بتـــــاريخ : 10/6/2009 2:05:54 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1033 0


    لاتندم على مافاتك وظُن خيراً بمستقبلك

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.womengateway.com

    كلمات مفتاحية  :
    الندم الماضى الخير المستقبل

    عندما يقدم الإنسان على اتخاذ قرار مهم في حياته، او اختيار سلعة يريد شراءها، ينتابه في كثير من الأحيان شيء من الحيرة والتردد، وذلك بدافع من رغبته في تجنب كل ما قد يثير فيه غريزة الندم- والغضب أحياناً، وما يرافق ذلك عادة من لؤم للذات إن هذه على كل حال عواطف طبيعية تخامر أكثر الناس.

    وفي الأيام والليالي التي يضطر فيها الإنسان إلى البقاء في منزله تجنباً للقيظ أو الصقيع، يكون من الطبيعي له أن يصرف اهتمامه إلى ما يكون مختزنا في داخله من ذكريات ومواقف. إن (غربلة) وقائع الماضي وأحداثه هي التي تمكن الإنسان من اكتشاف المعاني في مسيرة حياته، وإثراء مقبل أيامه بمزيد من الحكمة والصفاء. ولكن يحدث في كثير من الأحيان أن دي نبش الإنسان لماضيه إلى التسبب في استرجاع أسباب الأسى والتنغيص.

    في هذه الحالة إذ ا ما أطل الأسف برأسه مع هذه الأسباب، فإنه يدفع صاحبه بميسم له تأثيره السيئ والحياة السلبية المستقلة الأبعاد بذاتها.  مما يؤثر على مزاج الإنسان وصحته. 

    هذا الكلام ينطبق بصورة خاصة على الأشخاص الذين يعانون من كأرة عتمة فصل الشتاء (SAD)، وهو نوع من الكآبة الذي يصيب ملايين أشخاص عندما تقصر الأيام التي ينتشر فيها نور الشمس.

    الندم دمار للجسم والنفس
    إن الأسف أو الندم هو أحد العواطف الواسعة الانتشار، ولكنها القليلة النقاش.  والأسف هو نوع من تقريع الذات، وهو من أشكال التفكير البدائية التي تحول دون شفاء الإنسان من الأمراض والآفات التي تصيب الأناث أكثر مما تصيب الذكور.

    واجترار الإنسان لعواطفة السلبية:  "ما كان أعظم الخطأ الذي وقعت فيه يوم كذا وكذا"، أو "كيف تصرفت مع فلان أو فلانة ذلك التصرف الغبّي، يالي من أبله".. هذه المشاعر تجعل الإنسان يحس بالنقص والعار، وهي تنزع الإنسان من حاضره، وتبقيه ملتصقاً بماضيه، وتعمل على تحطيم صفائه العقلي، وصحياً يؤدي إلى رفع مستوى هرمون الشدة – الكورتيزول في دمه، وهذا الارتفاع تؤدي إلى إضعاف مناعته وذاكرته واستقلابه، بل صحة قلبه أيضاً.

    كيف يتفاعل الندم؟
    إن الخطوة الأولى نحو فهم تأثير الندم في الجسم، هي معرفة كيف يفعل فعله.  يقول عالم النفس الأمريكي الدكتور توماس غيلوفيتش من جامعة كورنيل، إن الندم (مذاقات) ثلاثة:  (حرارة) (وتمنّ) (ويأس).  فإذا كان في صحيفة ذكرياتك أن صديقاً مخلصاً قد خانك مثلاً، فإن هذه الذكرى قد تؤدي إلى التهاب مشاعرك بثورة غضب شديدة مصحوبة بحرج وانفعال.  وإذا ندمت الآن على عدم تخصيصك المزيد من ساعات مصاحبة أطفالك في الماضي، فإن الندم عندها يتخذ الشكل الثاني من (المذاقات) – أي التمنيّ – مما يهيج الحنين في صدر الإنسان إلى سالف أيامه.

    أما (المذاق) الثالث للندم، كما يقول هذا العالم النفساني، فهو (اليأس)، وهذا يحدث مثلاً عندما تتذكر أنك وقعت ضحية نصّاب استولى على مدخراتك التقاعدية وهرب بها!
    هذا بالنسبة للندم الطويل المدى، في رأيه، ولكنه يرى أيضاً أن هناك ندماً قصير المدى كذلك، والإحساس به يكون أكبر من جراء أعمال عابره يقترفها الإنسان في لحظة تسُّرع.

