رجل أعمال إماراتي، ورئيس مجلس إدارة شركة "إعمار" العقارية تمكن خلال فترة قصيرة من أن يتبوأ مكانة مميزة في مجال الأعمال، وذلك من خلال "إعمار" أشهر الشركات في مجال المعمار والتي تتصدر مشاريعها المعمارية مكانة مميزة بين غيرها، هذا إلى جانب شغله للعديد من المناصب الهامة والتي حقق الكثير من الإنجازات خلال فترة تواجده بها فهو مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي، وعضو مجلس دبي التنفيذي.
إعداد - مي كمال الدين
النشأة
محمد علي العبار "أبو راشد" ولد بمنطقة الراشدية بإمارة دبي لعائلة متوسطة الحال عام 1958م، تمكن من شق طريقه في الحياة على الرغم من الصعوبات التي واجهها في سبيل ذلك، فدرس بجامعة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية وتخرج منها حاصلاً على شهادة البكالوريوس في الإدارة المالية والأعمال عام 1981.
المجال العملي
أخترق العبار المجال العملي بالعمل في المصرف المركزي وذلك قبل أن يشغل منصب مدير عام الخليج للاستثمارات عام 1987، وشغل العبار خلال مشواره العملي العديد من المناصب نذكر منها نائب رئيس مجلس إدارة شركة ألمونيوم دبي المحدودة "دوبال"، ونائباً لرئيس مجلس إدارة مركز دبي التجاري العالمي، ويشغل حالياً منصب مدير الدائرة الاقتصادية بإمارة دبي، وعضو مجلس دبي التنفيذي، وعضو مجلس هيئة الأوراق المالية والسلع في الحكومة الاتحادية.
كما يشغل رئيس مجموعة إعمار العقارية والتي يسعى العبار من أجل أن يجعلها أكبر شركة عقارية في العالم من حيث القيمة السوقية بحلول عام 2010.
إنجازات
حقق العبار العديد من الإنجازات على مدار مشواره العملي، ففي دائرة التنمية الاقتصادية التي تأسست عام 1992 تحت إدارة العبار تم تحقيق الكثير من النجاحات وذلك في إطار تعزيز مشاركة القطاع الخاص بمسيرة التنمية في دبي، كما شارك في إطلاق العديد من المبادرات التي ساهمت في إبراز دبي كوجهة عالمية لا تضاهى في مجال الأعمال والسياحة، وحققت الدائرة المزيد من التميز مع إطلاقها لجائزة دبي للجودة.
ويرجع الفضل للعبار في ابتكار فكرة مهرجان دبي للسياحة والتسوق والذي فتح مجال جديد في سياحة التسوق، وأصبح عامل جذب للكثير من السياح الذين يتوافدون على الإمارة، مما ساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي سواء في القطاع التجاري أو السياحي على مستوى إمارة دبي.
وأثناء شغله لمنصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة ألمونيوم دبي المحدودة "دوبال" ساهم في تعزيز نمو القطاع غير النفطي في الإمارات، هذا بالإضافة لجهوده في سبيل تربع دبي على قائمة أهم المراكز الدولية لتنظيم المعارض والمؤتمرات خلال عمله كنائب رئيس مجلس إدارة مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة 1992 – 2002.
كما يرأس العبار مجلس إدارة مصرف "السلام"، وهو عضو بمجلس إدارة شركة دبي للاستثمار، وعضو المجلس التنفيذي لحكومة دبي.
إعمار والعبار
من أهم المناصب التي احتلها العبار وبرز اسمه من خلالها هو منصبه كرئيس مجلس إدارة "إعمار" العقارية، والتي أسهمت في إبراز القطاع العقاري في إمارة دبي كواحد من أكثر القطاعات العقارية تطوراً وتميزاً في منطقة الشرق الأوسط، وشركة "إعمار" من أكبر الشركات العقارية في العالم من حيث القيمة السوقية، وهي شركة مساهمة عامة مقرها الرئيسي دبي ومدرجة في سوق دبي المالي ومؤشر داو جونز "آرابيا تايتنز"، وتسير شركة إعمار من نجاح لأخر وتحقق نمواً قياسياً في العائدات، وتتوسع الشركة عالمياً فتعقد شراكات مع العديد من الدول مثل مصر وسوريا والأردن والمغرب وباكستان وغيرها من الدول، وقد قامت الشركة بتنفيذ العديد من المشاريع الضخمة سواء داخل الإمارات أو خارجها ويأتي برج دبي الأطول في العالم شاهداً على روعة المعمار الذي تقدمه هذه الشركة.
وتتمتع إعمار اليوم بفضل جهود العبار وغيره من المديرين بحضور قوي في 36 سوقاً عالمياً، كما تعد أولى شركات التطوير العقاري التي دخلت تصنيف أضخم 500 شركة عالمية بحسب القيمة السوقية"FT Global 500 " والذي تصدره صحيفة فاينانشال تايمز ويلقي الضوء على اكبر الشركات في العالم.
