أعظم المباريات
إنجلترا 3 – المجر 6 / مباراة ودية / 1953
آمن الكثير أن المنتخب الإنجليزي كان من أفضل الفرق في العالم بالرغم من الأداء الباهت لإنجلترا في كأس العالم عام 1950(كانت المرة الأولى التي يشارك فيها المنتخب الإنجليزي بالمسابقة). لكن هذا الوهم تحطم بعد المباراة الودية عام 1953في ويمبلي أمام المجر الموهبة واللامعة تكتيكياً بقيادة المهاجم العبقري فيرنيك بوشكاش.
منذ الدقيقة الأولى تفوق الجانب المجري على الإنجليزي الذي كان يعج بالنجوم كستانلي ماتيوس وبيل رايت وتوم فيني. وأطلق المد المجري المسمى "بالمجر السحرية" موجة تلوى الأخرى من الهجمات الشرسة ولم يعد التكتيك الإنجليزي الهش يتحمل الضغط ومهارات وتحركات كوتشيش وبوشكاش ولاعب الوسط فاندور هيديكوتي الذي سجل هاتريك. كان بإمكان المجر أن تضاعف النتيجة لو لم تهدأ المباراة في الدقائق العشرين الأخيرة، ففوز المنتخب المجري في ويمبلي لم يكن خدعة أو صدفة. بعد ستة أشهر على الهزيمة التاريخية سافر المنتخب الإنجليزي إلى المجر للثأر بعدما أجرى سبعة تبديلات في صفوفه فتم سحقه 7-1.
ريال مدريد 7 – إينترخت فرانكفورت 3 / نهائي التشامبيونز ليغ / 1960
واحدة من أجمل المباريات في تاريخ كرة القدم بين فريقين مصممين على الفوز بكأس أوربا على ملعب هامبدن بارك في غلاسكو بإسكوتلندا حيث بلغ عدد الحضور 127621 متفرج. أفتتح إينترخت فرانكفورت التسجيل وسيطر على الربع الأول من المباراة بعدما كان قد حطم غريمه غلاسكو رينجرز في الدور نصف النهائي. لكن الحياة عادت إلى ريال مدريد بفضل لاعبيه الكبيرين ألفيردو دي ستيفانو وبوشكاش الذين صالا وجالا حول الفريق الألماني. أثمرت التحركات الرشيقة والنظرات الثاقبة والمهارات نتيجتها لفريق ريال مدريد فقلب الفريق الأسباني تأخره بهدف إلى فوز كبير 7-3 حيث أكمل دي ستيفانو ثلاثيته في الدقيقة 74 بعد دقيقتين من تسجيل بوشكاش هدفه الرابع. بقدر إلتزام ريال مدريد باللعب الجميل، لم يستسلم إينترخت بسهولة حيث سجل هدفين أخرين لكن ذلك لم يكن كافياً لمنع ريال دريد من الفوز.
البرازيل 4 – إيطاليا 1 / نهائي كأس العالم / 1970
شهدت بطولة كأس العالم 1970 في المكسيك استخدام البطاقات الصفراء والحمراء وإجراء التبديلات للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم فاعتبرت هذه البطولة مرحلة رائعة من تاريخ كرة القدم. بلغت ذروة الروعة في نهائي شهد وصول أبرز فريق عل الإطلاق ألا وهو المنتخب البرازيلي بينما كان المنتخب الإيطالي في القمة. بالرغم من أن المنتخب الإيطالي هزم ألمانيا الغربية 4-3 في الدور نصف النهائي إلا أنه انهار تماماً أمام مهارات لاعبي البرازيل أمثال بيليه وريفيياينو وجيرزينيو. افتتح بلييه التسجيل للبرازيل بضربة رأسية في الدقيقة 19. واستغل بونينسينيا تمريرة برازيلية خلفية خاطئة لتعديل النتيجة لصالح إيطاليا. أعاد البرازيلي جيرسون منتخب بلاده إلى المقدمة في الشوط الثاني بفضل مجهود رائع، إذا استلم الكرة على بعد 35 متر من المرمى فتخلص من المدافع بتغيير اتجاهه مسدداً كرة مدمرة ودقيقة استقرت في الشباك الإيطالية. سيطرت البرازيل على الشوط الثاني وأضافت هدفين وقدمت أداءً رائعاً. فقد جاء هدف الختام بطريقة عبقرية، قبل انتهاء المباراة بخمس دقائق تبادل اللاعبون البرازيليون تمريرات رائعة فيما بينهم انتهت بإيصال الكرة إلى بلييه الذي مررها بدوره إلى كارلوس ألبيرتو المندفع من الخلف مسدداً الكرة صاروخية إلى داخل شباك المنتخب الإيطالي. شهدت البطولة نقل المباريات عبر الأقمار الاصطناعية للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم مما سمح للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم مشاهدة إحدى أعظم المباريات في تاريخ المباريات الدولية.