    الحريص من اتعظ بتجاربه
    إن عاطفة الندم، شأنها شأن أي عاطفة أخرى، يمكن اعتبارها معلّماً، وكيفية التعلم من هذا المعلّم، هي أخذ الرسالة من الساعي، وترك الساعي يمضي في سبيله.

    وفي مايلي بعض الاقتراحات البسيطة التي يمكن أن تساعدك على المضي قدماً بعد الشعور بشكل من أشكال الندم على مافاتك من أمور:
    إذا كنت مهووساً باجترار الندم على أنك لم تفعل كذا وكذا.  فتصرف الآن، لإزالة أسبابه إذا كان ذلك ممكناً.  فإذا كان ندمك منصباً على عدم حصولك على مقدار معيّن من العلم في صباك وشبابك، فإن مجال التحصيل ما يزال مفتوحاً أمامك الآن.  أما إذا كان من المستحيل عليك أن تصلح خطاً ارتكبته، بالزواج من شخص لا يناسبك مثلاً، وأنجبت من بنين وبنات، فإن بمقدورك أن تحافظ على صفاء ذهنك بترويض نفسك على احتماك المكروه الذي لا سبيل إلى محوه من حياتك.

    يقول علماء الاجتماع إنه تبين لهم بعد الدرس والتمحيص، أنه بعد اختيار الإنسان لحظة حسناً كان أم خطاً، فإنه يستطيع على كل حال أن ينعم بقدر من الراحة، إذا استطاع أن يفلّسف الأمور بصورة عقلانية، وأن يخترع لهذا الرضى بالواقع أسباباً حسنة.

    تحكيم العقل مفيد أيضاً في مواجهة دواعي الأسف على الفرص الضائعة بسبب الإخفاق في إنجاز الأمور الضرورية في الحياة.  عندما يكون هوّسك منصباً عل المنغصات التي حدثت لك بسبب فعلة فعلتها، فحاول الآن اصلاح الخطأ إن أمكن.  فإذا كنت مثلاً قد أنفقت (بصورة عشوائية وغير متمهلة) مبلغاً من المال كنت قد ادخرته لقصد معين، فإن بامكانك الآن أن تستعيض عن ندب حظك، بمضاعفة الادخار الآن للوفاء بعد حين بما لم تستطع تحقيقه.

    وإذا ندمت على زواج غير موفق أدى إلى الطلاق، فحاول أن تستشرف النواحي الزاهية التي تطوف بجوافي الغيوم السوداء، وذلك عن محاولة إقناع نفسك بأنك قد ازددت مناعة بسبب هذه المشكلة، التي حصنّتك ضد الوقوع في مثلها مستقبلاً، وانك تستحق فعلاً خيراً منها.

    المفتاح الثالث الذي يفتح أمامك أبواب الشفاء من الندم، وهو المفتاح الذي يطلقون عليه اسم (إخفات رنين الماضي أو صداه) وهذا الاخفات أو الإنقاص، هو عبارة عن الفرق بين ما كنت تتوقعه، وبين ما حصل لك في الواقع.  لنفرض مثلاً أنك ابتعت سياره فارهة غالية الثمن، معتقداً أن ركوبها بدلاً من ذلك كانت متعبة لك وتسبب ألماً في ظهرك، فماذا أنت فاعل؟

    حاول أن تعثر على حسنة ما في سيارتك تجعلها مستحقة للمال الذي دفعته في سبيل اقتنائها.  كأن تكتشف بانها أكثر أمناً، وأرفع قيمة إذا رعبت في بيعها لاحقاً.  إنك عن طريق التركيز على مثل هذه الميزات الإيجابية ، يكون بمقدورك إخفات صوت الندم، وعندما ستكتفي بوضع مسند إضافي على ظهر مقعدها.

    إن النوع من أنواع الحكمة يمكن تطبيقه على كل شيء في الحياة، وعن طريق يصبح بمقدورك أن تقضي على الندم

    كلمات مفتاحية  :
    الندم الماضى الخير المستقبل

    تعليقات الزوار ()