا أطراف الحديث وطلبت منهما موعداً لزيارتي في منزلي. فوافقا واتفقنا على الاجتماع بعد صلاة العصر غداً.سألت زميلي عنه فحدثني بأنه إنسان فيه خير كثير. فاستفسرت عن سبب غيابه عن المسجد أياماً طويلة خاصةً وأنه جار للمسجد. فأخبرني أن صديقه هذا له رفقاء سوء في العمل فإذا اتصل بهم تراه يتغيب عن المسجد ولا يحضر للصلاة وتكثر أسفاره.

    وتحدثنا طويلاً عن أفضل الطرق لإبعاده عن رفقاء السوء. طمأنت زميلي وقلت سأحاول إبعاده عنهم قدر المستطاع. ادع الله أن يعينني على ذلك وسأحتسب الأجر عند الله.كان الاستعداد للموعد العصر وفرحت به كثيراً لعل الله أن يهديه على يديّ..أخبرت بعض الأصدقاء وقلت لهم نريد أن تبعده عن رفقاء السوء وهذا لا يتم إلا بالتعاون بيننا جميعاً وكسب مودته وحبه لعل الله أن يهديه..

    تمت الزيارة في موعدها وحصل ما كنت أريد, فالرجل محب للخير.. قريب للنفس..تشعب بنا الحديث وكان بعض حديثنا عن الجو الممطر هذه الأيام وأن في منطقة كذا ربيع وأرض خضراء..

    شاركنا في الحوار فإذا به صاحب معرفة بالمناطق الخضراء ذات المناظر الخلابة.. فأشار بأن المنطقة الفلانية أفضل من جميع المناطق وذلك لأنها أرض رملية مغطاة بعشب أخضر وبين تلك الكثبان الرملية غدير ماء.. فاتفقنا على الخروج نهاية الأسبوع لهذا الموقع الجميل.وصمم أن نكون ضيوفه ولكننا رفضنا.

    قلنا له نكفي منك الفكرة ومعرفة الطريق. وبعد مشاورات أصبحت الرحلة مشاركة من الجميع في كل شيء ما عدا الفكرة فهو صاحبها.

    جو ربيعي جميل ومنتزه تحفه الرمال من جميع الجوانب.. وهذه الروضة وسط الرمال. من أجمل المناطق. فعلاً.

    أصبح الرجل يودنا ويحبنا ونشأ بيننا الكثير من المحبة والألفة.. خاصةً أن الرحلات للمناطق البعيدة تعني التقارب بين الجميع.. استمرت صداقتنا مع بعض مدة طويلة وأصبح الخروج إلى البر يتم بدون مقدمات لأننا اتفقنا على الخروج نهاية كل أسبوع..

    وأصبح هناك ترتيب لجدولنا اليومي في الرحلة واستفادة من الوقت سواء من ممارسة الرياضة أو من استقطاع وقت للراحة.. وكان هناك درس بعد صلاة الفجر يعقبه آخر بعد صلاة العصر مدته قصيرة.. وعانيت من ذلك معاناة شديدة بسبب هذا الارتباط الأسبوعي للخروج خارج البيت..

    فقد كان هذا الوقت بالنسبة لي بمثابة تفرغ كامل للقراءة والكتابة.. إضافةً إلى أنني ألغيت الكثير من ارتباطاتي العائلية.. أصبح صاحبنا محافظاً على الصلاة ودوام على صلاة الجماعة في المسجد بما في ذلك صلاة الفجر وظهرت عليه سيما الصلاح والاستقامة. وقد كان لارتباطي الخاص به فرصة لقربه مني فقد باح لي بالكثير مما يعانيه من قبل. ومراحل ضياعه.حيث كان يتيماً وتربى في بيت جده.استمرت علاقتنا هذه لمدة شهرين كاملين.. بعدها قدر الله لي أن انتقل من بيتي إلى مكان آخر في أطراف المدينة لقربه من مكان عملي وانقطعت تلك الأيام والرحلات وحتى الاتصال الهاتفي. لعدم وجود هاتف لديّ.

    وقد غبت بسبب ذلك فترة ليست طويلة عن هذا الشخص وحتى عندما اتصل عليه في بيته يقولون غير موجود..

    وسبحان مغير الأحوال فقد أخبرني بعض الزملاء ممن كان يذهب معنا أنه عاد لرفقاء السوء وعاد لبعده عن الله جل وعلا.. وأخذت الأسفار جل وقته..

    فقد أهمل عائلته ورجع إلى سالف عهده فترك صلاة الجماعة وبدأ يتراجع إلى الخلف.بدأ يسمع الأغاني.. ترك حفظ القرآن.. ترك الشباب الصالحين.. ترك الكتب القيمة. تحسرت على ذلك ودعوت الله لي وله.. وحثثت بعض الإخوة على معاودة تلك الرحلات.بعد مدة هاتفني أحد الزملاء وكان صوته متغيراً.. وأخبرني أن فلاناً توفي. إنا لله وإنا إليه راجعون.ماذا جرى له فمنذ مدة لم أره ولم أجده في بيته فقد اتصلتُ عليه كثيراً.. قال لي أنه سافر إلى شرق آسيا مع رفقاء السوء وتناول جرعة كبيرة من مادة مخدرة..

    مات هناك وحُمل في تابوت على متن الطائرة العائدة ومعه تقرير يثبت أن وفاته كان سببها تناول المخدرات.

    وجلت أيما وجل من سوء خاتمته وأيقنت أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. فهو لم يستمر في توبته.. بل رجع إلى ما كان عليه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. تقلب في حياته من الشر إلى الخير.. ثم عاد إلى طريق الشر وختم له بنهاية سيئة.. قال أهله.. ليته مات بأي شيء إلا هذه الموتة وهذا التقرير.. رفعت يدي إلى السماء ودعوت من كل قلبي.. (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك).

                                      الأرقام تتحدث

    وهذا أحد الدعاة يطرح نتائج بعض الإستبانات والدراسات، والمقابلات مع الشباب تحضيراً للكلام عن موضوع" عوائق الاستقامة" يقول الشيخ:"قد يفكر الشاب بالاستقامة، بل إنه قد يقدم عليها، بل قد يخطو خطوات عملية في ذلك، ولكن عندما يعود إلى جلسائه وزملائه سرعان ما يعود إلى حالته السابقة، والذين تم سؤالهم شفوياً اتفق أكثرهم على أن الجليس والصديق يعتبر من أهم العوائق التي تعوق الشاب عن الاستقامة، فنجد أن 48% من الفئة الثانية، و36%من طلاب المرحلة الثانوية، و29%من طلاب المرحلة المتوسطة، يعتبرون ذلك من أهم الأسباب.

    كلمات مفتاحية  :
    رجل الشباب

    تعليقات الزوار ()