الكونغو 3 – مالي 2 / نهائي كأس الأمم الأفريقية / 1972
كرة القدم في أفريقيا ليست بظاهرة حديثة، فالكرة الأفريقية لها تاريخ طويل بالرغم من أن مسابقات كأس العالم والألعاب الأولمبية شهدت تألق فريقي الكاميرون ونيجيريا خلال التسعينيات. توازي كأس الأمم الأفريقية التي بدأت عام 1957 في أهميتها البطولات الأوربية حيث أنتجت مباريات كلاسيكية أهمها نهائي عام 1972 الذي أقيم في الكاميرون بين الكونغو ومالي. سيطرت مالي على الشوط الأول و تمكنت من افتتاح التسجيل في نهايته. لكن تألق حارس الكونغو ماسيما بضرباته الأكروباتيه منعها من زيادة الأهداف. انتفض الكونغو في الشوط الثاني وسجل هدفين خلال دقيقتين عبر مبونو وزاد بليه (الذي لعب للنادي الفرنسي باريس سان جيرمان خلال السبعينيات) النتيجة بتسجيلة الهدف الثالث. سجلت مالي هدفها الثاني في الدقائق ال15 الأخيرة من المباراة وظلت النتيجة 3-2 للكونغو بالرغم من الأداء الجيد للفريقين.
ألمانيا الغربية 2 – هولندا 1 / نهائي كأس العالم / 1974
بالرغم من أنها كانت معركة بين الهولندي الطائر يوهان كرويف والمخطط اللامع الألماني فرانز باكنباور إلا أن المباراة النهائية كانت مدهشة بسبب المهارات عالية من الفريقين اللذان وصلا إلى ذروة الفن الكروي. بدأت المباراة مشتعلة مع عرقلة أولي هوينيس لكرويف داخل منطقة الجزاء الألمانية بعد أقل من دقيقتين من صافرة البداية. سجل ركلة الجزاء يوهان نيسكينز في هدف هو الأسرع في تاريخ نهائيات كأس العالم حيث افتتح التسجيل للمنتخب الهولندي الذي سيطر على المباراة بلياقة وبتحركات مرنة تمحورت حول كرويف و نيسكينز وجوني ريب. منع الدفاع الرائع وحارس المرمى الألماني سيب ماير هولندا من تسجيل هدف ثاني قاتل ثم عاقب الألمان الهولنديين بعد انخفاض غريزتهم القتالية بتسجيل هدف التعادل من ركلة جزاء. سجل المهاجم الألماني غيرد مولر الملقب "بالمدفعجي" في الدقيقة 43 هدفاً ثانياً لفريقه من مجهود فردي رائع. ضغط الهولنديون بشراسة من أجل تحقيق التعادل، لكن سيب ماير الذي أختير أفضل حارس في البطولة وقفاً سداً منيعاً أمام الهجمات الهولندية. كما استفاد الألمان من المساحات الخالية وسجل مولر هدفا ثالثاًً تم إلغاءه بداعي التسلل مع إن الإعادة أثبتت صحة الهدف.
فرنسا 3 – البرتغال 2 / كأس الأمم الأوربية / 1984
سيطر لاعبو الوسط الفرنسي جانا تيغانا وألان جيريس وميشال بلاتيني على معظم المباراة بفضل أداء جميل من التمريرات والمناورات. بدأت فرنسا تسجيل الأهداف بهدف سجله دوميرغ. ولم يستطع الفرنسيون المحافظة على تقدمهم خلال الشوط الثاني على الرغم من الهجمات المتكررة على المرمى البرتغالي التي أوقفت من قبل الحارس الرائع مانويل بينيتو. عادل روي جورداو النتيجة للبرتغال في الدقيقة 73 صاعقاً 55 ألف متفرج في ملعب الفيلودروم في مارسيليا. شهدت المباراة مزيداً من الهجمات خلال الوقت الإضافي حيث تقدمت البرتغال مجدداً بفضل المهاجم جورداو ولكن فرنسا أدركت التعادل مجدداً عبر دوميرغ. ومع اقتراب موعد ركلات الترجيح، مرر جانا تيغانا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي كرة عرضية إلى منطقة الجزاء تطاول لها بلاتيني وسددها في عمق الشباك ضامناً الفوز لفريقه قبل لحظات من صافرة النهاية. بعد أربعة ايام فازت فرنسا على أسبانيا في المباراة النهائية 2-0 لتحقق أول لقب لها في المسابقات الدولية، وتم اختيار بلاتيني أفضل لاعب في الدورة.
الأرجنتين 2 – نيجيريا 3 / نهائي الألعاب الأولمبية / 1996
شهدت المباراة النهائية إثارة كبيرة بفضل الاعتماد على الهجوم من قبل الجانبين. بعد أقل من دقيقتين على بدء المباراة سمح دفاع نيجيريا الضعيف للمهاجم كلاوديو لوبيز بتسجيل هدف التقدم. ولكن نيجيريا لم تستسلم بسهولة، فقاتلت بعزم وإصرارحتى عادل سيليستين بابايارو النتيجة برأسه. تقدمت الأرجنتين مجدداً عبر هرنان كريسبو الذي سجل من ركلة جزاء. وقبل 15 دقيقة من نهاية المباراة، سرق أموكاشي الكرة وركلها فوق حارس المرمى إلى داخل الشباك. وحين بدا أن المباراة ستتوجه إلى الوقت الإضافي، أعطى الحكم المنتخب النيجيري ركلة حرة على الجهة اليسرى للمرمى. حاول الدفاع الأرجنتيني إيقاع نيجيريا في مصيدة التسلل لكن إيمانويل أمونيكي كسر المصيدة مسجلاً هدف الفوز في الدقيقة 89. بعد أن أطلق الحكم صافرة النهاية، أصبحت نيجيريا أول منتخب أفريقي يفوز في مسابقة دولية مهمة.
