ما زلنا أخي الشاب في رحلتنا نحو تعامل أفضل مع مشكلة الشهوة التي تؤرق العديد من الشباب المسلم في كل مكان واليوم سنتناول موضوعا هاما يعينك على التخلص من أسر شهوتك وهو غلق الأبواب المفتوحة
والمقصود بالأبواب المفتوحة؛ هي كل ما يتعلق بمعصية الشهوة من أشياء يمكن أن تساعدك على العودة مرة أخرى إليها؛ ولذلك من تمام توبتك وصدقك في العزم على التخلص من هذه المعصية؛ أن تسارع وتغلق هذه الأبواب من إنترنت، ودش، ومجلات، وغيرها من متعلقات ورواسب الماضي.
أخي الحبيب، إنها لحظة صدق وعزيمة تقف فيها مع نفسك وتأخذ هذا القرار المصيري، قرارك بأن تمزق ماضيك الذي خلعت نفسك منه بتمزيق متعلقاته كلها.
قرارك بالهجرة من وحل المعصية إلى رياض الطاعة والقرب من الله، كما هاجر قاتل المئة؛ فكافأه الله بأن غفر له وأدخله الجنة.
قرارك بالتخلص بكل ما يذكرك بالماضي البئيس ويعين شيطانك عليك ويقوي شوكته
ولن تتم هجرتك المنشودة أخي الفاضل إلا إذا قمت بالآتي:
1- مزق المجلات التي كنت تحتفظ بها، ولا تبق على أي منها، ثم انزع الصور التي كانت معلقة على جدران حجرتك، وضع بدلًا منها آيات قرآنية أو أحاديث أو مناظر طبيعية.
2- حطم الاسطوانات أو الأفلام التي كنت محتفظًا بها، سواء فيديو أو على حاسبك الآلي بأن تمسحها تمامًا من على الحاسب، وتضع بدلًا منها أفلام الإعجاز العلمي أو الشرائط الإسلامية، وإليك رابط لموقع في غاية الروعة لتحمل منه هذه الأفلام القيمة كما تشاء، وهو موقع أحد العلماء التركيين ويُسمى: هارون يحي.
www.harunyahya.com/arabic
3- طهر حاسبك الآلي من أي مواقع إباحية كانت عليه، ثم اقطع على نفسك طريق العودة؛ بأن تثبت على حاسبك الآلي برنامجًا لمنع المواقع الإباحية.
4- بالطبع إن كانت لك علاقات مع فتيات قبل ذلك؛ فعليك أن تقطعها على الفور، وتمسح أرقامهن من على هاتفك المحمول أو من مفكرتك الخاصة.
وأخيرًا أخي الحبيب، أنقل مرة أخرى هنا كلام الإمام ابن القيم رحمه الله، والذي ذكرته لك في أول البرنامج العلاجي؛ لكي تعلم أن فعلك لهذه الأمور لن يكون شاقًا إذا صَلُحَت نيتك، وصَدُقَت عزيمتك، وأنا على يقين من أنهما كذلك.
يقول رحمه الله: (إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله، أما من تركها صادقًا مخلصًا من قلبه لله؛ فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة؛ ليُمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب، فإن صبر على تلك المشقة قليلًا؛ استحالت لذة.
قال ابن سيرين: سمعت شريحًا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئًا فوجد فَقْدَه، وقولهم: من ترك لله شيئًا؛ عوضه الله خيرًا منه حق، والعوض أنواع مختلفة، وأجلّ ما يعوض به: الأنس بالله، ومحبته، وطمأنينة القلب به، وقوته، ونشاطه، وفرحه، ورضاه عن ربه تعالى) [الفوائد، ابن القيم، ص(70)]
فصبِّر نفسك أخي الحبيب؛ فإن لذة الشفاء تُهوِّن على المريض مر الدواء.