بتـــــاريخ : 10/6/2009 1:49:45 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 888 0


    التنفس أسلوب لحياة جديدة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : eyesrash | المصدر : kenanaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    التنفس اسلوب لحياه جديدة

     
    معروفاً ان الانسان العصري يعيش دوامة من القلق والضغوط النفسية في عالم معقد مليء بالمشاكل والاحباطات، وفيما يبحث عن سبل جديدة للصحة والسلام والإزدهار الشحصي، يتغاضى في العادة عن أهم نشاط يمكن أن يقوم به من أجل راحة نفسه، نشاط يخفف من الضغوط التي تثقل كاهله، وتحد من انطلاقه، وتتركه مكبلاً بالقلق والهموم.
     
    هذا النشاط هو التنفس، ومعظم الناس يمضون حياتهم دون أن يعوا أهمية التنفس الصحيح الواعي الذي أصبح حاجة ضرورية في عالم يجري بسرعة لاهثة، فالكل يركض، والكل على عجلة من أمره، مدن مكتظة وأوقات صاخبة وهواء ملوث، فكان الحل في التنفس من أجل حياة أفضل.

    الاستاذة نورة الشهيل المدربة في »مجال التنفس« تقول ان القدرة التنفسية للكثيرين منا معوقة ومعطلة، ومعظمنا يعتبر التنفس علمية آلية حتمية لا داع للتدخل في آلية عملها، ولا سبيل لتغييرها لذلك فإن تسعين بالمائة من الناس لا يستخدمون خلال تنفسهم الا ثلاثين الى اربعين بالمائة من طاقة جهازهم التنفسي وتقول: »ان مهمتنا هي تعليم الآخرين كيف يتنفسون بعمق ويملأون رئتهم بالهواء، ونساعدهم على معرفة طريقة تنفسهم المقيدة وكيف يغيرونها الى طريقة أخرى أكثر فعالية«.

    وجلسات التنفس ليست علماً جديداً تم اكتشافه الان، وانما هو إعادة احياء لعلم قديم من ضمن العلوم الروحية وعلم الماورئيات والأن يعتبر التنفس الواعي فناً متناغماً يمكن ان يتعمله كل من يهتم بالمعالجة الذاتية، وكل من يسعى للإرتقاء بفكره وتغيير حياته نحو الأفضل فهو يساعدنا على التغلب على مشاكلنا وهمومنا، كما انه يعزز مقدرتنا على مواجهة كل ما يطرأ على حياتنا من متاعب سواء كانت جسدية أو نفسية، كما انه يولد شعوراً من الراحة في مجال كهرومغناطيسي يسمح بذبذبات تتحول الى طاقة عالية جداً تنشط الانسان، وبالوصول الى ذلك نكون قد تخلصنا من الاحباط دون الحاجة الى علاج لكل حالة من الأزمات المتراكمة لدينا.

    وكتأكيد تؤمن به وجربته بالفعل تقول الاستاذة نورة بأن التنفس الجيد طريقة آمنه ونافعة للبدء بالاستمتاع بحياة لا حدود لبهجتها، حياة تتسم بالرضا والقناعة، وصفاء العقل ونقاء النفس.

    الجلسة التنفسية
    تصف المدربة الجلسة التنفسية بأنها مغامرة حقيقية وفريدة من نوعها من أجل الشفاء الذاتي، وفي العادة تستغرق الجلسة الواحدة ساعة ونصف ساعة تبدأ بمقابلة قصيرة يتعرف فيها المدرب على المتدرب كي تتكون لديه فكرة موجزة عن اهدافه والغاية التي يتطلع لتحقيقها من وراء هذه الدورة، ويمكن للمتدرب ان يعبر عن معاناته ومخاوفه والشيء الذي يرغب بالقيام به في حياته.

    اثناء الجلسة يستلقي المتدرب في مكان مريح تحيط به الوسائد، مع موسيقى هادئة واضواء خافتة، هنا يبدأ المدرب بارشاد الى كيفية الحفاظ على شكل تنفسي عميق ومتتالي باستمرار ودون توقف، وأسهل طريقة لبدء الجلسة تكون بمجاراة المدرب وهو يطبق عملياً الطريقة المثالية للتنفس، وهي أشبه بموجة ترتفع وتنخفض في حركة مستمرة، ويعرف ذلك بالتنفس الدائري الذي يتوالى فيه الشهيق طويلاً يملأ الجسم كله، بينما يكون الزفير قصيراً ومسترخياً دون بذل أي جهد للدفع بالهواء خارج الرئتين، ويكون التنفس في الجلسات الأولى من الفم ليسمح بدخول اكبر قدر ممكن من الهواء.

    وتقول الاستاذة نور الشهيل ان من ابرز الاحاسيس التي تنتابنا أثناء التنفس الشعور بوخز خفيف في انحاء مختلفة من الجسم مع شيء من الدوار وتقلص في العضلات، وهو شعور يشير الى ارتفاع ذبذبة ترددات الطاقة، ويترافق مع ازدياد كمية الاكسجين التي تصل للدماغ، وقد يكون هناك احساس بالحر او بالبرد وهي ردة فعل طبيعية يحدثها الجسم نتيجة تخلصه من السموم، وربما تنتابنا مجموعة من الاحاسيس والانفعالات التي تقوى وتتركز ثم تبتعد وتتلاشى مع التنفس.
     
    دور التنفس في علاج الأمراض
    تقول الأستاذة نور الشهيل ان التنفس السطحي الضحل يرتبط بعدد هائل من الأمراض والاضطرابات الجسدية، ويعود ذلك الى ان جميع العمليات الفيزيائية والكميائية في الجسم تتطلب توافر الاكسجين والا تعطلت وظائف الجسم، فالكثير من الامراض تنجم عن النقص في كمية الأكسجين الذي يمثل المورد الطبيعي والأساسي الذي تحتاج اليه خلايا الجسم، واستنشاق الاكسجين يقوي جهاز المناعة في الوقت الذي يتخلص فيه الجسم من السموم عبر الزفير، لذا فإن من يتنفس سطحياً يسمم نفسه، فيحتفظ بالسموم في جسمه، الأمر الذي يزيد من امكانية اصابته بالأمراض، وقد اثبتت اختبارات طبية اكثر من خمسين مرضاً تم علاجه بنجاح عبر التنفس الواعي، منها امراض القلب والربو وهشاشة العظام وضغط الدم، وبشرح موجز تحدثت المدربة عن المنافع البيولوجية للتنفس الشامل لضغط الدم على سبيل المثال، حيث ان زيادة معدل الأكسجين في الجسم يساهم في تخفيض ضغط الدم وتعزيز جهاز المناعة ورفع مستويات الطاقة والتخلص من الأرق الناجم عن معوقات تنفسية.

    أما الحقيقة التي تمثل أهمية كبيرة في ان الاكسجين يمكن ان يشكل مادة مضادة للسرطان، فقد اثبتت الدكتور »أتو واربورغ« الحائز على جائز نوبل مرتين، أن الخلايا السرطانية تعيش بالتخمر، وهي في الواقع خلايا لا هوائية أي قادرة على الحياة من دون اكسجين، وبالتالي تتكاثر في الخلايا التي تفتقر للأكسجين، ويشير الدكتور »واربورغ« الى ان أي خلية يمكن ان تتحول الى خلية سرطانية ان هي حرقت ما نسبة ستين بالمئة من الأكسجين

    كلمات مفتاحية  :
    التنفس اسلوب لحياه جديدة

    تعليقات الزوار ()