كمال الطالبي..
مُنذ صِغرنا ، عشنا في المجتمعات العربية والتقليدية التي تُقدّس الإشاعات و تُبجّل الخرافات ، فلم ننشأ على الإصرار على البراهين والحقائق ، بل صدّقنا كل ما قيل لنا ، ولا زالت مجتمعاتنا- بجهلها المعهود - تصدق أي شئ ، فإذا أتاهم في الإيميل رسالة مكتوب فيها "حقائق غريبة" صدقوا كل ما فيها ، وإذا قال لهم صديق "هل تعلم..." صدقوا ما يلي ذلك بلا مساءلة. أمة جهل .
من الأمور التي تشبّعنا بجهلها هي الأضرار المزعومة للاستمناء ، والتي تفلسف علينا البعض ونحن صغار فأخبرونا أن الاستمناء يسبب حبوباً في الوجه وشعرا في راحة اليد، وأمراضاً ، وأضراراً ، وإحساساً بالذنب ، و غير ذلك من السخافات.
فرأيت أن أدحض هذه الأكاذيب التي أتى بها العرب بأدلة قاطعة من أوثق و أقوى المصادر الطبية و العلمية ، أن الاستمناء (أو العادة السرية) ليس فيه أدنى ضرر ، بل هو ينفع بإذن الله ، و سأثبت في الأخير أن الإسلام لم يُحرّم الاستمناء إطلاقاً ، و إنما هي من جملة الإشاعات و الخرافات التي أُشربناها و نحن صغار. .
وحسب العديد من المجلات العلمية والمواقع المتخصصة فإن الاستمناء غير ضار. هناك العديد من الخرافات حول الاستمناء ، ولا واحدةَ منها صحيحة ؛ الاستمناء لا يسبب العمى ، و لا العجز الجنسي ، و لا فقدان الأعضاء التناسلية (!) ، و لا الحبوب في الوجه ..." المصدر Planned Parenthood Golden Gate
إ ن الأوساط الطبية بدأت تزداد اعترافاً أن الاستمناء يمكن أن يساعد في تخفيف الاكتئاب ، و يقود إلى شعور أقوى بالاعتراف بالذات...لا يوجد أي دليل علمي أو طبي موثوق به أن الاستمناء يضر الإنسان عضوياً أو نفسياً...الأعراض الجانبية الوحيدة للاستمناء هي التعب و الإرهاق بعد الاستمناء المتكرر "
فمن الأدلة أن الاستمناء حلال هو من "فقه السنة" لـ"سيد سابق" ، فيقول : "... و أما ابن حزم فيرى أن الاستمناء مكروه و لا إثم فيه ، لأن مس الرجل ذكره بشماله مباح بإجماع الأمة كلها. و إذا كان مباحاً فليس هناك زيادة على المباح إلا التعمد لنزول المني ، فليس ذلك حراماً أصلاً ، لقول الله تعال : " و قد فصّل الله لكم ما حرّم عليكم" ،و ليس هذا ما فصل لنا تحريمه ، فهو حلال لقوله تعالى: "خلق لكم ما في الأرض جميعاً" ، و إنما كره الإستمناء لأنه ليس من مكارم الأخلاق و لا من الفضائل .
و روي لنا أن الناس تكلموا في الإستمناء فكرهته طائفة و أباحته أخرى .
و ممن كرهه ابن عمر ، و عطاء .
و ممن أباحها ابن عباس ، و الحسن ، و بعض كبار التابعين .
و قال الحسن: كانوا يفعلونه في المغازي .
و قال مجاهد: كان من مضى يأمرون شبابهم بالإستمناء يستعفون بذلك ، و حكم المرأة مثل حكم الرجل فيه ."
إذاًَ لا شك أبداً أن الإستمناء حلال ، و ذلك للأسباب التالية
1-لم يُذكَر في القرأن و لا السنة ، و لم يُحرّم صراحة .
-2 ليس هو مما فصّل الله لنا تحريمه ، كما في الآية أعلاه .
-3 أنه لا ضرر فيه على الإطلاق .
-4 أنه لا يحصل منه أي من المفاسد الحاصلة بالفواحش .
قال الرسول صلى الله عليه و سلم : " إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، و سكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها "
منقول للفائدة..بتصرفي..