انتقادات
لابد أن يتعرض كل إنسان ناجح لبعض الانتقادات ومن الانتقادات التي وجهت للعبار استئثاره بالأضواء والشهرة التي تعكسها عليه شركة إعمار وحده، وعدم إبراز الجهد المبذول من جانب غيره من القادة والمديرين هذا على الرغم من أن شركة بحجم إعمار لا يمكن أن تعتمد على جهود فرد واحد فقط.
انتقاد أخر تعرض له العبار عندما زار الأراضي الفلسطينية، وتناولت وسائل الإعلام خبر اجتماعه مع كل من شارون وبيريز بهدف شراء المستوطنات التي ستقوم إسرائيل بإخلائها لصالح الفلسطينيين بدلاً من هدمها، مما عرضه للكثير من النقد حيث إن هذه المستوطنات أراض محتلة لا تملكها إسرائيل وبالتالي لا تملكها هي أو مبانيها لتملك حق بيعها.
وجاء رد العبار على ما سبق أنه أصدر بياناً أكد فيه عدم مقابلته لرئيس الوزراء الإسرائيلي ولم يقدم عرض بشراء المستوطنات اليهودية، وإن زياراته لفلسطين جاءت من منطلق تقديم يد العون إلى الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه لا يسعى للتطبيع مع إسرائيل.
وكان العبار مرشحاً من أجل تقديم برنامج "الإدارة جدارة" بالتعاون مع قناة LBCوهو النسخة العربية من البرنامج الأمريكي " The Apprentice " الذي قدمه الملياردير الأمريكي دونالد ترامب، ولاقى نجاحا كبيرا، إلا أن العبار قد تراجع بعد أزمة زياراته للأراضي الفلسطينية.
انتقاد أخر وجه إليه عندما قال البعض أن أسلوب إداراته للشركة دكتاتوري ويجمع خيوط السلطات كلها في يده، وأن شركة إعمار من الممكن أن تتأثر سلباً إن ابتعد عنها العبار، حيث إن هذه الكيانات الاقتصادية الضخمة لا يجب أن يتوقف نجاحها على وجود شخص معين.
التكريم
|
الدكتوراه الفخرية من سياتل |
|
شخص مثل العبار بجهوده المبذولة في المجال الاقتصادي يستحق التكريم، فقد شغل العبار أحد المراكز الخمس الأولى على قائمة أهم 50 شخصية اقتصادية في العالم العربي وذلك وفقاً لتصنيف مجلة "يورو موني" عام 1996، كما قامت مجلة "أدفرتايزنج إيج" بتصنيفه على قائمة نجوم التسويق الدوليين لعام 1996 وذلك تقديراً لجهوده في إطلاق مهرجان دبي للتسويق.
وتم منحه الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من جامعة سياتل خلال حفل التخرج السنوي لطلاب الدراسات العليا في يونيو 2007، كما قامت مجلة "أريبيان بيزنس" بمنحه أولى جوائز "الإنجاز الحياتي" خلال مؤتمر التسويق والإعلام بدبي لعام 2007، وقد قدمت له هذه الجائزة تقديراً لإنجازاته الكبيرة والتي قادت شركة"إعمار العقارية" إلى احتلال موقع رائد بين أكبر الشركات في العالم.
وحصل على لقب "شخصية العام لمنطقة الشرق الأوسط" من مجلة FDI الصادرة عن مجموعة فاينانشال تايمز، واحتل المركز الثاني في قائمة "أقوى 100 شخصية عربية في العالم" والتي نشرتها مجلة "أريبيان بيزنس" في مارس 2007.
وبالإضافة للنشاط الاقتصادي والمناصب الهامة التي يشغلها العبار فهو زوج وأب لأربعة أبناء، يهوى ممارسة الرياضة مثل الجولف والتنس والتزلج والبولو، وجمع التحف الأثرية، ويرأس جمعية الإمارات لرياضة الجولف وكان له دور مميز في ترسيخ سمعة دبي في رياضة الجولف العالمية، وذلك من خلال إشرافه على بطولة دبي ديزرت كلاسيك للجولف وهي إحدى البطولات السنوية لجولات بطولات الجولف الأوروبية، وصنفته مجلة "جولف وورلد" ضمن أشهر 10 شخصيات دولية في عالم الجولف.
وللعبار نشاطات أخرى فيرأس مجلس إدارة مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة وهو هيئة خيرية لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو عضو بارز بالمنتدى الاقتصادي العالمي، وقادة المستقبل، ومؤسسة القادة الشباب، ويتعاون العبار مع المنظمات الغير حكومية في العالم العربي خاصة في مجال الإصلاح التعليمي.
مما قاله في إحدى المنتديات الاقتصادية "علينا أن ندقق النظر في المجالات التي نستثمر فيها، والأسباب التي تقف وراء ذلك، وهذا الخيار البديهي هو الذي يميز رجل الأعمال عن الرجل الثري، وأفضل ما يمكن الاستثمار فيه اليوم هو المعرفة وليس فقط في مجال الحجارة والأسمنت، لأننا بالمعرفة نستطيع الانتقال إلى عالم جديد، والارتقاء بمكانتنا بخطى سريعة".