تحزم بعض الفتيات »المخطوبات« أمتعتهن ويقمن في منزل الخطيب قبل الزواج، وهي عادة لم يعتد عليها مجتمعنا البحريني، ولكن المخطوبة تبرر ذلك بأن وضعها غير المستقر بين بيت الأب ومنزل زوجها يخلق أوضاعا مضطربة، ويجعلها تسأم هذا الروتين الممل، فلا تأبه من حمل حاجياتها لتقيم في بيت خطيبها وتترك منزلها الذي تربت فيه وكأنها على عجلة من امرها لتفارقه، وهو ضع قد لا تتقبله الكثير من الأسر..
يقول عباس علي، عقد قرانه منذ ثلاث سنوات: »لا أرى اختلافاً بين الزواج والخطوبة، فالأخيرة ربما تكون فترة تعارف، ولكن لفترة قصيرة أما بعد أن تزيد المدة لا أعتقد بأن هذا يعتبر تعارفا«. موضحاً أن هناك فترة طويلة يستطيع أن يتعرف فيها »الخطيب« على »خطيبته« وأسلوب حديثها وصفاتها وبعد تلك الفترة يمكنه الحكم عليها أن كانت تصلح زوجة له.
الخطوبة ضرورة
ويرى عباس ان الزواج بدون خطبة مغامرة كبيرة متسائلا »كيف يمكن للشخص أن يحكم بأن هذه الفتاة ستناسبه والأمور ستكون على خير ما يرام معها؟ فالمقابلة أو ما يسمى بالنظرة الشرعية التي لاتتعدى الدقائق لايمكنها الحكم على إمكانية الاستمرار في الزواج ولكن الخطوبة هي الفترة التي تجعل الشخص يتأكد من ذلك«.ويواصل »أرفض الزواج بدون خطوبة ولا أتوقع من يتزوج بهذه الطريقة إلا إذا كان ليس في ريعان شبابه أي على وشك أن يفوته أو يفوتها قطار الزواج«. ولا يخفى عليكم سراً بأن إقامة الخطيبة في بيت خطيبها بات أمراً عادياً، مبيناً أن »الخطوبة هي زواج كامل وشرعي فلا خطأ في إقامة الخطيبة في بيت خطيبها وهذا الشيء يعتمد على مدة الخطوبة«.
أؤيد الإقامة في بيت الزوج
وتصف فاطمة الحسيني »مخطوبة منذ ٧ شهور« فترة الخطوبة وتقول: »هي فترة نتعارف فيها على بعضنا فأتعرف على شخصية خطيبي كما هو يتعرف على شخصيتي، وكلانا نسأل أنفسنا هل سنستطيع العيش معاً مدى الحياة في أسرة دافئة وهادئة«؟وتكمل »اؤيد إقامتي في بيت خطيبي ولا أرى مانعاً في ذلك، ولكن البعض يرفض ذلك، وأعتقد ان من يمانع هم كبار السن وخاصة والد ووالدة الفتاة«.وتعلل فاطمة سبب إقامتها في بيت خطيبها فتقول »المسافة بين منزل أهلي ومنزل أهل خطيبي بعيدة جداً وإذا زارني خطيبي وبقي معي حتى منتصف الليل وأراد الرجوع لمنزله وهو تعب من مشقة اليوم أقلق عليه فإما أذهب معه أو اطلب منه المبيت معي حتى اليوم التالي«.
الظروف تحولها لفترة زواج
أما أحمد حسن العالي خاطب منذ سنة وخمسة شهور فيقول »الخطوبة في عرفنا البحريني هي الفترة التي تلي الخطبة والعقد مباشرة وتسبق فترة الزواج وهي من أهم الفترات التي يمر بها أي زوجين«.