أسبانيا 4 – يوغسلافيا 3 / كأس الأمم الأوربية / 2000
لقد كانت المباراة تحدي بين الفريقين للتأهل إلى الدور الثاني. في بداية المباراة، ظهرت أسبانيا على أنها الطرف المؤهل للفوز واستطاعت أن تخلق العديد من الفرص للهجوم ولكنها قوبلت بهجوم معاكس أدى إلى تسجيل هدف السبق ليوغسلافيا عبر سافو ميلوزيفيتش. ضغط المنتخب الأسباني بزيادة عدد المهاجمين مما سمح لألفونسو بتسجيل هدف التعادل. تقدمت يوغسلافيا مجدداً في بداية الشوط الثاني عبر ديجان غوفداريكا لاعب الاحتياط الذي دخل بين الشوطين محل اللاعب فلاديمير يوغوفيتش مطلقاً تسديدة رائعة من على حدود منطقة الجزاء. بعد اقل من دقيقة ألغى بيدرو مونيتيس أهمية هدف غوفداريكا مسدداً ركلة مقوسة لتصبح النتيجة 2-2. تبين أن نقطة التحول في المباراة كانت في الدقيقة 63 بعد طرد اليوغسلافي يوكانوفيتش وباتت أسبانيا تمتلك الأفضلية. في مباراة سابقة ضمن نفس المجموعة قلبت يوغسلافيا تخلفها أمام سلوفينيا 0-3 إلى فوز بعشرة لاعبين. وأعادت يوغسلافيا الكرة أمام أسبانيا فسجلت هدفاً بعد دربكة أمام المرمى استفاد منها كوملينوفيتش لتسديد الكرة داخل المرمى. كافحت يوغسلافيا للمحافظة على تقدمها واعتقد الجميع أنها متوجهة للفوز. لكن في الوقت بدل الضائع سجل ماندييتا هدفاً من ركلة جزاء ليسيطر التعادل مرة أخرى. احتوت هذه الملحمة التاريخية على دراما كروية ففي الثواني القاتلة الأخيرة سدد ألفونسو كرة طائرة نحو المرمى ليهدي الفوز للمنتخب الأسباني. بالرغم من الخسارة تأهلت يوغسلافيا وأسبانيا للدور الثاني.
التشيك 3 – هولندا 2 / كأس الأمم الأوربية/ 2004
مباراة رائعة مليئة بأهداف أثارت حماسة 29935 متفرج بلعب هجومي ومهارة في حراسة المرمى وتغيرات تكتيكية وتبديلات تثير التساؤل وبطاقة حمراء مشكوك في صحتها. كان جزاء التشيك الذين قلبوا تأخرهم 0-2 إلى نصر 3- 2 تأمين مقعدهم في الدور الثاني، أما الهولنديون فقد يواسيهم أنهم ساهموا في أحد أروع المباريات في تاريخ كأس الأمم الأوربية. بدأت هولندا تسجيل الأهداف عن طريق بوما الغير مراقب من ضربة حره نفذها روبين من الجهة اليمنى للملعب. ومرة أخرى ساهم روبين بهدف لمنتخب بلاده حين مرر الكرة إلى فان نيستلروي الذي أدخلها الشباك في الدقيقة 19. لكن المنتخب التشيكي لم يستسلم بسهولة، حيث قطع ميلان باروش كرة من الهولندي فيليب كوكو مررها لكولر الذي سجل الهدف في الدقيقة ال23. في الدقيقة ال25 أجرى التشيكيون أول تغيير تكتيكي بدخول فالديمير سميسير واللعب بخطة 3-5-2 بدلاً من 4-4-2. لكن الضغط الهولندي استمر حتى بدل مدرب هولندا ديك أدفوكات روبين النشيط بالمقاوم بوسفيلت. إستغل المنتخب التشيكي هذا التبديل الغير منطقي وعادلوا النتيجة عن طريق باروش بالدقيقة 71. تغير مجرى اللعب لصالح التشيك حين أشهر الحكم ثاني بطاقة صفراء في وجهه الهولندي هيتينغا لخطأ ضد بافل نيدفيد الذي أرتكب هيتينغا الخطأ الأول ضده أيضاً. أحرز الهدف الثالث للتشيك سميسير من كرة أرتد من العارضة تابعها داخل الشباك. ورغم النقص العددي إلا أن عدد من الفرص سنحت للهولنديين للتعادل لكان الحظ وحارس المرمى لم يسمحان بذلك.