بتـــــاريخ : 10/1/2009 5:09:37 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 726 0


    ازدهار الإحساس في قلوب الناس

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.womengateway.com

    كلمات مفتاحية  :
    الازهار القلوب

    عودة الفرصة للانطلاق والإثمار

    فصل الربيع، يعني الكثير لدى كل منا .. لكنه يعني أشياء خاصة ومشاعر خاصة لدى كل واحد على حدة .. وربما لايعني شيئاً – أو هكذا صار – بالنسبة إلى كثيرين..

    الربيع .. فصل من فصول السنة التي تتعاقب على مدار العمر، وهو الفصل الأهم، لأنه "الفصل" بين "الشتاء" بعلاماته ومظاهره المضطربة الحزينة أحيانا والغائمة أحيانا أخرى، وبين "الصيف" بحرارته اللاذعة .. هو أيضا "فصل" بين انكماش البرودة وتمدد الحرارة .. إنه فصل النمو والازدهار الإحساس في قلوبنا .. ربما لأن الحب يرتبط بالحياة أكثر من الموت، يتأثر بها، ويؤثر فيها ويتشكل بها .. فتظهر أخاديد المشاعر في قلوبنا من جديد، مثل خريطة طبيعية شكلّتها عناصر الطبيعة .. إنه فرصة لازدهار الإحساس في قلوب الناس .. ولكن كيف نغتنمها؟  كيف تعود الحياة في قلوبنا .. وتعود قلوبنا إلى الحياة؟

    الربيع .. نقطة الانطلاق
    الربيع هو نقطة الانطلاق الجديدة لمشاعرنا التي ذبلت .. ولأحساسنا التي ربما تخّدرت بفعل الضغوط والعادات اليومية والملل واليأس والضجر وكل أنواع "المخدرّات" لاحاسيسنا الإنسانية البسيطة والتلقائية .. فيأتي الربيع ليؤثر تأثيرا كبيرا في نفوسنا .. ليعيد دورة الحياة إلينا من جديد .. لأنه هو فصل النور والنمو والتألق والأمل والإثارة والتأثر .. لذلك دعته الشاعر الأديبة "اميلي ديكنسون" بالدورة التي يعبّر فيها الخالق عن رعايته الدائمة للحياة .. للإنسان .. والكون كله، وأطلقت عليه "فصل الروح" الذي يكسب رحيق السلوى داخل الصدور المحترقة بالألم، لذلك .. فإن فصل الربيع هو نقطة الانطلاق الجديدة، أو إنه دعوة لنبدأ من جديد، وتحديدا نحو مشاعرنا، لأنه ببساطة يوظنا من سباتنا العاطفي العميق وقت الشتاء، لنصحو مع الأرض والسماء والكائنات كلها، وتصحو معنا أحاسيسنا.

    الربيع .. أمل جديد
    الشتاء السابق لفصل الربيع، ربما يعطي الإيحاء بأنه لاشيء جديد في حياتنا:  العمل، العلاقات، الزواج، الأحلام، الطموحات .. إلى آخر كل هذه المفردات التي تشكّل وعينا وحياتنا .. كما أنه يُبقى مشاعرنا تجاه من نحب أو نرتبط به على مستوى واحد تقريبا لايتغير ولا يتطور، لكن الربيع يأتي إلينا، ليمنحا "أملاجديداً"، فإن كانت الحياة تعيد إنتاج نفسها، وتتجدد وتعطي ثمارها لنا في الربيع، فإن ذلك يعني أن هناك أملاً قي التغلب على السأم والملل والضجر في المشاعر أو آفات الإنسان العصري..

    نعم .. هناك أمل جديد يمنحنا القوة الدافعة للتغيير، للحب، لقبول شريك حياتنا كما هو أولا ثم محاولة التغيّر معه .. حتى إن كان هذا الشريك أو المحبوب قد نضب ينبوع مشاعره اتجاهنا ،، هناك فرصة أخرى، لأن ما يفعله الربيع فينا يمكن أيضا أن يفعله فيه .. فالأجواء مناسبة والفرصة مواتية لكي يزدهر الإحساس نم جديد في قلوبنا أو قلوب من نحب.

    الربيع .. اتجاه للنور
    الربيع يعني الشمس الذهبية، بعد طول غياب وغيم، ومشاعر بالظلم والإهانة والتحطيم، تلك التي ربما تدب قي قلب امرأة زوجة بسبب زوجها..

    هنا، يأتي الربيع، بشمسه الوهاجة وليست الحارة كثيرا، لكي يمنح "نورا" جديدا في قلب تلك المرأة، والنور هنا يعني "البر" أو "الخير" أو "الصواب" أو "الحقيقة" .. نعم، فهناك شمس "البر" التي تسطع على حياتنا في الربيع، لتلفت انتباهنا بأن خلف الظلم الزوجي هناك عدل آتِ، وأن غيوم الإهانة التي حجبت عنا حقيقة القيمة والكرامة الإنسانية، تحبئ خلفها الإحساس بالقيمة الذاتية التي تزدهر وتظهر في الربيع .. بل إن في الشمس، شمس البر، شفاء .. في أجنحتها الذهبية .. شفاء للجسد، وشفاء للنفس المجروحة.

    الربيع .. ثمار الدموع
    الذين يزرعون بالدموع يحصدون ثمار الفرح والنجاح .. قاعدة اختبرها الملايين من البشر .. فالتعب والكد والمجهود المضني يثمر النجاح .. حتى في مجال العلاقات الإنسانية – خاصة الزوجية – فالزوجة التي تعبت سنين طويلة للتأقلم مع زوج صعب المراس، ستثمر – بدموعها التي تساقطت على ارض حياتها – نجاحاً في النهاية، أياً كانت هذه النهاية من وجهة نظر الآخرين .. والزوج الذي أضناه العطاء رغم البحث عن قيمة حقيقية مع زوجة لاتعترف به كرجل، سيجد يوماً ما ثمار هذا العطاء .. والزوجة التي زرعت الإخلاص، رغم كل المغريات والضغوط من حولها، حتماً ستحصد فرح الانتصار يوماً ما لذلك.

    فالربيع فصل الثمار، ثمار الدموع، أيا كانت هذه الدموع:  مرارة الخيانة الزوجية مع البقاء والإصرار على الاسترداد للشريك، العطاء بلا حدود رغم نداءات النفس بالانتقام أو الأخذ، والشعور بالظلم والإجحاف مع الحب رغم استحالة ذلك كثيراً.

    إن فصل الربيع، دعوة لازدهار الإحساس داخل قلوب الناس

    كلمات مفتاحية  :
    الازهار القلوب

    تعليقات الزوار ()