ويرى العالي بأن التعارف عن قرب يظهر أشياء كثيرة قد تغيب عنهما في الفترة السابقة للعقد.. وخصوصا المتزوجين بالطريقة التقليدية فمن الصعب جدا على الفتاة أن تصبح امرأة دون أن تتهيأ نفسيا وعاطفيا لذلك، وهذه هي المهمة التي تقوم فترة الخطوبة بها.
ويكمل، »ان اعتبار الخطوبة فترة تعارف أو زواج انما يعتمد على الزوجين وظروفهما وعلى طبيعة العلاقة بينهما، فمنهم من يرى أن التعارف قبل فترة الخطوبة أو أثناءها كاف إلى تحويلها إلى زواج، وهناك من يرى أن الظروف المادية القاسية كفيلة بتحويل هذه الفترة إلى علاقة زوجية كاملة«.ويردف العالي »أما عني شخصيا فأفضل أن تكون فترة الخطوبة للتعارف والتقارب فقط فلو شاء الخطيبان الانفصال بعدها - لا سمح الله - تكون الفتاة غير متضررة كثيرا.. وعلى كل حال فان الشرع الإسلامي أطلق على الفترة التي تلي العقد زواجا، وفيها يحل للخطيبين ما يحل للزوجين«.
فترة تقرير المصير
وعلى العكس تقول أفراح عبدالحسن المخطوبة منذ ٦ شهور: »أرى بأن فترة الخطوبة هي فترة تعارف، فالزواج هو لبنة أولى أساسية في بناء المجتمع الذي يستعان به في النهوض بالأمة والارتقاء بالمجتمع الإنساني، لذلك لابد من حسن الاختيار للزوجة أو الزوج لتنجح هذه المؤسسة«.وتضيف »هذا الانسجام له مقدماته الأصلية من التعارف المشروع الدقيق لكلا الطرفين«.
وتستدرك »إلا أن إقامة المخطوبة في بيت زوجها هذه الأيام أصبح من الأمور التي لا نعجب منها«، مبدية اعتراضها على ذلك »لانها فترة معرفة طريقة التفكير والطموح والأهداف والأخلاقيات والمشاعر والأحاسيس والأساليب الحياتية لتتحدد بعد ذلك الموافقة على الزواج أو عدمه«.وبالنسبة للزواج مباشرة تقول أفراح: »للوصول إلى زيجة أكثر نجاحا فإنني لا اؤيد فكرة الزواج مباشرة، وذلك لان هناك أموراً مستورة لا تظهر في اللقاء الأول أو من النظرة الأولى، لذلك كلما اخذ الإنسان الوقت الكافي في المعرفة، كلما باتت الصورة أوضح«، لافتة إلى أن هناك الكثير من حالات التفكك والانفصال حدثت بسبب الزواج مباشرة بدون فترة الخطوبة.
لا أؤيد الانتقال
وتقول فاطمة أحمد علي مخطوبة منذ ٣ أشهر: »إن المتعارف عليه عندنا ان ما يسمى بالخطوبة لا تتم إلا بعقد القران، وفي رأيي ما إن يعقد القران حتى يصبح الشاب زوج والفتاة زوجة.. ناهيك عن سكنهما المنفصل عن بعض، أما كونها فترة تعارف، فلا أراها تماماً كذلك، فما هي إلا فترة استعداد وتجهيزات لبيت الزوجية«.
وعما إذا كانت تبيت في بيت خطيبها تقول: »لا أؤيد المبيت اطلاقا، وإلا فلا داعي لفترة الخطوبة والتي يعقبها حفل زواج مكلف، متساءلة إن كان لابد للخطيبة من الاقامه في بيت خطيبها، فلم لا يتم عقد القران وحفلة الزواج في آن واحد؟!«.. ولا ترى فاطمة مانعاً من الزواج دون خطبة »لا مانع من الزواج مباشرة إذا سبق الزواج فترة تعارف مشروعة، كالزواج من احد الأقارب أو زملاء الدراسة والعمل، بحيث يفهم كلا الطرفين الآخر ويتفقان في معظم الأمور«..