ونحن في سبيل الإصلاح، إصلاح الأفراد والمجتمعات، نحتاج لأن نؤصل قيمة الإيجابية بيننا، وأن نفعِّلها، حتى يتم التغيير ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾[الرعد: 11].
فالإيجابية حياة... حياة بمعنى الكلمة للأفراد والمجتمعات؛ لأن السلبيين أموات وإن كانوا يدبون على ظهر الأرض بأرجلهم، وباطنها أولى لهم من ظاهرها إذا استمرءوا هذه الحياة الدون.
ومن هنا أردنا أن نسجل هذه الأسطر عن الإيجابية وأهميتها في بناء الفرد والمجتمع، مع ذكر أمثلة لمن تحققت فيهم الإيجابية لنتخذ منهم القدوة والأسوة.
والله من وراء القصد، وهو المستعان، وعليه التكلان، ﴿رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾[الممتحنة: 4].
مفهوم الإيجابية
الإيجابية لغة:
هي مصدر صناعي من "وجب الشيء يجب وجوبًا: لزم وثبت، [و]أوجب الشيء: جعله لازمًا"().
و"قال اللحياني: وجب البيع جِبَةً ووجوبًا، وقد أوجب لك البيع وأوجبه هو إيجابًا. ا.ﻫ
يقال: وجب البيع يجب وجوبًا، وأوجبه إيجابًا، أي: لزم"().
الإيجابية اصطلاحًا:
وهي –فيما نرى: حالة في النفس تجعل صاحبها مهمومًا بأمر ما شرعي، ويرى أنه مسئول عنه تجاه الآخرين مسئولية أدبية نابعة من ذاته، ولا يألو جهدًا في العمل له، والسعي من أجله.
قيمة الإيجابية وأهميتها:
الإيجابية هي الروح التي تدب في الأفراد فتجعل لهم قيمة في الحياة، وتدب في المجتمع فتجعله مجتمعًا نابضًا بالحياة، وهي الدليل الهادي والخريت() الذي لا يضل الطريق، والأمل الذي لا يتبدد، والمطية التي لا تكبو، وهي صمام أمان للجميع، وهي جماع عدة أمور من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وبر ووفاء وصدق عهد مع الله .... إلخ.